"الخطبة المكتوبة" ودعاة الـ "COPY-PASTE".."الأوقاف" تدفع بالخطاب الدينى نحو التجميد لا التجديد.. وقرارها يقتل الإبداع فى محاربة "طيور الظلام".. و"تسييس الجمعة" يهدد بتحويل كبار العلماء لـ"أئمة من ورق"

الأربعاء، 20 يوليو 2016 12:33 م
"الخطبة المكتوبة" ودعاة الـ "COPY-PASTE".."الأوقاف" تدفع بالخطاب الدينى نحو التجميد لا التجديد.. وقرارها يقتل الإبداع فى محاربة "طيور الظلام".. و"تسييس الجمعة" يهدد بتحويل كبار العلماء لـ"أئمة من ورق" مختار جمعة وزير الأوقاف على المنبر
تحليل يكتبه- عصام عابدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عصام-(1)


منذ هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001، و"تجديد الخطاب الدينى" أحد التعبيرات الأكثر رواجًا فى الخطاب الثقافى العربى، والمتابع لمؤتمرات وورش عمل وزارة الأوقاف المصرية لتطوير الخطاب، يرى أنها، فى طريق اجتهادها نحو خطابٍ أكثر انضباطا، متخبطة وتغيب عنها الرؤية الواضحة فى تحديد آلياته وأدواته.

من توحيد الخطبة إلى "الورقة المكتوبة"


"توحيد الخطبة"، كان خطوة أولى بدأتها الأوقاف ثم اهتدت إلى "الورقة المكتوبة" لتكون مهمة خطيب الجمعة الصعود على المنبر لقراءتها، بهدف ضبط الإيقاع وتفويت الفرصة على المتشددين، فى وقت بدا فيه القرار لمعظم الدعاة، خاصة علماء مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، غير مدروس وإساءة كبيرة فى حق "فرسان المنابر"، ويدفع باتجاه تجميد الخطاب الدينى لا تجديده، كما رأى فيه أساتذة الشريعة "إهانة لبلد الأزهر وبدعة ستؤدى إلى "قتل الابتكار ووأد الارتجال"، وهدد عدد من العلماء، باعتزال الدعوة وعدم صعود المنابر، حال أصر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، على قرار "الخطبة المكتوبة".

بعد خطبة "الجمعة الموحدة" وانعكاساتها السلبية على الخطيب والمتلقين، جاء قرار تطبيق الخطبة المكتوبة ليزيد "الطين بِلة"، عبر تشكيل لجنة علمية لإعداد وصياغة خطب الجمعة بما يتفق مع روح العصر من قضايا إيمانية وأخلاقية وإنسانية وحياتية وواقعية وتعميمها مكتوبة، خشية ألا يملك بعض الخطباء أنفسهم على المنبر إما بالإطالة أو الخروج عن الموضوع أو الدخول فى أمور سياسية وحزبية، بحسب بيان الوزارة.

بمجرد صدور القرار، تداعى الكثير من الخطباء إلى رفضه، وقوبل باستنكار واستهجان واسعين من قبل علماء ودعاة لهم باع كبير فى الخطابة على المنابر ويتميزون بالخطاب الدينى الوسطى، وأكدوا أنه يعكس فشلا لكل ذى عينين فى فهم الهدف من "تجديد الخطاب" والذى هو النهوض بفكر ووعى الإمام والداعية، لا الدفع به نحو مزيد من فقدان الثقة وإضعاف حجته أمام المصلين.

مقاييس علمية ومنهجية


بعيدا عن "ورقة الأوقاف"، قلق الوزارة مشروع فى وقت تزيد أماكن العبادة عن 115 ألف مسجد وزاوية للصلاة، كما أن الخطاب الدينى الحالى مفكك وفردى، فهناك زوايا ومساجد لا تسيطر عليها الأوقاف، وهناك ضرورة فطرية وبشرية لتجديده وتطويره؛ لكن وفق مقاييس علمية ومنهجية، تضمن خطاب واع ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يدفع فى اتجاه إخراج الأمة الإسلامية والعربية من صحراء التيه إلى بر الأمان.

مؤتمر وزارة الأوقاف فى شهر مايو 2015، خرج بـ 13 توصية لتجديد الخطاب الدينى، إلا أن شيئا منها لم يتم تنفيذه مما أدى بالوزارة إلى تدشين مؤتمر جديد يحمل اسم "تجديد الخطاب الدينى" بمشاركة مفتين وعلماء دين من 40 دولة عربية وأجنبية.

الأوقاف مطالبة بمراجعة توصياتها


"الأوقاف" ووزيرها وقياداتها، مطالبون بأن يراجعوا ويبحثوا فى توصيات مؤتمرات الوزارة بشأن تجديد الخطاب الدينى، وأن يدركوا أنه، ليس "ورقة مكتوبة"، بل تجريده مما علق به من أوهام أو خرافات، أو فهمٍ غير صحيح ينافى مقاصد الإسلام وسماحته، وإنسانيته وعقلانيته، بما يلائم حياة الناس، ويحقق المصلحة الوطنية، ولا يمس الأصول الاعتقادية أو الشرعية أو القيم الأخلاقية الراسخة.

لكى نلاحق الإرهاب ونقضى عليه لا بد من خطاب دينى يدفع فى اتجاه اقناع العقل وإمتاع الوجدان، والرقى بالمشاعر، وتنمية المواهب الإبداعية، والتشجيع عليها، وتعزيز المشتركات الإنسانية، وترسيخ المعانى الوطنية، وإشاعة روح التسامح والمودة بين أبناء الوطن، واحترام حق التعدديةِ الاعتقاديةِ والفكريةِ فى ضوء الحفاظ على القيم الأساسية للمجتمع وبما لا يخل بأمنه القومى.

من أجل ضبط إيقاع "خطبة جمعة" خالية من التشدد والتطرف، الأوقاف فى أمس الحاجة للعمل على بناء مناهج التربية الدينية على معاييرَ ومؤشرات تعزز الفهم الصحيح للدين، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسخ الاتجاهاتِ الإيجابية، وتعظيمِ دور المؤسسات التعليمية فى المجتمع، وتحول الطلاب والتلاميذ من نطاق التبعية والحفظ والتقليد والتلقين إلى مستويات جادة من الوعى والتفكير والإبداع، والقدرة على التمييز والتمحيص والنقد.

ويظل العنصر الأسمى والأكثر فاعلية، لإحباط أشباح الإرهاب و"طيور الظلام" هو تكوين الدعاة علميا ورُوحيا وسلوكيا بما يمكنهم من فهم الرؤى الكلية لمناهج العلوم الإسلامية وتكاملها والانطلاق من هذا الفهم الكلى الواعى، وتنمية مهارات فهم النص فهمًا صحيحًا .

مؤسسات الدولة، لكى تصل بالمواطنين إلى مرحلة الفهم المستنير، معنية بالارتقاء بالخطاب عبر تنظيم دورات وندوات ومحاضرات دينية وثقافية دورية بالتعاون بين المؤسسات والوزارات والهيئات المعنية بالشأن الدينى والفكرى والثقافى فى كل ربوع الوطن، للوصول إلى كل شرائح المجتمع فى مساجدهم، ومدارسهم، وقصور الثقافة، ومراكز الشباب، والتجمعات العمالية، والقرى والنجوع، مع التركيز الشديد على العشوائيات والمناطق الأكثر فقرًا، حتى لا تتخطف أبناءَها يد التشدد والإرهاب.


موضوعات متعلقة..


- أعضاء "كبار العلماء" يهددون باعتزال الدعوة وعدم صعود المنابر حال تطبيق "الخطبة المكتوبة".. أحمد عمر هاشم: لا أقبل أن أخطب من ورقة.. محمود مهنى: لا يكتب إلا للجاهلون.. وحامد أبوطالب: تقتل روح الخطبة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد محمد

القراءة

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد مجاهد

لماذا هذه الضجة الكبرى

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمد عبد البد يع

لا لا لا

عدد الردود 0

بواسطة:

zizo

حسبى الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

د. أحمد عمار

شاهد عيان على فشل الخطبة المكتوبة

عدد الردود 0

بواسطة:

زيزو

المشكلة ان هذا فى صالح التطرف ومساجد السلفيين والمتنطعين، وكلنا عارفين كده الا الوزارة؟!!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود ابو ادم

كتابة وتوحيد 52 خطبة فى السنة بنفس الكلمات والاستدلالات جمود

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت ابوأحمد

أحسنتم

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

كفانا افتكاسات وفتاوي ائمة الجوامع

عدد الردود 0

بواسطة:

ahmed

اقتراح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة