وقال المحلل السياسى والخبير الاستراتيجى الإسرائيلى بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، باراك رافيد، إن نتانياهو الذى وصل أمس الاثنين، إلى موسكو فى زيارة للاحتفال بمرور 25 عاما على العلاقات بين البلدين، وصف العلاقات بين الإسرائيليين والروس، بأنها وثيقة، موضحا أنه لن يكون من المبالغ فيه أن العلاقات بين إسرائيل وروسيا فى حجم التبادل التجارى والسياحى والتنسيق الأمنى والسياسى وصلت إلى القمة.
وأضاف رافيد أن اللقاء بين نتنياهو وبوتين، اليوم، سيكون الرابع خلال عام واحد، وبالمقارنة فقط، خلال الفترة نفسها التقى نتانياهو مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما مرة واحدة فقط، مشيرا إلى أن هذه المعطيات تمثل روح العصر.
وأوضح الخبير الإسرائيلى أن العلاقات مع روسيا تمر بحالة تحسن منذ عام 2009، وذلك يرجع إلى وزير الخارجية فى ذلك الوقت، الذى تولى قبل أيام منصب وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان، ذى الأصول الروسية.
وأضاف رافيد، أنه على خلفية التدخل الروسى الناشط فى الحرب الأهلية السورية، وإرسال قواتها إلى هناك، حدث تحول فى توثيق العلاقات بين البلدين من هواية إلى أمر يحتمه الواقع على الجانبين، وهو ما أكده مسئول إسرائيلى رفيع، قائلا فى وقت سابق: "إننا والروس أصبحنا جيرانا بكل ما تعنيه الكلمة".
وقال رافيد إذا كانت هناك مسألة سياسية – أمنية واحدة، يستحق فيها نتانياهو الاعتماد الكبير بشأن طريقة سلوكه واتخاذ قراراته، فإنها السياسة المدروسة والموزونة التى انتهجها فى الموضوع السورى، وسلوكه أمام روسيا فى الأشهر الأخيرة، منذ إرسال قواتها إلى سوريا، إذ خدم جيدا المصالح الأمنية الإسرائيلية وهو الذى ترجع إليه المسئولية عن الهدوء النسبى على الجبهة الشمالية.
وفى المقابل، أشار المحلل الإسرائيلى، إلى أنه بالرغم من خلفية التحسين الملموس فى العلاقات، إلا أنه تبرز بشكل سىء حقيقة أن روسيا تعمل أيضا على الحلبة السياسية والحلبة الأمنية ضد إسرائيل، فبوتين يغدق الكثير من التشريفات على نتانياهو، ويفرش أمامه البسط الحمراء ويعيد له دبابة إسرائيلية من المتحف فى موسكو، أو شمعدانات "بولا بن جوريون"، ولكن فى المسائل المركزية، يتخذ إجراءات تمس بشكل خطير بالمصالح الإسرائيلية الحيوية.
وأوضح رادفيد، أن الروس قاموا بتزويد صواريخ "إس 300" المتطورة لإيران، وينوون بيع المزيد من الأسلحة لها، كما أنهم يحاربون فى سوريا إلى جانب حزب الله، ويغضون النظر، فى أسوأ الحالات، فى مسألة انتقال الأسلحة من الجيش السورى إلى أيدى التنظيم الشيعى اللبنانى.
وأضاف المحلل الإسرائيلى أنه خلال الأشهر التسعة الأخيرة فقط، وقف الروس ضد إسرائيل فى سلسلة من عمليات التصويت المصيرية فى الأمم المتحدة، وفى سبتمبر 2015، صوتوا إلى جانب مشروع القرار المصرى فى الوكالة الدولية للطاقة النووية، والذى طالب بفرض الرقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية، وفى مارس الماضى، صوتوا ضد إسرائيل فى مجلس حقوق الإنسان، ودعموا مشروع القرار الفلسطينى الذى دعا إلى صياغة قائمة سوداء للشركات التى تتاجر مع المستوطنات، وفى أبريل كانت روسيا إحدى الدول التى دعمت مشروع القرار الفلسطينى فى منظمة الثقافة والتعليم فى الأمم المتحدة، اليونسكو، التى أسقطت كل ذكر للعلاقة بين الشعب اليهودى والحرم القدسى.
وفى السياق نفسه، قال نتانياهو، خلال زيارته اليوم، لموسكو، إن إسرائيل وروسيا تتطلعان إلى تعزيز العلاقات بينهما، مؤكدا أن أبواب روسيا مفتوحة لإسرائيل وكذلك الأمر فى الاتجاه المعاكس، مشيرا إلى أن الصلة التى تربط البلدين تنطوى على التعاطف والتضامن.
موضوعات متعلقة..
نتانياهو يحتفل مع بوتين اليوم بمررو 25 سنة على علاقات روسيا مع إسرائيل
http://www.youm7.com/story/2016/6/7/%D9%86%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D9%85%D8%B9-%D8%A8%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A8%D9%85%D8%B1%D8%B1%D9%88-25-%D8%B3%D9%86%D8%A9-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-/2752029
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة