وقد حرصت مصر على الإعلان عن ترشيحها من هذا المكان لما له من دلالة واضحة على رصيدها الثقافى والحضارى الكبير، فضلاً عن الدلالة الرمزية لميدان التحرير والذى بات مكاناً يرمز إلى الحرية والكرامة الوطنية.
ويأتى ترشيح مصر لمنصب المدير العام لليونسكو لتقديرها أنها- فى ضوء تاريخها الكبير وحضارتها التى أثرت فى الإنسانية ككل، ووجود ما يقرب من ثلث آثار العالم على أراضيها، وخصوصيتها الفريدة المتمثلة فى موقعها العبقري، وتعدديتها الثقافية، وإيمانها بمبادئ الحوار واحترام الآخر، وعدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وجهودها لإحلال السلام، ومكافحة الفكر المتطرف- لديها من الإمكانيات ما يمكنها من الإسهام بصورة أكبر فى تاريخ هذه المنظمة.
ومن المعلوم للجميع وجود علاقة تاريخية وطيدة تجمع مصر واليونسكو، حيث كانت مصر من الدول المؤسسة لهذه المنظمة، وهناك نماذج تعاون بين مصر واليونسكو باتت تشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخهما، منها على سبيل المثال إطلاق المنظمة لحملة دولية لإنقاذ أثار النوبة، ومساهمة اليونسكو فى إنشاء مكتبة الاسكندرية، وغير ذلك من المجالات.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم الخارجية، أنه تم اختيار المرشح المصرى لهذا المنصب من خلال تشكيل لجنة عليا ضمت ممثلين عن الوزارات المعنية بعمل اليونسكو للتباحث حول مبدأ التقدم بترشيح لمنصب المدير العام، ولتسمية مرشحين مؤهلين لخوض تلك الانتخابات. وتم دراسة نتائج عمل هذه اللجنة بصورة متعمقة، كما تم التواصل مع العديد من الدول الصديقة و المؤثرة داخل منظمة اليونسكو لاستطلاع رأيها تجاه المرشحة المصرية المحتملة، وأبدت تلك الدول حماساً كبيراً لهذا الترشيح فى ضوء مكانة مصر الكبيرة، والمؤهلات الثرية للوزيرة مشيرة خطاب، وخبراتها المتنوعة فى العديد من المجالات التى تهتم بها اليونسكو مثل موضوعات التعليم، ومحو الأمية، وتطوير المناهج، وحقوق الإنسان، ومكافحة التمييز، والحفاظ على البيئة، وغيرها من المجالات، وهو ما ترتب عليه ترشيح السيدة الوزيرة مشيرة خطاب بصورة رسمية لمنصب المدير العام للمنظمة.
وأضاف المستشار أبو زيد، ان وزير الخارجية سامح شكرى أعلن خلال الحدث الذى تم تنظيمه للإعلان عن الترشيح المصرى عن تطورين هامين مرتبطين بترشيح مصر لمنصب المدير العام لليونسكو، الأول هو أنه تم اعتماد الترشيح من قبل لجنة الترشيحات التابعة للاتحاد الأفريقي، والمجلس التنفيذى للاتحاد، وكذلك على مستوى القمة، لتصبح بذلك المرشحة المصرية هى المرشحة الرسمية للقارة الأفريقية، وقد اوضح وزير الخارجية ان القادة الأفارقة اعتمدوا الترشيح بصورة مبكرة - اخذاً فى الاعتبار ان الانتخابات مقررة فى اكتوبر 2017 - وذلك بصورة استثنائية حيث ان قواعد الاتحاد الافريقى لا تجيز ذلك بصورة مطلقة، وذلك تقديراً لمكانة مصر الكبيرة وللسيرة الذاتية الثرية للمرشحة المصرية.
أما التطور الثانى الذى أعلن عنه وزير الخارجية، فهو تشكيل مجلس استشارى للحملة يضم نخبة متميزة من العقول المصرية البارزة فى مختلف المجالات المرتبطة بنطاق عمل اليونسكو سواء فى الثقافة أو العلوم أو التعليم أو الاتصالات وتكنولوجيا العلومات أو الأثار، فضلاً عن شخصيات لديها اتصالات واسعة على الصعيد الدولي، ويضم هذا المجلس كلاً من الدكتور/ اسماعيل سراج الدين، والدكتور/ جابر عصفور، والدكتور/ زاهى حواس، والسيد/ عمرو بدر، والدكتور/ فاروق الباز، والسفيرة/ فاطمة الزهراء عتمان، والسيد/ محمد سلماوي، والسيد/ محمد فريد خميس، والدكتور/ مصطفى الفقي، والدكتورة/ ملك زعلوك، والدكتورة/ نادية مكرم عبيد، والسيد/ ناصر عبد اللطيف، والسيد/ هشام الخازندار، والدكتور/ هشام الشريف.
موضوعات متعلقة
- بالصور.. ننشر نص كلمة رئيس الوزراء بحفل إعلان مرشح مصر لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة