مرصد فتاوى التكفير: إلغاء "داعش" لصلاة التراويح مخالف للشرع ولسنة النبى

الأربعاء، 08 يونيو 2016 01:38 م
مرصد فتاوى التكفير: إلغاء "داعش" لصلاة التراويح مخالف للشرع ولسنة النبى دار الإفتاء المصرية
كتب ـ لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة والمتطرفة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن قيام تنظيم "داعش" الإرهابى بإلغاء صلاة التراويح بالمساجد التى يسيطر عليها أمر مخالف للشرع الشريف، ولسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وما يقوم به المسلمون عبر مئات السنين.

جاء ذلك فى معرض تتبع مرصد الفتاوى التكفيرية لآثار الفتاوى والأصول المتطرفة المباشرة وغير المباشرة، حيث برر تنظيم "داعش" الإرهابى هذا القرار بأن صلاة التراويح بدعة لم يفعلها النبى صلى الله الله عليه وآله وسلم؛ حتى وإن استمر المسلمون- عبر العصور- يصلونها فى جماعة فى مساجدهم الكبرى والصغرى ابتداءً من الحرمين الشريفين والأزهر الشريف ومرورًا بكل مساجد المسلمين شرقًا وغربًا.

وأوضح مرصد فتاوى التكفير أن هذا السلوك المتطرف، والذى يقوم به التنظيم الإرهابى للعام الثانى على التوالى، يؤكد ما كرره المرصد قبل ذلك مرارًا من أن هذه الفتوى التى تتوسع فى رمى ما اعتاد عليه المسلمون من العادات والعبادات بالبدعة، والتلويح بأنَّ كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار، وأن هذا المسلك- وإن ظهر فى بعض الأحيان- أنه إبداء للرأى، إلا أنه يعد مخالفة صارخة للمنهج العلمى والشرعى المعتبر فى الاستدلال المعتمد فى الأزهر الشريف، والذى تقوم عليه عملية الإفتاء فى دار الإفتاء المصرية ونظائرها فى العالم.

وأكد المرصد- فى رده على قرار "داعش"- أن صلاة التراويح صلاة مشروعة بأصلها؛ حيث كان النبى صلى الله عليه وآله وسلم حريصًا على قيام الليل، وإن كان يصليها منفردًا، وقد صلى بصلاته جماعة من أصحابه، حيث صلى ثلاث ليالٍ صلاة لم يذكر عددها ثم تأخر فى الليلة الرابعة؛ خشية أن تفرض على المسلمين فيعجزوا عنها كما ثبت فى الصحيح.

وأضاف المرصد أنه إعمالًا للأصول الشرعية وما وردت به الأحاديث الصحيحة والحسان والضعيفة من الأمر بقيام رمضان، والترغيب فيه من غير تخصيص بعدد، واستحباب التجمع للعبادة إذ العبادة والذكر فى الجماعة أحب من المنفرد، كما تقرر شرعًا فى كثير من فروع التشريع، وكما ثبت فى الحديث القدسى فى الصحيح: "فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى، وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلَأ ذَكَرْتُهُ فِى مَلَأ خَيْرٍ مِنْهُمْ"، وكان ذلك داعيًا لأُبى بن كعب الصحابى الجليل الفقيه النبيل لتجميع الناس على صلاة القيام فى رمضان، وهو ما نعرفه بـ"صلاة التراويح"، حتى قال له الفاروق عمر رضى الله عنه فيما ثبت فى صحيح البخارى وغيره: "نِعْمَتِ الْبِدْعَةُ هَذِهِ" فسماها بدعة؛ أى بدعة حسنة.

وأشار المرصد إلى أن جملة "كل بدعة ضلالة" وإن كانت حديثًا صحيحًا إلا أن الفهم السليم يرشد إلى أنها مخصوصة بالبدع التى لم يشهد الشرع بنكارتها، خاصة إذا رجعنا إلى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى الحديث الآخر:" مَنْ سَنَّ فِى الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا" وأدلة ذلك من الكليات والجزئيات كثيرة لا تكاد تحصى، وقد فصل الإمام السيوطى رحمه الله الكلام على التراويح فى رسالته الماتعة "المصابيح فى صلاة التراويح".

وأكد المرصد على أن هذه السلوكيات الضالة والمسالك العنيفة تؤكد أن أحد أسباب التطرف هو الخروج عن مناهج الاستدلال المعتبرة المستقرة عند المسلمين، والمبادرة إلى فهم النصوص فهمًا مبتورًا يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، كما أن أحد أخطار هذا المسلك هو تفكيك العروة الاجتماعية بين المسلمين، ويظهر تحليل هذه الفتاوى أن التطرف منه تطرف ظاهر واضح يبادر إلى حمل السلاح من أقرب طريق، ومنه تطرف كامن فى بعض الأفكار والمناهج ينبغى أن يجتث من أصله بطريق الحوار المفتوح والتعليم المستمر.



موضوعات متعلقة..


- مستشار مفتى الجمهورية يغادر إلى أمريكا لإحياء شهر رمضان بالمراكز الإسلامية










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة