وعلقت صحيفة وول ستريت جورنال قائلة إن وزير الخارجية المصرى يتطلع لاستئناف الدور القديم لمصر كوسيط للسلام، داعيا الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ خطوات جادة نحو حل الصراع الذى يمتد منذ عقود، مؤكدا على دعم مصر لجهود تحقيق السلام.
وتضيف أن فى هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ عقد، فإن شكرى وصل القدس للقاء نتنياهو وسط دفعة من المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين للقاهرة لاستئناف دورها القديم كوسيط بين الطرفين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب قوله إن مسئولين إسرائيليين تحدثوا، مؤخرا، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن إحياء مبادرة عربية لحل الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ذلك قبل المؤتمر الذى عقد الشهر الماضى فى باريس لحل القضية.
ومن جانب آخر فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سعى لإقناع الرئيس السيسي للمشاركة فى مبادرة فرنسية، ذلك بحسب مسئولين فلسطينيين. وتشير الصحيفة إلى أن كلا من المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين يثقون أن الرئيس السيسي يمكن أن يعمل كوسيط أمين بينهما.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى إن الزيارة التى يقوم بها إلى إسرائيل، تأتى فى توقيت هام وحرج تمر به منطقة الشرق الأوسط، فيما بين صراع فلسطينى-إسرائيلى امتد لما يزيد عن نصف قرن راح ضحيته الآلاف، وتحطمت على جدرانه طموحات وآمال الملايين من أبناء الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة وفقا لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وطموحات الملايين من أبناء الشعب الإسرائيلى فى العيش فى أمان واستقرار وسلام.
وقالت شبكة بلومبرج التليفزيونية إن زيارة شكرى للقدس تعيد الأمل فى إحياء محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين الساعين لتأسيس دولتهم المستقلة. وأضافت أن الزيارة تشير أيضا إلى العلاقة الودية التى تجمع مصر وإسرائيل.
وأشار مراسل القناة فى القدس إليوت جوتكين إلى أن الرئيس السيسي يتخذ نهجا برجماتيا فى التعامل مع إسرائيل منذ وصوله إلى الحكم لذا أرسل وزير خارجيته إلى القدس للدفع برؤيته من أجل تحقيق السلام الشامل للفلسطينيين.
ورأت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن الزيارة تعزز دور مصر كلاعب رئيسى فى أى مفاوضات مقبلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأضافت الصحيفة إن نجاح مصر فى هذه المهمة يتوقف على قدرتها فى إقناع جانبى النزاع فى التنازل عن نقاط الخلاف السابقة التى تسببت فى عرقلة المحادثات تاريخيا.
وفشلت فرنسا والولايات المتحدة وغيرها فى الغرب فى الجهود الرامية لتحقيق السلام فى الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وترى الصحيفة أن مصر كوسيط للسلام لديها ميزة لأنها قادرة على التحدث لغالبية الدول العربية. غير أن نجاحها سيكون مرهون بقدرتها على إقناع الجانبين بالتنازل عن نقط الخلاف الماضية.
ويعمل شكرى ليكون وسيطا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ونقلت الصحيفة عن خطاب الرئيس فى مايو الماضى قوله "سوف نحقق سلام أكثر دفئا إذا استطعنا حل قضية إخوتنا الفلسطينيين". مبديا الاستعداد لبذل كل الجهود للمساعدة فى إيجاد حل للقضية.
وقالت الصحيفة إن مصر صديق فريد من نوعه، خاصة لإسرائيل. فكانت ضمن أول دول عربية تعترف بدولة إسرائيل عبر اتفاقية السلام التى ترعاها الولايات المتحدة عام 1979.
وتأتى زيارة شكرى بعد لقاءه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس فى زيارة سابقة فى 29 يونيو الماضى لرام الله، حيث مقر السلطة الوطنية الفلسطينية بعد أن حث الرئيس السيسي الأطراف جميعا على استئناف المفاوضات المتعثرة.
موضوعات متعلقة..
- كريستيان ساينس مونيتور: لقاء شكرى ونتنياهو يعزز دور مصر كوسيط للسلام