مع الساخرين..رحاب بسام.."أرز بلبن لشخصين" كتاب عن الاضطرابات النفسية

الخميس، 30 يونيو 2016 06:12 ص
مع الساخرين..رحاب بسام.."أرز بلبن لشخصين" كتاب عن الاضطرابات النفسية غلاف الكتاب
كتب أحمد جودة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خيالنا الجامح أحياناً يجعلنا نصنع لأنفسنا أجنحة وهمية، نحلق عالياً كأننا لم تكن يوماً أقدامنا تطأ الأرض وتلامس التراب، نتخيل، ونتخيل فنرى العالم بلون وردى كلون غلاف الكتاب تملؤه الأنوثة والرقة والحنان، تغطيه الزهور الملونة وتنشر العبير الذى ينعش أذهاننا، آسفة نسيت أن أقول لكم إننا فى "أرز بلبن لشخصين"... لا تقلق لست فى المكان الخطأ ليس كتاب طبخ، ينقلك لعالم الوصفات إنما رواية من جيل الحواديت والقصاصات الملونة المعلقة على جدار ذاكرتنا، إنها مزيج من القصص القصيرة المعبرة التى لا تصف إلا الأعماق التى تتوارى خلف حاجز الجسد الصلب، إنها عصارة الطفولة بلغة جميلة معبرة تزينها الجمل باللهجة المصرية اللطيفة، فى الحقيقة لم أتخيل يوماً أن وصفة الأرز يمكن أن تكون حلاً لكل اضطراباتنا النفسية، فهى لم تكن وصفة عادية فلعمل طبق من الأرز باللبن لشخصين ستحتاجين إلى ربع كوب من الأرز ، أخرجى اللبن من الثلاجة ، ثم فى طبق أبيض واسع ضعى الأرز ونقيه من أى شوائب ، وضعى كل شئ جانبا: "مرارتك، حزنك، غضبك، إحباطك، وأى فكرة سيئة، وتتطلب هذه الوصفة بالا طويلا والكثير من الابتسامات المفاجئة، ومن الأفضل أن تكونى وحدك فى المطبخ.. بل فى المنزل كله ، وأن تغلقى جميع الهواتف وترتدى شيئا مريحا"، هكذا وضعت الكاتبة رحاب بسام الخلطة السرية لإتمام نجاح عمل طبقى أرز بلبن إلى شخصين بدون فشل، ولضمان نجاح المهمة خلال الإعداد عليكى تذكر كلمة جميلة، قبلة طويلة، ابتسامة دافئة عبر غرفة مزدحمة أو حضن مشبع، دندنى.. ابتسمى، نعم نعم ، هذه هى لمعة العيون التى تلائم الأرز باللبن.

وتسرد الكتابة رحاب بسام فى كتابها " أرز بلبن لشخصين" عدد من المفارقات لبعض سلوكيات المواطنين فى المواقف المختلفة، والكتاب صادر عن دار الشروق وعدد صفحاته 128 صفحة لكتاب قصصى متميز.

وتقدم الكاتبة نقدا ساخرا لبعض المعاملات اليومية فى الشارع المصرى وخصوصا التعامل مع سائقى الميكروباص والتاكسى، تحت عنوان "المرأة الخارقة"، حيث تقول "أنا أتمتع بقوة خارقة، أو أحب أن أصدق أن بإمكانى التحكم فى الأشخاص بإرسال رسائل ذهنية لهم، وكانت هذه القوى الخارقة تنفعنى جدا مع سائقى الأجرة، أركز جدا وأرسل للسائق رسالة ذهنية تأمره بألا يدخل فى هذا الشارع، فلا يدخل، أحسب المسافة والنقود التى معى، وأرسل له رسالة ذهنية تأمره بقبول أى أجرة أعطيه إياها فيقبل أى أجرة، وأحيانا يكون الإرسال ضعيفا، حينها ترانى أجرى هربا قبل أن يخرج السائق من السيارة ليتشاجر معى".

"أنا والضباب وهواك" ، وتحت هذا الإطار وفى وسط الضباب.. تحدثت الكاتبة عن ذكرى قديمة علقت بمخيلتها، حين تسلقوا يوماً جبل شاهقاً يعلوه الضباب، حينها كانت صغيرة وكان والدها يحدثها كيف يتكون الضباب، وكيف كانت سعيدة سعادة لا توصف، لأنها تشعر أنها فوق السحاب، وأن جزء من خيالها تحقق، واليوم وهى على أرض مسطحة يلفها الضباب فيشعرها بالخوف من الضياع، فتتسارع دقات قلبها، فتشجع نفسها على الإستمرار وأنها لن تضيع مهما اصبح الضباب كثيفاً ما دامت واثقة من نفسها؛ لتجد نفسها فعلاً أنها لازالت على الطريق الصحيح بعد إنقشاع الضباب.

"على بياض المرجيحة سقط سهواً.. الصفحة البيضاء هى الموت، هى قبرى الذى ينتظرني، لأنها تخاف المرتفعات لم تثق أبداً فى قمة السعادة، شرط الجنون الإيمان به وممارسته" كانت هذه جمل من القصص بالتوالى، تخبرنا عن تجاذبها مع الورقة البيضاء التى تحاول كسر بياضها الناصع بأفكار تأبه أن تغادر مخيلتها، فتصف دماغها كآلة صنع غزل البنات والسكر المتكوم كأفكارها التى تتزايد واحدة تلو الأخرى، دون أن تعرف لها مخرجاً للنور.



موضوعات متعلقة..

مع الساخرين.. أسامة القبيسى.. قول يا باسط تلاقيها هاصت









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة