فى مذكرات الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش «قرارات مصيرية»، التى نشرها منذ أيام، الأهداف الحقيقية لغزو العراق، كذب التقارير الاستخباراتية حول امتلاك نظام صدام حسين آنذاك أسلحة دمار شامل، الذريعة التى اتخذتها الإدارة الأمريكية ستاراً لتدمير العراق والإطاحة بنظام صدام حسين.
تبع ذلك إعلان رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، حليف بوش، تحمل المسؤولية عن غزو العراق، عقب إعلان نتائج تحقيق جون تشيلكوت الذى كشف تزوير حجج الغزو، وخلص تحقيق جون تشيلكوت إلى أن الأسس القانونية لقرار بريطانيا المشاركة فى غزو العراق عام 2003 «ليست مرضية» وأن رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير بالغ فى الحجج التى ساقها للتحرك العسكرى، وأن المعلومات بشأن أسلحة دمار شامل مزعومة فى العراق التى استخدمها بلير ليبرر الانضمام إلى الغزو الذى قادته الولايات المتحدة والذى أدى إلى الإطاحة بصدام حسين ومقتل 179 جنديا بريطانيا كانت مغلوطة لكنها قُبلت دون تفنيد.
والمدهش أن الغزو والحرب أديا إلى مقتل ما يقرب من مليونى عراقى، فضلا عن ظهور تنظيمات إرهابية داعش وغيرها وفوضى امتدت فى كل الشرق الأوسط.
اعترافات «بوش وبلير» بالخطأ لم تشمل الاعتذار عن هذه الحرب المدمرة، وحتى مزاعم الديمقراطية والحرية للشعب العراقى سقطت فى مستنقعات الفوضى الطائفية والعرقية. بوش وبلير لن يعتذرا عن غزو العراق وتدمير البنية التحتية ومئات الآلاف من الضحايا، والمليارات التى تم نهبها من أموال الشعب العراقى ومقدراته، بعد أن كان العراق دولة قوية ومتقدمة، الخطايا الأمريكية تضم جرائم ضد الإنسانية، واستخدام أسلحة محرمة دولياً، تحت ذريعة محاربة الإرهاب وحرية العراقيين.
لقد وقع الغزو الأمريكى للعراق عام 2003 بعد سنوات من الحصار قتلت ملايين الأطفال العراقيين، بسبب نقص الدواء والغذاء، وهو ما يجعلها ضمن الجرائم الأمريكية والخراب والفوضى، وإنتاج التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، وحروب الفتنة والطائفية وقد اعتراف وزير الخارجية الأمريكى الأسبق «كولن باول» مبكرا بأن إدارة بوش الابن ارتكبت أخطاءً استراتيجيةً جسيمةً خلال غزوها العراق.
بوش وبلير يرفضان الاعتذار ويزعمان أن العالم أصبح أكثر أمنا، بينما قواعد العدالة تفرض محاكمتهما على جرائم تتجاوز ما وقع من النازى وأثناء الحرب العالمية الثانية رفضا تقديم اعتذار عن تلك الكارثة الإنسانية وما خلفته من ضحايا ودمار، وفوضى فضلا عن تفكك «أفغانستان والعراق وليبيا»، وما تواجهه «سوريا» من فوضى ومذابح يومية. من يدفع ثمن هذه الجرائم؟!
موضوعات متعلقة..
ابن الدولة يكتب: مصر وإسرائيل وأفريقيا.. الدائرة الأفريقية ضمن دوائر مصر الاستراتيجية.. وعلينا النظر لزيارة نتنياهو دون تهوين أو تهويل.. الهدف الواضح من جولة نتنياهو إعادة توثيق العلاقات القائمة
ابن الدولة يكتب.. تجربة مصر فى مواجهة الإرهاب درس فى معاهد العالم الاستراتيجية.. تقارير مراكز استراتيجية تبحث سر العلاقة النادرة بين الشعب المصرى وقواته المسلحة
ابن الدولة يكتب: العيد والأمن والطموح والاستقرار.. شعب لديه أحلام وطموحات ويواجه المعوقات.. ويختلف ويتفق فى الآراء فى ظل دولة طبيعية.. والمنطقة على صفيح ساخن تواجه إرهابا من كل نوع
ابن الدولة يكتب: عزيزى الكاتب الكبير ما الذى يمنعك من المعارضة؟.. لا تصفقوا للإيجابيات ولا تسكتوا عن السلبيات.. فقط التزموا بالموضوعية واعرفوا أن رفع السعر ليس بتجارة الاضطهاد
ابن الدولة يكتب: جنيهات المواطنين تغير حياة الفقراء وتعالج مرضى فيروس «سى» فى الأقصر.. بدأه «السيسى» وتبرع بنصف راتبه وثروته..صندوق تحيا مصر يقوم بدور كبير فى خدمة المجتمع ولا عزاء لعاطلى السياسية