وأعقبت المحاولة ساعات من الظهور المثير للرئيس التركى عبر وسائل الإعلام الاجتماعية، بينما ظل مكانه مجهولا، وسرعان ما عاد أردوغان إلى أسطنبول معلنا فشل محاولة الانقلاب من قبل من وصفهم بالأقلية الخائنة داخل القوات المسلحة.
وكانت هناك دلائل على أن قادة التحرك الإنقلابى، لم يحكموا قبضتهم على أجزاء عديدة من البلاد، فضلا عن الانقسامات التى سهلت من استعادة الحكومة لقبضتها مرة اخرى، ومع ذلك علقت صحيفة نيويورك تايمز مشيرة إلى أنه بغض النظر عن فشل التحرك فإن تطور الأحداث بشكل مفاجئ فى تركيا ترك قبضة أردوغان على السلطة فى حالة من عدم اليقين.
وتضيف أن تركيا تعانى من موجة من التطرف الدموى وتواجه تمرد كردى متصاعد فى جنوب شرق البلاد، فيما أن الرئيس الإسلامى، الذى هيمن على الحياة السياسية منذ أكثر من عقد من الزمان، تسبب فى استياء الكثير من فئات الشعب بسبب سلوكه الاستبدادى بشكل متزايد.
وأشارت إلى أن بيان الجيش الذى صدر قال أن خطوة الإطاحة بأردوغان تهدف للحفاظ على المبادئ الديمقراطية للبلاد واستعادة النظام الدستورى وحقوق الإنسان والحريات".
وتشير نيويورك تايمز أن أردوغان تسبب فى استياء واسع بين الأتراك بسبب حكمه الاستبدادى وسحق حرية التعبير وفرض دور كبير للدين فى الحياة العامة فضلا عن إثارة الحرب مع الأكراد.
ورأت شبكة "سى.إن.إن"، الأمريكية، أن ما حدث يعد مثال مقلق للغاية على تدهور استقرار البلد الذى كان قبل سنوات قليلة يقدم للدول المسلمة مثال على الحكم الديمقراطى والرخاء الاقتصادى.
وأضافت الشبكة الإخبارية، فى تعليق على محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الديكتاتور التركى، أن بعد 14 عاما من هيمة حزب العدالة والتنمية، الذى ينتمى له أردوغان، على السلطة فإن تركيا تتأرجح مرة أخرى على حافة الهاوية.
وتضيف أن المجتمع التركى يجرى استقطابه على نطاق واسع بين أولئك المؤيدين لأردوغان والكارهين له.
فالأجهزة الأمنية تقوم بشكل روتينى بسحق أى محاولات للاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة، وتوجه جماعات حقوق الإنسان الانتقادات باستمرار للحكومة لاعتقال الصحفيين الناقدين.
وكان للعنف المستمر من جانب الشرطة ضد المحتجين فى تركيا، بالإضافة إلى التفجيرات التى استهدفتها مؤخرا أثرها على صناعة السياحة وقيمة العملة، وفى ظل التحديات الكثيرة التى تعصف بالبلاد، لم ينظر إلى الجيش باعتباره تهديدا.
واتفقت صحيفة "وول ستريت جورنال" مع زميلتها، مشيرة إلى أن محاولة الانقلاب فى تركيا تكشف نقاط الضعف فى سيطرة الرئيس التركى على الجيش، لافتة إلى أن رجب طيب أردوغان يكبح على ما يبدو جماح الجيش كقوة فى الحياة السياسية فى تركيا.
وتضيف "سى.إن.إن" أن جنرالات الجيش اعتادوا على لعب دورا مهيمنا فى الدولة التركية، بعد تنفيذ أربعة إنقلابات عسكرية بين عامى 1950 و2000، وخلال السنوات الأولى من حكمه، كثيرا ما اشتبك أردوغان مع كبار القادة.
فيما قامت حكومة أردوغان، على مدار السنوات الماضية، باعتقال ومحاكمة مئات الجنرالات والضباط فى الجيش كجزء من تحقيقات واسعة فى مؤامرات انقلابية مزعومة.
وتشير محاولة الانقلاب الأخيرة إلى استياء عميق فى بعض صفوف الجيش تجاه الرئيس الاستبدادى.
موضوعات متعلقة..
سى.إن.إن: تركيا تتأرجح على حافة الهاوية بعد تحرك الجيش ضد أردوغان