ولعل أبرز المكاسب الأمنية من وراء الزيارة الناجحة ببرلين التوقيع على اتفاقية للتعاون فى مجال الأمن بين حكومتى مصر وألمانيا، وتبادل المعلومات بين البلدين وتفعيل النشرات الحمراء الخاصة بالإنتربول وتسليم وتسلم المتهمين الهاربين من العدالة، فضلاً عن الاتفاق على إرسال بعثات من رجال الشرطة المصرية لتلقى تدريبات مكثفة بالخارج وتعزيز الدور الأمنى لرجال الشرطة والتعرف على الأساليب والتقنيات الحديثة فى العمل الشرطى ووسائل مواجهة الجرائم الإلكترونية التى بدأت تطل برأسه على المنطقة العربية.
الزيارة تضمنت الاتفاق على التعاون الأمنى بين البلدين فى كافة المجالات وتوقيع اتفاقات أمنية تضمن رفع كفاءة الشرطة المصرية فى عدة قطاعات بالوزارة، لمواجهة جرائم التعدى على النفس أو المال أو جرائم تستهدف البنية الاجتماعية والاقتصادية والاستثمارات الضخمة فضلاً عن الامتداد إلى جرائم التزييف والتزوير وغسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم ضد الممتلكات الثقافية والملكية الفكرية، وتبادل الخبرات وخاصة فى العمليات التدريبية فى مختلف المجالات الأمنية الشرطية وفى مقدمتها الحماية المدنية وأمن وثائق السفر فضلاً عن تبادل المعلومات بشأن المطلوبين فى البلدين.
مكاسب الزيارة لم تتوقف عند هذا الحد وإنما تعرضت للإرهاب وانتشار التنظيمات المتطرفة فى عدد من دول المنطقة وما يصاحب ذلك من ضغوط وأعباء متزايدة باتت تفرض نفسها على الأجهزة الأمنية فى تلك الدول، حيث تم وضع مجموعة من السيناريوهات الامنية والاتفاقات بين البلدين لكبح الاٍرهاب خلال الفترة المقبلة.
وأشار وزير الداخلية إلى أن العمليات الإرهابية والتفجيرات التى استهدفت عددا من الدول مؤخراً أكدت صحة الرؤية المصرية بشأن انتشار خطر الإرهاب واختراق الفكر المتطرف لعدد من دول العالم، وأكد أن المعطيات الحالية تفرض ضرورة تضافر الجهود الدولية لمحاصرة كافة التنظيمات المتطرفة بغض النظر عن مسمياتها ومكان تواجدها، وأن التعاون الدولى بات أمراً ضرورياً للغاية، معرباً عن رغبته فى نقل الخبرات الفنية والتكنولوجية الألمانية إلى أجهزة الأمن المصرية فى إطار تبادل المعلومات والخبرات.
وحرص وزير الداخلية المصرية خلال زيارته على الاستفادة من الخبرات الألمانية فى مجال تأمين المنافذ والمطارات ومكافحة الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المواد المخدرة عن طريق تبادل الخبرات الفنية والتدريبية بين الجانبين وبخاصة فى مجال مكافحة الإرهاب والتعامل مع الفكر المتطرف، ومواجهة الجريمة بشتى صورها وأشكالها.
ويتوقع خبراء أمنيون أن تشهد الفترة المقبلة تبادل للمعلومات الأمنية بين مصر وألمانيا بشكل كبير بما يضمن أمن واستقرار البلدين الصديقين، وإرسال مأموريات امنية لتلقى تدريبات فنية بالخارج، كما أن التطمينات المصرية لألمانيا بعد هذه الزيارة سيعقبها تدفق للسياح الألمان لمصر مجدداً.
موضوعات متعلقة...
مصر وألمانيا تتفقان على دور للأزهر لتعديل وجهات النظر بشأن الإسلام
