لكن المنافسة فى النسخة المئوية للبطولة القارية، لن تقتصر على الغريمين اللدودين بل ستمتد إلى 3 أو 4 منتخبات أخرى بالنظر إلى تألقها اللافت فى الآونة الأخيرة، وتحديداً فى التصفيات الأميركية الجنوبية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، فى مقدمتها الأوروجواى حاملة الرقم القياسى فى عدد الألقاب فى كوبا أمريكا (15 لقبا)، والتى تتصدر التصفيات مع الإكوادور (13 نقطة من 4 انتصارات وتعادل واحد وخسارة واحدة) وتشيلى حاملة لقب النسخة الأخيرة وهى باكورة ألقابها فى البطولة، إضافة إلى كولومبيا والباراجواى.
الأرجنتين والبرازيل تحت الضغط
ويدخل عملاقا الكرة الأمريكية الجنوبية والعالمية البطولة القارية تحت ضغوط كبيرة، بسبب الفشل الذريع سواء فى كوبا أمريكا أو نهائيات كأس العالم الأخيرة فى البرازيل بالذات عام 2014، حيث ودع منتخب سيليساو بخسارة مذلة أمام ألمانيا (1-7) فى نصف النهائى، فيما أهدرت الأرجنتين فرصة التتويج بلقب عالمى ثالث عندما خسرت أمام المانشافت.
وتدرك الأرجنتين والبرازيل جيداً أن الخطأ ممنوع عليهما فى كوبا أميركا، حيث تسعى الأولى إلى فك صيام عن الألقاب دام 23 عاماً، وتمنى الثانية النفس بتلميع صورتها وطمأنة جماهيرها فى أفق استعداداتها لحجز بطاقتها لمونديال 2018، حيث ستسعى إلى الظفر باللقب العالمى السادس.
وما يزيد الطين بلة أن المنتخب الأرجنتينى لم يذق طعم الألقاب منذ تتويجه بكوبا أمريكا عام 1993 فى الإكوادور عندما ظفر بلقبه الرابع عشر فى المسابقة، وخسر نهائى نسخ 2004 و2007 أمام البرازيل بركلات الترجيح وصفر-3 على التوالى و2015 أمام تشيلى بركلات الترجيح، ونهائى مونديال 2014 أمام ألمانيا.
ويتساءل الأرجنتينيون كثيراً عن عدم قدرة منتخب بلادهم على الظفر بالألقاب وصفوفه تضم أفضل لاعب فى العالم 5 مرات نجم برشلونة الإسبانى ليونيل ميسي وسيرخيو اجويرو وجونزالو هيجواين وانخل دى ماريا وخافيير ماسكيرانو وخافيير باستورى وايزيكييل لافيتزى.
وتكتسى البطولة أهمية كبيرة بالنسبة للأرجنتين وخصوصاً نجمها ميسي الذى يسيل الكثير من المداد حوله قبل كل بطولة كبيرة، ويكثر النقاش حول المقارنة بينه وبين أسطورة الأرجنتين ارماندو مارادونا ومن بينهما صاحب أكبر شعبية فى البلاد.
صحيح أن ميسي الملقب بـ"البرغوث" ظفر بالعديد وجميع الألقاب الممكنة الفردية منها والجماعية مع فريقه برشلونة، لكنه لم يحقق حتى الآن أى لقب مع "البيسيليستى" رغم خوضه 3 نهائيات فى كوبا أميركا (2007 و2015) وفى كأس العالم (2014)، ولو أنه قاده إلى ذهبية دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 فى بكين.
ووقع المنتخب الأرجنتينى فى المجموعة الرابعة إلى جانب تشيلى، التى حرمته من لقب النسخة الماضية عام 2015 وستكون المواجهة الأولى لميسى ورفاقه ضد حاملى اللقب قبل لقاء بنما وبوليفيا.
تشيلى ترفض التنازل عن اللقب
ولن تكون تشيلى التى ظفرت باللقب الأول فى تاريخها فى المسابقة بعد فشل 4 مرات فى المباراة النهائية، خصماً سهلاً ولن تتنازل عن اللقب بسهولة فى ظل احتفاظها بالتشكيلة ذاتها التى قادتها إلى المجد القارى العام الماضى.
الاختلاف الوحيد فى تشيلى هو غياب مدربها الأرجنتينى خورخى سامباولى، الذى ترك منصبه بيد أن الاتحاد المحلى أبقى على الإدارة الفنية الأرجنتينية وعين مواطنه خوان انطونيو بيتزى.
وتعج التشكيلة التشيلية أيضاً بالنجوم فى مقدمتها نجم بايرن ميونيخ الألمانى ارتورو فيدال ومهاجم أرسنال الإنجليزى اليكسيس سانشيز وحارس مرمى برشلونة كلاوديو برافو.
البرازيل لتضميد الجراح
وتعتبر مهمة البرازيل بطلة العالم 5 مرات والساعية إلى اللقب القارى التاسع فى تاريخها، سهلة نسبياً فى الدور الأول حيث أوقعتها القرعة فى المجموعة الثانية إلى جانب الإكوادور وهايتى والبيرو.
وتخوض البرازيل حاملة اللقب 8 مرات فى 19 نهائياً، العرس القارى فى غياب نجمها نيمار بعدما قرر ناديه برشلونة السماح له بالمشاركة فقط فى الألعاب الأولمبية التى تستضيفها ريو دى جانيرو من 5 إلى 21 أغسطس، حيث تعول البرازيل عليه كثيراً لإحراز الذهبية للمرة الأولى فى تاريخها.
وتضم التشكيلة عدداً لا بأس به من اللاعبين المعروفين الذين شاركوا فى مونديال 2014 فى البرازيل ويلعبون فى الأندية الأوروبية العريقة ومنها برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد (إسبانيا) وباريس سان جيرمان وموناكو (فرنسا) وليفربول وتشيلسى (إنجلترا) وبايرن ميونيخ وفولفسبورج (ألمانيا).
وكانت البرازيل خرجت من ربع نهائى النسخة السابقة لكوبا أمريكا العام الماضى (2015) على يد تشيلى المضيفة، وتبدأ البرازيل حملة اللقب التاسع الأحد بلقاء الإكوادور التى لم يسبق لها أن أحرزت اللقب، وأفضل نتيجة لها المركز الرابع على أرضها عامى 1959 و1993.
وتهدف الإكوادور بقيادة المدرب الأرجنتينى جوستافو كوينتيروس (بدأ مهمته فى يناير 2015) تخطى الدور الأول وتحقيق نتيجة أفضل من النسخة السابقة، حيث حلت ثالثة فى المجموعة الأولى خلف تشيلى وبوليفيا، ولم تحقق سوى فوز واحد على المكسيك (1-صفر) وخرجتا معاً من المنافسات.
أوروجواى الأقوى
يبدو المنتخب الأوروجويانى مرشحاً فوق العادة لتصدر المجموعة الثالثة، التى ضمته إلى جانب فنزويلا والمكسيك وجامايكا، فى سعيه إلى استعادة اللقب القارى وتعزيز رقمه القياسى من حيث عدد الألقاب (15 آخرها عام 2011).
وستكون الأوروجواى أكثر المنتخبات الطامحة لإحراز لقب النسخة المئوية لأنها "الأكثر أحقية" فى الاحتفال كونها المنتخب الأول الذى رفع كأس البطولة بصيغتها القديمة، بطولة أميركا الجنوبية عام 1916، حين تصدرت مجموعة البطولة أمام المنتخبات الثلاثة الأخرى المشاركة وهى الأرجنتين والبرازيل وتشيلى.
ويعول مدربها اوسكار تاباريز على مجموعة كبيرة من النجوم المحترفين فى أوروبا وعلى رأسهم العائد لويس سواريز وادينسون كافانى ودييجو جودين.
لكن قد يضطر "لاسيليستى” إلى خوض الدور الأول أو مباراة أو اثنتين منه دون سواريز، لأن مهاجم برشلونة الإسبانى يعانى من إصابة تعرض لها ضد إشبيلية فى نهائى مسابقة كأس إسبانيا.
معاناة باراجواى
صحيح أن الجارة الباراجواى أحرزت لقب كوبا أمريكا مرتين، لكنها لم تتذوق طعم النجاح منذ 1979، كانت قريبة فى النسخ الماضية، لكنها حلت وصيفة فى 2011 أمام الأوروجواى (صفر-3) وحلت رابعة فى تشيلى 2015، وذلك بعد بلوغها ربع النهائى 6 مرات بين 1991 و2007.
توجت "البيروخا" مرتين، الأولى بنظام البطولة القديم فى 1953 فى البيرو، ثم فى 1979 على حساب تشيلى.
يعول المدرب الأرجنتينى رامون دياز على مجموعة من المحليين والمحترفين فى المكسيك، بالإضافة إلى المهاجمين المخضرمين روكى سانتا كروز (ملقة الإسبانى) ونلسون فالديز (سياتل ساوندرز الأميركى) والمدافع باولو دا سيلفا (تولوكا المكسيكى)، لكنه لم يستدع المخضرم لوكاس باريوس (31 عاماً) مهاجم بالميراس البرازيلى الذى سجل هدفين فى النسخة الأخيرة.
تحتل الباراجواى مركزاً سابعاً مخيباً فى تصفيات مونديال روسيا 2018 فى أميركا الجنوبية، إذ لم تفز سوى مرتين فى 6 مباريات، وتعول كولومبيا على نجم ريال مدريد الإسبانى جيمس رودريجيز وتألقها اللافت فى مونديال 2014 لتكرار إنجاز النسخة الأخيرة على الأقل عندما بلغت ربع النهائى.
لتحميل جدول مباريات كوبا أمريكا 2016 اضغط هنا
موضوعات متعلقة..
- كوبا أمريكا.. 5 حكايات لا تفوتك قبل انطلاق النسخة المئوية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة