وألقى السفير خالد يوسف كلمة خلال الاحتفال سلط الضوء خلالها على الجذور التاريخية للعلاقات بين مصر والصين، والتى يحتفل الجانبان هذا العام بالذكرى الـ 60 لإقامتها فى صورتها الحديثة، حيث كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين عام 1956.
وأبرز يوسف فى هذا الإطار الأهمية الكبيرة لتلك الذكرى، منوها باحتفال البلدين بها بأكثر من صورة، أهمها إقامة "عام الثقافة المصرى الصينى"، والذى يشمل العديد من الأنشطة الثقافية التى تجرى في كلا البلدين، معلنا فى هذا الإطار عن مشاركة الفرقة القومية للفنون الشعبية بهذه المناسبة لأول مرة فى مهرجان شنغهاى الدولى للفنون فى أكتوبر من هذا العام.
وتطرق السفير خالد يوسف إلى التنامى غير المسبوق الذى تشهده العلاقات بين مصر والصين، مدللا على ذلك بتعدد الزيارات الثنائية بين الجانبين لاسيما خلال العامين الماضيين، وذلك سواء على المستوى الرئاسى أو الوزاري، حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصين فى ديسمبر من عام 2014، وهى الزيارة التى تم خلالها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما زارها مرة ثانية فى سبتمبر من عام 2015، حيث حضر العرض العسكرى الذى أقيم بمناسبة الذكرى السبعين للانتصار على الفاشية.
وأشار فى هذا الصدد إلى أنه من المقرر أن يقوم الرئيس السيسي بزيارة الصين في سبتمبر 2016 لحضور قمة مجموعة العشرين كضيف شرف على القمة، وذلك بناء على دعوة الرئيس الصيني شى جين بينغ، وهو ما يشير إلى تميز العلاقات بين البلدين.
وتناول القنصل العام المصرى كذلك في كلمته مبادرة الرئيس الصيني المعروفة بمبادرة "الحزام والطريق"، مبرزا فى هذا الصدد أن مصر كانت من أوائل الدول التى رحبت بالمبادرة واعتبرتها فرصة لتعزيز التعاون مع الصين فى مختلف المجالات، لاسيما وأنها تتواكب مع مساعى مصر لتطوير المحور الاقتصادى لقناة السويس.
وتناول فى كلمته التعاون الاقتصادى بين البلدين ونمو حجم التبادل التجارى بينهما بنسبة 11 فى المائة فى العام الماضى، مبرزا فى المقابل أن مصر منفتحة أيضا للاستثمارات الأجنبية، مسلطا الضوء على الفرص المتاحة أمام المستثمرين الصينيين فى مصر لاسيما مع امتلاك مصر سوقا ضخما يضم 90 مليون مستهلك، وموقع مصر الجغرافى الهام باعتبارها بوابة إلى سوق يضم أكثر من 1.6 مليار مستهلك، وذلك بحكم اتفاقيات التجارة التفضيلية القائمة بين مصر وكل من الاتحاد الأوروبى ودول الكوميسا والدول العربية والولايات المتحدة.
وتناول السفير يوسف أيضا فى كلمته التنامى الحاصل فى عدد السائحين الصينيين المسافرين إلى مصر، والذى نما من 64 ألف سائح صينى فى عام 2014 إلى 125 ألف سائح صينى فى عام 2015، مشيرا إلى تطلعه لبلوغ هذا العدد 200 ألف سائح صينى بنهاية عام 2016، لاسيما مع تشغيل 15 رحلة منتظمة وعارضة بين الصين وكل من القاهرة والأقصر والغردقة أسبوعيا، فضلا عن التسهيلات الكبيرة التى يتم تقديمها للسائحين الصينيين فى مصر، وأبرزها القرار الأخير بالسماح للمواطنين الصينيين بالحصول على تأشيرة دخول عند الوصول إلى مصر دون الحاجة للحصول على تأشيرة دخول مسبقة، طالما أنهم يحملون النقد الكافى وحجز فندقى وتذكرة عودة صالحة.
وتطرق كذلك إلى النمو المتزايد للعلاقات بين مصر وشنغهاى ومنطقة شرق الصين بشكل عام، حيث تم هذا العام التوقيع على مذكرة للتعاون بين القاهرة وشنغهاى، ومذكرة تفاهم بين المتحف المصرى ومتحف شنغهاي، واتفاقية تعاون بين مدينة السويس ومدينة نينجبو الصينية، واتفاق بين مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ومهرجان شنغهاى السينمائى الدولي، مبرزا أن جميع هذه الاتفاقيات ستشكل إطارا لتعزيز التعاون الاقتصادى والثقافى بين مصر والصين.
واختتم السفير خالد يوسف كلمته بتسليط الضوء على النشاط المتزايد للبنك الأهلى المصرى فى الصين والذى يعد أول بنك عربى وإفريقى يفتتح فرع له فى جمهورية الصين الشعبية، حيث يساهم بشكل كبير فى تسهيل التعاون التجارى والاستثمارى بين مصر والصين ودول الشرق الأوسط والدول الإفريقية، مبرزا سعى البنك فى الوقت الحالى للحصول على موافقة الجانب الصينى للبدء فى التعامل بالعملة الصينية ليكون بذلك أول بنك مصرى وعربى وإفريقى ينضم إلى قائمة البنوك الأجنبية التى تسعى لاستخدام اليوان الصينى فى المعاملات الدولية.
موضوعات متعلقة..
- العاهل البحرينى يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة يوليو المجيدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة