هناك فرق بين صحافة تمارس الانتقاد أو المعارضة الطبيعية، مثل كل بلاد الدنيا، وبين معارضة تتاجر بالاضطهاد، بحثًا عن دور بالخارج أو الداخل. وقد أصبحت «موضة» بالفعل أن نرى كاتبًا لوذعيًا يكتب فى الصحف المصرية ليقول لنا أنه ممنوع من الكتابة، وعندما يسأله قارئ: أنت تكتب فى صحافة مصر، وتقول إنك ممنوع؟، يرد: لا أنا سوف يتم منعى، ويستمر الكاتب فى الكتابة والمعارضة، وهو أمر لم يعد يخيل على كثيرين من المواطنين، وهو نوع من الكتاب غالبًا يريد التصفيق ورفع السعر.
ظاهرة الكتاب الذين يروجون أنهم مضطهدون ليرفعوا أسعارهم، وأصبحوا مكشوفين جدًا، لأنهم لم يواجهوا أى قمع، إنما يريدون التمويل، فيصنعون اضطهادًا وهميًا، بينما يمارسون عملهم بالداخل، ويعقدون ندواتهم وفعالياتهم بكل حرية، وهم ضيوف دائمون على الفضائيات، ويقولون ما يريدون، لكن أيضًا يبيعون الاضطهاد الوهمى ليرفعوا ثمنهم.
موضة هذه الأيام لدى عدد من الكتاب، ومن يسمون أنفسهم خبراء، ينتشرون فى الصحف المختلفة، ويكتبون مقالات يحاولون فيها الإيهام بأنهم ممنوعون ومضطهدون.. ويبدو مضحكًا جدًا أن نرى كاتبًا أشاع أكثر من مرة أنه تم منعه من الكتابة، وفى كل مرة كان يعود ويكتب، والأمر كله أنه تلقى اعتذارًا من هذا المكان أو ذاك بالاستغناء عن خدماته تخفيضًا للنفقات، وكونه لم يعد يكتب ما ينفع، لكن الكاتب خرج وأعلن أنه ممنوع ومطارد وحياته فى خطر، ولم يحدث شىء، فعاد يكتب فى نفس الصحيفة بلا مقابل، ولم يجد ردود أفعال ضخمة، ولا اقترب أحد منه، وهو مثل باقى كتاب البحث عن البطولة الوهمية، يريدون تصفيقًا على صفحاتهم، ويريدون جوائز خارجية على شجاعتهم الوهمية.
وليس الكاتب إياه حالة خاصة، لكنه جزء من ظاهرة كتاب يكتبون من أجل الحصول على الإعجاب، وإذا اختلف معهم أحد أو رأى رأيًا غير ما يكتبونه، يكون الرد بحظره أو تجاهله، وهو نوع خاص جدًا من دفاعهم عن الحرية، مثل كاتب نشر مقالًا ينتقد فيه ما يجرى من أوضاع، ويقدم رؤية معارضة، ووضع الكاتب مقالته اللوذعية على صفحته بموقع التواصل، وفرح بالإشادات والإعجاب، لكنه وجد من بين المعلقين من يرد عليه، ويختلف معه، ويقول له أنه يفتقد إلى الدقة والمعلومات، وأنه لا يقدم بديلًا من خمس سنوات، ويكتفى بالصراخ، ثم أنه يفتى فى الاقتصاد والسياسة والثقافة، وكتبه تطبع وتنتشر فى مصر ولا توزع، وقال له المتابعون أنه يكتب فى صحيفة مصرية عن أنه ممنوع من الكتابة، وإن هذا يثير السخرية، فغضب الكاتب وقال أنه ممنوع، وكان مثل زميله الكاتب الذى كتب مقالات نارية، ولم يكلمه أحد، فأعلن أنه ينتظر السجن.
ولكل هؤلاء الكتاب الكبار أو الصغار، لا أحد يمنعكم من المعارضة والكتابة، فقط اعلموا أن للناس عقولًا يمكنهم بها التمييز بين المعارضة والبحث عن بطولات وهمية.. انظروا فقط لما يحدث على أرض مصر، وبدلا من أن تتحدثوا عن موت السياسة، وأنتم شاركتم فى أحزاب ولم تقدموا شيئًا، ليتكم تفعلون شيئًا مفيدًا، ولا أحد يطلب منكم أن تصفقوا للإيجابيات، ولا أن تسكتوا عن السلبيات، فقط التزموا بالموضوعية، واعرفوا أن رفع السعر ليس بتجارة الاضطهاد.
ابن الدولة يكتب: جنيهات المواطنين تغير حياة الفقراء وتعالج مرضى فيروس «سى» فى الأقصر.. بدأه «السيسى» وتبرع بنصف راتبه وثروته..صندوق تحيا مصر يقوم بدور كبير فى خدمة المجتمع ولا عزاء لعاطلى السياسية
ابن الدولة يكتب: بعد أيام من افتتاح مشروع "الأسمرات" تأتى "الميسترال".. صفقة الدفاع.. وصفقات التنمية والعدل.. حاملة المروحيات تدعم قدراتنا البحرية والدفاعية.. وتحمى ثورة مصر فى التنمية الدائمة
ابن الدولة يكتب: «الجارديان القطرية».. ومهنية الكاتب الكبير.. الدفاع عن فبركات الصحيفة البريطانية من أجل عيون الدوحة.. والثمن مقالات مدفوعة مقدماً ومؤخراً
ابن الدولة يكتب: عزيزى الكاتب الكبير ما الذى يمنعك من المعارضة؟.. لا تصفقوا للإيجابيات ولا تسكتوا عن السلبيات.. فقط التزموا بالموضوعية واعرفوا أن رفع السعر ليس بتجارة الاضطهاد
الأحد، 05 يونيو 2016 09:00 ص
ابن الدولة