"بهاء" طفل بنى سويف يبلغ عشر سنوات، تلميذ فى الصف السادس الابتدائى بمدرسة فزارة الابتدائية المشتركة، بالقرية التابعة لمركز ببا.
ومع تفاقم أزمة مياه الشرب بالمحافظات وتلوثها، لم تتغير هواية الطفل "بهاء" من أشهر الدراسة إلى الإجازة، فلديه وقت معين يوميًا ليقوم بمهمته المسنودة إليه من عائلته لإنقاذهم من أمراض الفشل الكلوى والسرطان.
وعندما يؤذن إمام مسجد قريته داعيًا المصلين لأداء صلاة العصر، يبدأ "بهاء" مهمته، حيث يستقل هو وصديقه الدابة الخاصة بأسرته "الحمار" ليركب ويضع بينه وبين صديقه "محمد" جراكن خاوية، لجلب المياه النظيفة من قرية ننا التى تبعد 3 كيلو مترات عن قريتهم "فزارة".
وعلى الطريق الزراعى الملىء بالسيارات وخاصة سيارات النقل التى تحمل المواد البترولية من منطقة استخراج البترول الواقعة بين قريته وقرية ننا، تبدأ رحلة الطفلين بحثًا عن كوب مياه نظيف .
وعندما استوقفه مراسل "اليوم السابع" على الطريق الزراعى، وبسؤاله عن قبلة طريقه، فأجاب بهاء "رايحين نجيب مياه نظيفة، عشان نشرب، المياه فى القرية ما تتشربش خالص، بتجيب أمراض كتير وناس كتير ماتت فى القرية بسبب المياه الملوثة ".
وأضاف تلميذ الابتدائى " كل يوم أذهب أنا وصديقى لجلب المياه من قرية ننا القريبة من قريتنا، المسافة بالحمار بتاخذ ساعة رايح جى، وهناك بنملى المياه من المسجد الموجود على الطريق وبستنى أى حد كبير يعدى، عشان يجى يشيل معايا الجراكن ويحملها على الحمار ".
وقال الطفل إنه يفضل أن يضيع ساعتين من وقته للحصول على كوب مياه نظيف، قائلا "أضيع ساعتين عشان أجيب كوب مياه نظيف، أحسن ما نموت بالفشل الكلوى"، مشيرًا إلى أن جميع أهالى القرية تقوم بفعلته، والبعض يؤجر "توك توك" يحمل لنا جركن المياه من قرية ننا بسعر 2 جنيه للجركن الواحد ، لذلك أفضل أن أحمله بنفسى كى أوفر لأهلى سعر الجركن .
وعلى طول الطريق بين قريتى فزارة وننا، تجد الكثير من الشباب والأطفال والكبار حاملين الجراكن كلا بطريقته، منهم من يحملها على دابته، ومنهم من يحملها على دراجته البخارية، والآخر داخل توك توك".
موضوعات متعلقة
- بالفيديو والصور.. تلميذة الابتدائى فقدت بصرها بعد أن صدمها سائق متهور.. الطفلة تدرس بمدرسة النور والأمل فى بنى سويف.. وأشقاؤها يتوسلون لعلاجها خارج مصر.. "جنات" نفسى نظرى يعود وارجع أشوف من تانى