ونظرا لأهدافها النبيلة، سنقوم بعرض شهادات ثلاثة رؤساء لمصر كانوا ضمن حركة الضباط الأحرار، سردوا مذكراتهم المتعلقة بتلك الفترة فى كتب عديدة .
الرئيس محمد نجيب.."كنت رئيساً لمصر"
23 يوليو..ثورة أم انقلاب؟..يرد على هذا السؤال "محمد نجيب"، فى كتابه فيقول "من يؤيدنا ويتحمس لنا، يقول ثورة!. وكأنه يكرمنا، ومن يعارضنا ويرفض ما فعلنا يقول: "إنقلاب" وكأنه يحط منا...إن تحركنا ليلة 23 يوليو، والاستيلاء على مبنى القيادة كان فى عرفنا جميعاً انقلابا، وكان لفظ انقلاب هو اللفظ المستخدم فيما بيننا، ولم يكن اللفظ ليفزعنا لأنه كان يعبر عن أمر واقع...ثم عندما أردنا أن نخاطب الشعب، وأن نكسبه إلى صفوفنا، أو على الأقل نجعله لا يقف ضدنا، استخدمنا لفظ الحركة، وهو لفظ مهذب وناعم لكلمة انقلاب، وهو نفس الوقت لفظ مائع ومطاط ليس له مثيل ولا معنى واضح فى قواميس المصطلحات السياسية، وعندما أحسسنا أن الجماهير تؤيدنا وتشجعنا وتهتف بحياتنا، أضفنا لكلمة الحركة صفة المباركة، وبدأنا فى البيانات والخطب والتصريحات الصحفية نقول: "حركة الجيش المباركة"، وبدأت الجماهير تخرج إلى الشوارع لتعبر عن فرحتها بالحركة، وبدأت برقيات التأييد تصل إلينا وإلى الصحف والإذاعة، فأحس البعض أن عنصر الجماهير الذى ينقص الانقلاب ليصبح ثورة قد توافر الآن، فبدأنا أحياناً فى استخدام تعبير الثورة، إلى جانب تعبيرى: الانقلاب والحركة.
الرئيس جمال عبد الناصر.."فلسفة الثورة"
ألف كتاب بعنوان "فلسفة الثورة"، يلخص أفكاره ومشاعره تجاه ما قام به فى الثورة وما بعدها، فيقول
"أشهد أنه مرت عليّ بعد يوم 23 يوليو نوبات اتهمت فيها نفسي وزملائي وباقي الجيش بالحماقة والجنون الذي صنعناه .. لقد كنت أتصور أن الأمة كلها متحفزة ومتأهبة وأنها لا تنتظر إلا طليعة تقتحم أمامها السور فتندفع الأمة وراءها صفوفا متراصة منتظمة تزحف إلى الهدف الكبير، وكنت أتصور دورنا على أنه دور طليعة الفدائيين وأنه لن يستغرق أكثر من بضع ساعات .. ثم فاجاءني الواقع .. فبعد أن قامت الطليعة بمهمتها وخلعت الطاغية ووقفت تنتظر وصول الصفوف المنتظمة .. طال انتظارها .. لقد جاءتها جموع ليس لها آخر .. ولكن ما أبعد الحقيقة عن الخيال .. كانت أشياعا متفرقة .. وفلولا متناثرة وتعطل الزحف المقدس إلى الهدف الكبير وبدت الصورة قاتمة ومخيفة تنذر بالخطر".
الرئيس محمد أنور السادات..البحث عن الذات"
ثورة 23 يوليو قد أتت بأفكار جديدة و حاولت جاهدة إلى أن تنقل المجتمع المصرى إلى المرحلة الحضارية التى يعيشها اليوم. و لكن يجب أن أعترف بأن النجاح لم يحالفنا بالكامل فيما أردنا تحقيقه لأسباب كثيرة منها الصراعات الشخصية..ومنها أيضاً عدم وضوح الرؤيا بالقدر الكافى لا فى وقت مجلس قيادة الثورة و لا بعد أن أصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية..فقد كان بطبعه كثير الشك..و لذلك أنشغل بأمنه عن الرؤية البعيدة وعن أهم و أثمن مافى الوجود وهو الإنسان.
موضوعات متعلقة..
وفد من القوى السياسية بالإسكندرية يغادر إلى القاهرة لزيارة ضريح عبد الناصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة