وقد تعرضت فرنسا لهجمات فى نوفمبر بباريس حيث تمت مهاجمة رواد المقاهى والمسرح واقترب الدواعش من الأستاد، وقبل أن يتوصل الفرنسيون بتعاون أوروبى واسع من تحديد هويات مرتكبى الهجوم تم تفجير مطار بروكسل ليسقط 30 قتيلا، بل أن التفسيرات التى انطلقت يومها ربطت بين هجمات فرنسا وبروكسل، حيث جاءت فى أعقاب إلقاء الشرطة الفرنسية والبلجيكية القبض على «صلاح عبدالسلام» المشتبه به الرئيسى فى هجمات باريس. ثم هدأت الأحول لتعود حادثة الدهس وتكشف عن كون الجهات الفرنسية والأوروبية ربما لم تصل إلى مئات من الإرهابيين أو الخلايا النائمة، فضلا عن توقعات بعودة الأوروبيين من العراق وسوريا من مقاتلى داعش بالعراق وسوريا ليمثلوا تهديدا مباشرا للدول الأوروبية التى يفترض أنها أوطانهم، لكنهم لا يهتمون بهذا الأمر وسط انشغالاتهم بتفاصيل أخرى، فقد تعلموا من تنظيم الإخوان أن الأوطان هى أمور وثنية.
عودة مقاتلى داعش والنصرة وباقى التنظيمات لأوروبا يمثل تهديدا إضافيا لأوروبا، وتأكيد أن هذه الشبكات لم يتم تفكيكها، وأن القبض على صلاح عبدالسلام أو شخص أو أشخاص كل فترة لا يمثل انتصارا، حيث تبقى البنية الأساسية للتنظيم قوية، وتكشف العمليات الانتحارية والدهس أن هناك الكثير من التفاصيل لا تعلمها أجهزة الأمن والاستخبارات حول الذئاب المنفردة الذين لا يظهرون، وليست لهم سجلات إرهابية وآخر مثال على ذلك هو مرتكب حادث الدهس، التونسى الأصل محمد بوهلال الذى لم يكن مسجلا فى أى برامج أمنية، وليست له سوابق فى الإرهاب. بل أن سلوكياته وعلاقاته لم تنبئ عن أنه سوف يرتكب هذه الجريمة لأنه كان بعيدا عن الاشتباه فضلا عن أنه حسب شهادة أقاربه كان يتعاطى المخدرات وله علاقات نسائية، وتشير التقارير إلى وجود أعداد كبيرة من هذا الشخص غير مسجلين، ويمكن أن يكونوا خلايا نائمة أو ذئاب منفردة ويضاعف من الخوف أيضا الطريقة التى يستخدما الإرهابيون وهى الدهس التى ترفع من حالة الشك داخل المجتمعات تجاه جيرانهم أو زملائهم فى العمل، أن يكونوا دواعش ينفجرون فيهم أو يدهسونهم.
كل هذا يستدعى استماع أوروبا إلى دعاوى عقد مؤتمر دولى لمواجهة الإرهاب والتنسيق لتوفير معلومات استخبارية خاصة أن محللين أوروبيين قالوا بعد هجمات باريس أن الأجهزة الأمنية الفرنسية اهتمت بالإجراءات، ولم تركز على أهمية تبادل المعلومات، والتعاون لاستكشاف الشبكات التحية للإرهاب التى تقوم على الخلايا النائمة والذئاب المنفردة لأوروبيين نشأوا فى أوروبا ويمثلون خطرا كبيرا على وطنهم. وكل هذا يستدعى تغيير أسلوب المواجهة الذى لم يعد مناسبا ويحتاج لتغيير.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب: الإرهاب يدهس فرنسا.. هل تغير أوروبا استراتيجية مواجهة التطرف من منابعه؟.. الحل يحتاج تبادل معلومات بين الدول المهتمة بمواجهة الإرهابيين..والاستراتيجية الجديدة يفترض أن تعالج التمويل
- ابن الدولة يكتب: كيف اخترق الإرهابيون منظمة العفو الدولية.. تقارير المنظمة تخلط بين المختفين والمتهمين بالإرهاب.. وتتجاهل الأحكام المشددة فى الانتهاكات.. وآخرها ضباط الأقصر
- ابن الدولة يكتب: الحكم على ضباط الأقصر تأكيد لسيادة القانون.. لا نتوقع أن تصدر عن منظمات اللطم ردود فعل تجاه أحكام رادعة ضد الضباط والأمناء لأنهم يريدون اللطم فقط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة