بالصور.. صراع محافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية يشعل المحافظة.. مواطنون يستنكرون موقف النواب الداعم له ويطالبون بالنزول إلى الشارع.. ونشطاء يصفونه بالفارس.. وآخرون: خلصنا من القمامة والإهمال

شهدت محافظة الإسكندرية، تباين الآراء بين مؤيد ومعارض لمحافظ الإسكندرية فى الصراع المحتد مع وزير التنمية المحلية الدكتور زكى بدر، حيث وصل الصراع إلى ذروته قبل ساعات قليلة من صدور حركة المحافظين المرتقبة، والتى وصلت إلى تحدى محافظ الإسكندرية فى رفض تنفذ قرارات وزير التنمية المحلية، ورفض سلطته عليه، مؤكدا أن قرار إقالته يعود إلى رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، واتهم الوزير مباشرة بإهدار المال العام فى الموافقة لأحد المستثمرين على الحصول على قطعة أرض بجوار "كارفور" بحجة أنها أرض تتبع الأوقاف وهى فى الحقيقة تتبع المحافظة، بما يهدر مليار جنيه قيمة الأرض على المحافظة، الأمر الذى نفاه الوزير.

وبين مؤيد لموقف المحافظ محمد عبد الظاهر، ومعارض له، ظهرت بعض الأصوات التى تصف المحافظ بالفارس الذى يحمى أراضى الدولة وتقدم الدعم الكامل له خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" وجروبات "الواتس" التى اشتعلت، فيما اعتبر البعض أن ما يقوم به المحافظ مجرد خطة ذكية للتمسك بالكرسى والحفاظ عليه أو تصفية حسابات حول صراع الصلاحيات بين المحافظ والوزير، متسائلين عن باقى ملفات الإسكندرية وملف الشواطئ والقمامة، والمخالفات المبانى .

- تباين آراء القوى السياسية حول موقف المحافظ

وعلى صعيد القوى السياسية بالمحافظة، تباينت الآراء بين مؤيد لموقف المحافظ ومعارض له، معتبرا أن ما حدث من مشادة كلامية وصراع مع وزير التنمية المحلية ما هو إلا خطة ذكية من المحافظ للتمسك "بالكرسى".

يقول أحمد سلامة أمين إعلام حزب التجمع بالإسكندرية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن المشكلة الحقيقية أن المحافظين بشكل عام لا يملكون صلاحيات كاملة فى إدارة المحافظة بسبب تدخل الوزراء وخاصة وزير الإدارة المحلية الذى يتولى ترشيح المحافظين ودعمهم وتقديم تقارير إلى الرئاسة عن عملهم، بجانب أن الأزمة الاقتصادية وعجز موازنة الدولة أدى إلى قصور شديد فى موارد المحافظات ومخصصاتها ما يجعل يد المحافظ مغلولة.

أما عن الإسكندرية، فاعتبر أمين الإعلام حزب التجمع أن "عبد الظاهر" كان محقا فى هجومه على الوزير، قائلا إن الرجل أعلن عن ملفات فساد مثل الحديقة الدولية وغيرها وأبلغ الجهات المسئولة، وحاول تنفيذ قرارات الإزالة للمبانى المخالفة قدر إمكانياته، لكن المشكلة أن الفساد المستشرى وانتشار الرشوة والمحسوبية فى الأحياء وأجهزة الحكم المحلى تمنع أى مسئول من تطبيق القانون الذى هو بدوره يحتاج لتعديلات جوهرية لردع مافيا الأراضى والمبانى المخالفة.

وقال إن ما حدث من اتهامات للوزير على الهواء يستلزم تدخلا عاجلا من الرئاسة لتصحيح الأوضاع ومحاسبة الوزير والمسئولين عن تلك الجرائم والتحقيق مع المحافظ".

وأضاف قائلا: "إن الإسكندرية فشل فى إدارتها 5 محافظين منذ ثورة 25 يناير، حيث ضعفت قبضة الدولة وحدث انفلات فى كل مفاصل الدولة وعجز المحافظين فى السيطرة على تلك الأجهزة، كما أن شوارعها أصبحت مليئة بالحفر بسبب عدم وجود صيانة أو أسفلت، وتوقف عملية إعادة الشىء لأصلة بعد عمليات الحفر والبناء".

وقال: "خلاصة القول إن الإسكندرية التى شاخت تحتاج إلى محافظ ذى شخصية قوية ونظيف اليد وحاسم فى قراراته، والأهم أن يكون له صلاحيات لمحاسبة أى شخص مخالف مهما كان ولا يخشى أن يعاقبه وزير أو رئيس وأن يستمد قوته وصلاحياته من الرئيس وليس الوزير أو رئيس الوزراء".

فيما وصفت نرمين عبد الرحمن، ناشطة سياسية بالإسكندرية ورئيس حزب الحق المصرى (تحت التأسيس) موقف المحافظ محمد عبد الظاهر بالهجوم على وزير التنمية المحلية بأنه خطة ذكية للتعلق بالمنصب والكرسى وتحويل القضية من إهمال وفساد عام إلى اضطهاد واستشهاد من أجل قضية فساد كبرى، وقالت: "نحن نشكرك على ما قدمت من حفاظ على أموال الدولة ولكن سيادة الوزير هل حافظت على عروس البحر أم حولتها إلى عجوز أين السياحة التى دمرت بتحويل الصرف الصحى إلى الشواطئ، وأنت وسبق واعترفت بذلك؟".

وتساءلت نرمين: "أين نظافة الشوارع الجانبية أين الاهتمام بالعشوائيات أين تراثنا فى محطة الرمل وغيرها، أين الحفاظ على التراث الذى يهدم وأنت على علم؟".

وأضافت قائلة: "إن ما قام به المحافظ محاولة لاستعطاف أهالى الإسكندرية للوقوف بجانبه وأن الإسكندرية تحتاج إلى رجل يعرف معنى عروس البحر، وأكدت على أن القضية التى أثارها المحافظ حول أرض الدولة بمنطقة "كارفور" أمام النيابة للتحقيق وننتظر حكم النيابة والقضاء بها ولا تحتاج إلى إثارة الرأى العام .

- أهالى بالإسكندرية: لا نهتم بالصراعات ولكن القمامة والصرف ومشاكل المحافظة فاقت الحد

وعلى صعيد رجل الشارع فى محافظة الإسكندرية، فلم يكن هناك من يهتم حقيقية بالصراع المحتد بين محافظ الإسكندرية وبين الوزير، ولكن كان الاهتمام الأكبر على سوء تردى أوضاع المحافظة، بسبب انتشار القمامة التى فاقت الحد والتى حاولت مبادرة "حلوة يا بلدى" مواجهتها إلا أنها لم تقض عليها، وخاصة فى الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية وفى ساعات قليلة من النهار، لتعود لتظهر مرة أخرى، بالإضافة إلى تفاقم مشاكل الصرف الصحى والانفلات فى البناء المخالف، وهى المشكلات التى تمس المواطن فى حياته اليومية بشكل مباشر.

وتقول منى عصفور من مواطنى الإسكندرية: "لو كان عاوز يعمل حاجة كان عمل من زمان، هو افتكر دلوقتى إن فيه أشياء غلط"، وأضافت "أن المحافظ بمجرد التمسك بالكرسى لن يتصدى للفساد كما يعد وسيقول إن الفساد من زمان وأنا لوحدى".

فيما استنكر وائل هنيدى، أحد مواطنى الإسكندرية ما قام به نواب البرلمان من جمع توقيعات حول، حول الإبقاء على محافظ الإسكندرية وتجاهل رأى الشارع السكندرى، قائلا: "إن الآية مقلوبة ومن يحدد مصير محافظ الإسكندرية، هو شعب الإسكندرية فقط".

- اشتعال الصراع وصل إلى حد اتهام المحافظ للوزير بإهدار المليارات على حق الدولة

جدير بالذكر أن الصراع احتد بين محافظ الإسكندرية المهندس محمد عبد الظاهر، والدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، ووصل إلى حد اتهام محافظ الإسكندرية، إلى وزير التنمية المحلية بإهدار مليارات على الدولة بالتصديق على طلبات بعض المستثمرين فى منطقة الدوان تاون ووقف قراره ضد مستثمرى الحديقة الدولية، بالإضافة إلى استياء المحافظ الشديد من تدخلات الوزير فى إدارة شئون المحافظة الداخلية، وهو ما أكد عليه "عبد الظاهر" فى تصريحاته الإعلامية الأخيرة والتى استنكر فيها إصدار وزير التنمية المحلية قرار بإقالة سكرتير عام المحافظة ورئيس هيئة حماية أملاك الدولة دون الرجوع إليه، مؤكدا على أن ذلك مخالف للمادة 39 من قانون الإدارة المحلية التى تنص على أن تصدر تلك القرارات من الوزير بالاتفاق وموافقة المحافظ، وهو ما اعتبره البعض صراع سطات وليس صراعا فى مصلحة الإسكندرية أو الشعب، ويبقى مصير محافظة الإسكندرية فى انتظار حركة المحافظين المرتقبة والتى من المقرر أن تصدر خلال ساعات .

موضوعات متعلقة..

- اشتعال الصراع بين محافظ الإسكندرية ووزير التنمية المحلية.. الأزمة بدأت بملف الحديقة الدولية واشتعلت بتدخلات "بدر" فى شئون المحافظة.. و"عبد الظاهر" يرفض تنفيذ قرارات الوزير ويتهمه بإهدار المليارات