عمرو إبراهيم لقوشة يكتب: مواطن ذهب إلى أخيه المواطن

الخميس، 23 سبتمبر 2010 10:06 م
عمرو إبراهيم لقوشة يكتب: مواطن ذهب إلى أخيه المواطن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذهب المواطن المدرس إلى المواطن الموظف ليقضى مصلحته وقد أخذ إجازة بصعوبة لقضاء تلك المصلحة، فإذا بالمواطن الموظف يتلكأ فى قضاء مصلحته حتى فهم الأمر المواطن المدرس فأعطاه ما فيه النصيب ليقضى مصلحته، وبعد أن قبض المواطن الموظف ما قبضه جاءه تيلفون المنزل، لا تنس مصاريف الدروس الخصوصية وقد رفع المدرس أجره إلى أكثر من 50 % فما وضعه المدرس فى درج الموظف أخذه المدرس من ابن الموظف.

وبينما المدرس يركب الميكروباص وجد الأجرة قد ارتفعت وما أخذه من الموظف أخذه سائق الميكروباص، وبينما سائق الميكروباص يتناحر مع المدرس على رفع الأجر وجد أمين شرطة المرور يوقفه ويطلب منه الرخص، وبما أنها منتهية منذ أكثر من سنة، فقد أعطى الأمين كل ما أخذه من المدرس والموظف وكل الراكبين معه إلى الأمين وأيضا أخذ يتمتم على حال البلد وحال الناس معدومى الضمير.

وحينما عاد أمين الشرطة إلى منزله وجد ابنه وقد ارتفعت حرارته فأخذه فى تاكسى مسرعا إلى الطبيب وأعطى الأمين السائق عشرين جنيها وانتظر الباقى حيث إن الأجرة تقريبا 10 جنيهات، وكالعادة قال السائق "كده يدوب" فأخبره بأنه يعمل فى المرور فأعطاه السائق العشرين جنيها واكتفى بأن يمشى إلى حال سبيله خوفا من لدغته وعندما دخل إلى الطبيب وجد قيمة الكشف وقد ارتفعت إلى الضعف وعندما بدأ الطبيب الكشف لم يستغرق دقائق وطلب منه تحاليل وأشعات وخلافه من المعامل التى تعطيه نسبة على ذلك وكتب له أدوية من الشركات التى ترسله رحلات مجانية وتقدم له الهدايا والعطايا، رغم أن العلاج لم يكن يستدعى كل ذلك، فدفع المبلغ وهو يلعن طمع الأطباء.

وبعد يوم مرهق وأثناء عودة الطبيب إلى منزله تعطلت سيارته لسبب مفاجىء وكان الوقت متأخرا فأشار إلى تاكسى وكان العطل بسيطا ولكنه ظل يصول ويجول حول السيارة ويطلق له المصطلحات الميكانيكية ما بين مارش ودبرياج وبيك السلانسيه وأى كلام وبعد ذلك دارت السيارة فأخذ منه ثمن الإصلاح أضعافا مضاعفة فواصل الطبيب سيره وهو يلعن طمع سائق التاكسى الذى استغل الظروف.

وحتى لا أطيل، فهذا ما يحدث بيننا، المدرس والمهندس والدكتور والميكانيكى وسائق التاكسى والموظف، ثم تأتى الحكومة لتحصد ما جبيناه من بعضنا البعض فى صورة فواتير كهرباء وتليفون ونظافة وضرائب بكل أشكالها وألوانها ونظل نحن نلعن الظروف التى أتت بتلك الحكومة الطماعة التى تجبى أضعاف ما تعطى، فقلت البركة فى المال والوقت والصحة، فماذا لو راعى كل منا ضميره من البداية؟ حتى تعود لنا البركة التى فقدناها فى كل شىء ولنصبح أكثر إحساسا بالأمانة والأمان.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة