وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة التركية نددت بغضب بالتصويت، ووصفته بأنه باطل، فى حين استدعى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان سفير بلاده فى ألمانيا للتشاور.
وقال وزير الخارجية التركية مولود تشاويش أوغلو على تويتر "إن الطريقة التى تغلق بها الصفحات السوداء لتاريخك ليس بتشويه تاريخ الدول الأخرى بقرارات غير مسئولة ولا أساس لها"، بينما قال رئيس الوزراء بينالى يالديريم "لا يوجد حادث مخزى فى تاريخنا يجعلنا نحنى رؤوسنا".
ولفتت الصحيفة إلى أن ألمانيا بحاجة إلى مساعدة تركيا فى المضى قدمًا فى الاتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبى للتعامل مع أزمة اللاجئين التى تعود بنسبة كبيرة إلى الحرب الأهلية السورية، وفى نفس الوقت، فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تتعرض لضغوط كى لا ترضخ لضغوط أنقرة للمساومة على القيم الغربية، لاسيما بعد واقعة محاكمة كوميدى ساخر فى ألمانيا لإهانته أردوغان.
وبالنسبة لتركيا، تتابع الصحيفة، فإن الموضوع أكثر حساسية مما يقول المؤرخون إنه قتل أكثر من مليون أرمنى ومسيحيين آخرين فى عامى 1915 و1916. وكان أردوغان قد زار فى إبريل الماضى البطريركية الأرمينية فى تركيا. وفى بيان تمت صياغته بعناية شديدة، قدم تعازيه لأسر من لقوا حتفهم، لكن الحكومة التركية رفضت لفترة طويلة مصطلح الإبادة الجماعية.
وكان نوربرت لامارت، رئيس البوندستاج "البرلمان الألمانى" قد وصف القرار بأنه هام، وأضاف أن الحكومة التركية الحالية ليست مسئولة عما حدث قبل أكثر من قرن، إلا أنه قال إن على تركيا أن تقيم الماضى، وأكد أن الحكومة التركية تتحمل المسئولية المشتركة لكيفية معالجة الأمر فى المستقبل.
من ناحية أخرى، تساءلت مجلة فورين بوليسى الأمريكية عما إذا كان تصويت البرلمان الألمانى يعنى أن تركيا قد خسرت صديقتها الوحيدة فى أوروبا. وأشارت المجلة إلى أن هذا العام كان معقدا لعلاقات أنقرة مع الجميع، فقد غضبت الحكومة التركية من قرار واشنطن التحالف مع الأكراد السوريين فى معركتها ضد داعش، وتدهورت العلاقات التركية الروسية سريعًا بعد إسقاط الطائرة الروسية فى نوفمبر الماضى. كما أن أردوغان غاضب من سخرية الكوميدى الألمانى منه. ثم يأتى قرار البرلمان الألمانى بوصف مذبحة الأرمن بالإبادة الجماعية ليزيد من هذه الفوضى.
وعن تأثير قرار البرلمان الألمانى، قال الخبير التركى بولنت على رضا، إنه الوقت لا يزال مبكرا للغاية لمعرفة مدى تأثير هذه الخطوة على العلاقات التركية الألمانية على المدى البعيد.
وأضاف أنه فى الوقت الذى تشهد فيه السياسة الخارجية التركية فترة عصيبة، كانت ألمانيا الدولة التى يمكن أن تعتمد عليها تركيا لفهم موقفها. وأعرب عن اعتقاده بأن الخطوة ستؤثر بالتأكيد على العلاقات التركية الألمانية، لكن السؤال الآن يتعلق بمدى التأثير وما إذا كان سيتجاوز استدعاء السفير.
موضوعات متلعقة..
صحيفة بريطانية: اعتراف ألمانيا بإبادة الأرمن يهدد علاقاتها مع تركيا
ميركل: العلاقات الألمانية التركية قوية