فقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن ترامب قبل ترشيح الحزب الجمهورى بتوجه قوى غير معتاد للأمريكيين الذين يشعرون أن بلادهم تخرج هن نطاق السيطرة ويتوقون لزعيم يقوم باتخاذ إجراءات قوية بل ومتطرفة لحمايتهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب البالغ من العمر 70 عاما، المطور العقارى ونجم تلفزيون الواقع الذى استغل شهرته وشخصيته القوية ليصبح واحدا من القلائل من القادمين من خارج المؤسسة لسياسية يحصل عى ترشيح حزب كبير فى الانتخابات الرئاسية.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب فى خطابه قدم صورة قاتمة واستخدم لهجة غلب عيها الغضب، وصور الولايات المتحدة بأنها بلد متراجع بل وحتى ذليل، وقدم نفسه فى صورة المنقذ القوى الذى يستطيع أن يعيد للبلاد مكانتها فى أعين أعدائها وفى أعين مواطنيها الملتزمين بالقانون.
ومضت الصحيفة قائلة إن ترامب استحضر أجواء اضطرابات الستينيات وحالة الشكوك التى تلت هجمات سبتمبر الإرهابية، وابتعد بشكل واضح عن الحديث المتفائل عن إمكانيات أمريكا، التى كانت سمة المرشحين الجمهوريين منذ أن أعاد رونالد ريجان تعريف الحزب قبل 30 عاما، وأشار ترامب إلى أن الناخبين سيؤيدون نهجه الشعبوى ووعوده بالأمان لو كانوا يشعرون أنهم أقل أمنا عند حلول موعد الانتخابات.
كما لفتت نيويورك تايمز إلى أن خطاب ترامب، وهو الأطول منذ عام 1972 حيث بلغت مدته 75 دقيقة، لم يقدم جديدا فيما يتعلق بالمرأة واللاتينيين والسود والآخرين الذين نفرهم ترامب، وبدا المرشح أحيانا مثل أغلب الجمهوريين، وإن لم يأت على ذكر الإجهاض، وهى قضية أساسية لهم.
من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ترامب ألقى الخطاب الأكثر منطقية له على الإطلاق، وأثبت أنه لا يخجل من الخطاب الذى يراه الكثير من الناخبين المنتمين للأقليات بغيضا.
وأشارت إلى أنه سعى لجذب المواطنين من ذوى الياقات الزرقاء وصور نفسه كوكيل للتغيير بينما هيلارى كلينتون حامية الوضع الحالى، بينما صور الولايات المتحدة على أنها محاصرة بالفوضى من الداخل والإرهاب من الخارج.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن خطاب ترامب لم يشبه أى من خطابات الجمهوريين السابقين سواء رونالد ريجان أو جورج بوش الأب أو الابن، بل كان خطابه، من حيث الفكرة ومن حيث الجمهور المستهدف، أشبه بخطاب ريتشارد نيكسون قبل 50 عاما.
وأضافت قائلة إن خطاب ترامب أثبت مرة أخرى أنه لا يزال قادر على عدم السير على تقاليد الحملات الانتخابية من استخدام لغة أكثر نعومة والتوجه لقطاعات أوسع.
وبدلا من ذلك، قدم صورة قاتمة للبلاد ورسالة تتعلق بالأمن والنظام على أمل استدعاء جيش والناخبين الساخطين والمنسيين على نطاق واسع بما يكفى للإطاحة بالوضع السياسى الحالى فى نوفمبر المقبل.
وعلق الكاتب الأمريكى البارز "فريد زكريا" على خطاب ترامب، وقال إن المرشح الجمهورى جعل أمريكا تبدو أمام العالم أشبه بواحدة من جمهوريات الموز.
وأشار الكاتب فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه تابع على مدار السنين حملات انتخابية فى دول العالم الثالث التى يتهم فيها مرشحا الآخر بأنه مجرم، وربما يهدد بسجن معارضه فى حال انتخابه، لكنه لا يتذكر أن مثل هذا الأمر قد حدث فى ديمقراطية غربية حتى هذا الأسبوع، فقد كان مؤتمر الحزب الجمهورى فوضويا، لكن قبل كل شىء تم استهلاكه بحالة من الغضب الانتقامى، وكان مليئا بالمحاكمات الصورية وصيحات الغوغاء. وكانت الصورة التى قدمها لأمريكا أمام العالم أنها واحدة من جمهوريات الموز، وهو مصطلح ساخر أطلق على الدول غير المستقرة سياسيا، والتى يعتمد استقرارا على بعض المنتجات مثل الموز، وتحكمها نخبة صغيرة وفاسدة.
ويتابع زكريا قائلا إن الانزلاق كان سريعا حتى أنه يصعب فى بعض الأحيان تذكر أن هذا ليس عاديا، فقبل ثمانية أعوام فقط، قاطع المرشح الجمهورى حينئذ جون ماكين أحد أنصاره الذى زعم أن باراك أوباما عربى، ليقول أن معارضه رجل ينتمى لعائلة محترمة ومواطن لكنه يختلف معه حول القضايا الرئيسية.
لكن العكس من ذلك تماما حدث من جانب المرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذى أصر مرارا على أن كلينتون تستحق أنت تكون فى السجن، حتى أنه وعد أنه فى حال انتخابه، فإن المدعى العام "سيعيد فتح الكتب وينظر بشكل جيد للغاية" إزاء احتمال توجيه الاتهام بها.
وأضاف الكاتب الأمريكى قائلا إن مؤتمر الحزب الجمهورى هيمنت عليه كراهية كلينتون لأن هذه هى القضية الوحيدة التى توحد الحزب فى الوقت الحالى، فالناس اختاروا مرشحا لا يؤمن بالإيديولوجية التى ألهمت قادة الجمهوريين على مدار عقود مثل حرية التجارية والأسواق الحرة وخفض الضرائب والسياسة الخارجية التوسعية.
وخلص زكريا قائلا أن الحزب الجمهورى قد سلم نفسه لعائلة واحدة ولمصالحها الاقتصادية، يقصد عائلة ترامب، وأصبح مؤتمره منصة لتعزيز سمعة تلك العائلة وثروتها.
وأيا كان ما سيحدث للحزب، ولأمريكا والعالم، فإن اسم ترامب التجارى سيخرج من هذه الانتخابات وهو يحظى بشهر عالمية أكبر بكثير.
موضوعات متعلقة..
دونالد ترامب يعد الناخبين فى أمريكا بالنظام والامن
"ترامب" يقود الجمهوريين إلى أقصى اليمين.. الملياردير الأمريكى فى خطاب "شعبوى": سأمنع دخول اللاجئين من دول تعانى الإرهاب.. هيلارى كلينتون تجسد نظامنا الفاسد وسأسحقها بالانتخابات.. والحشد يهتف: احبسوها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة