نقلا عن العدد اليومى...
انتشرت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة الخبراء فى كل شىء، ليس فقط على مواقع التواصل الاجتماعى ممن يسمون النشطاء، لكن أيضا تسرب بعض هؤلاء إلى وسائل الإعلام يملأون الدنيا صراخا ولطما على أحوال الاقتصاد والسياسة، من دون أن يقدموا قراءة واضحة لما يجرى، يقولون كلاما مكررا خاليا من أى معنى ويتحدثون نيابة عن الشعب وهم لا يعرفون إلا مصالحهم، وضربنا أمثلة بكتاب من بقايا عصور سابقة كل منهم كان يمارسون النفاق طوال الوقت يتصورون أن الناس نسيت نفاقهم وجريهم بحثا عن فتات، يتحدثون فى الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية من دون أن يقرأوا أو يتعلموا ما يجب أن يكون عليه الوضع.
لدينا كتاب من فلول كل الأنظمة، مثل كاتب كل مواهبه أنه كان يرافق الرئيس الأسبق فى رحلاته ويعود ليصف ولائم المضيفين، أو يتشاجر على الطعام والشراب، وزميله كان ينافق المسؤولين انتظارا لمنصب أو موقع لم يحصل عليه، أو يجرى وراء جماعة بحثا عن تعويض ما فاته بسبب بلادته. هذا الكاتب أو ذاك ممن لم يعرفوا سوى النفاق الرخيص والجرى خلف الموائد، تصوروا أن الناس نسوا حركاتهم البهلوانية، فيعيشون حالة لا تناسبهم من المعارضة، لكنهم فى الحقيقة يفضحون أنفسهم لأن الأرشيف ما يزال ساخنا بنفاقهم، لم يكونوا معارضين يوما، والمعارضون معروفون ومواقفهم معروفة ومسجلة، ولا يمكن أن يصبحوا معارضين فجأة وقد تربوا فى أحضان السلطة، أى سلطة.
ولا مانع من أن ينتقد أمثال هؤلاء أو يقدموا رؤى، ونحن بالفعل لدينا أزمات ومشكلات مثل باقى دول العالم تحتاج إلى رؤية وانتقادات متفهمة وليس لكلام مجانى، لكن هذه النوعية من المدعين، يستسهلون وينقلون جملا وعبارات من مواقع التواصل ويحاولون توظيفها لأغراضهم، والنتيجة طبل أجوف وإعادة إنتاج مثلما يفعل مسؤولون سابقون فشلوا لكنهم يتحولون إلى خبراء يقولون علينا أن نفعل كذا ولا نفعل كذا.
ربما عليهم أن يتعلموا كيف تكون الكتابة ويعرفوا أنه حتى كبار مشاهير الضجة سقطوا وفقدوا جمهورهم بعد أن تكشفت قيمتهم ورغباتهم واشتياقهم وكل منهم كلما تراجعت عنه الأضواء يحاول أن يصنع أى ضجة، بينما هم لم يكونوا أكثر من منافقين يمدحون بحثا عن منصب أو مكسب، فإذا لم يجدوا تفاعلا سعوا لقلب الحقائق.
وهناك فرق بين من يكتبون للإصلاح وينتقدون بهدف التصحيح، ومن يفعلون بحثا عن موقع، ولا أحد يطالبهم بأن يكونوا منافقين، فقط عليهم أن يحترموا عقول الناس ولا يراهنوا على مسح الذاكرة، عندما كان أحدهم ينافق الحزب الوطنى والتوريث والآخر ارتمى فى أحضان الجماعة متصورا أن نفاقه يضمن له البقاء فى منصب لم تتوفر له مؤهلاته.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب: أولويات العمل.. وأولويات الجهل والنية السيئة.. من الصعب على منصف أو عاقل أن ينكر عبور مصر مرحلة طويلة من الأزمات.. المحللون التافهون يمارسون دورا مكشوفا فى بث الإحباط والاكتئاب
ابن الدولة يكتب: الازدواجية الحقوقية والإعلامية عند الأردوغانيين.. منظمات التمويل تعيد نشر بيانات خاطئة عن مصر وتتغاضى عن جرائم أردوغان..إذا كان هؤلاء مبرراتهم تمويلية فإن هناك نشطاء يعيشون نفس الحال
ابن الدولة يكتب: مستقبل أردوغان وخيوط اللعبة..الإرهاب المرتزق يمكنه نقل العطاء لمن يدفع أكثر.. والصراع فى أنقرة تجاوز محاولة انقلاب لصراع على السلطة.. والرئيس التركى يتجه لجنى ثمار سياسات مرتبكة