- المفكر التركى نوزاد صواش: نطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق مع جولن وإذا ثبتت الاتهامات فإنه سيذهب إلى تركيا بنفسه
- صواش: ابناء الخدمة يحبون مصر وليس من أخلاقهم ان يشكلوا خلية فيها للهجوم على نظام أردوغان كما فعل الإخوان فى تركيا
أضفت تصريحات مسئولين أتراك مزيدا من التكهنات حول احتمالات أن يتقدم الداعية التركى فتح الله جولن، مؤسس حركة الخدمة، بطلب لجوء سياسى إلى مصر، وأن ينقل مقر إقامته من بنسلفانيا فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى القاهرة، على خلفية الاتهامات التى وجهتها له السلطات التركية، وعلى رأسها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة.
فى هذا السياق بثت وكالة رويترز للأنباء تصريحات لبكير بوزداج وزير العدل التركى، اليوم الخميس، قال فيها إن تركيا تتلقى معلومات مخابراتية عن أن رجل الدين فتح الله جولن الذى تتهمه بتدبير محاولة انقلاب ربما يهرب من الولايات المتحدة حيث يقيم، وأنه قد يهرب إلى استراليا أو المكسيك أو كندا أو جنوب أفريقيا أو مصر.
وجاء الرد المصرى سريعا عبر تصريحات من شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، قال فيها "إن مصر لم تتلق أى طلب من رجل الدين التركى المعارض فتح الله جولن للحصول على حق اللجوء السياسى إليها"، وأشار إلى أن مصر ستدرس مثل هذا الطلب فى حال تقديمه.
هل يأتى جولن إلى مصر؟
فى إطار تبادل التصريحات بين أنقرة والقاهرة حول الوجهة التى قد يتجه إليها جولن، فإن عددا من أبرز أنصار حركته "الخدمة" متواجدون بالفعل فى مصر منذ بداية محاولة الانقلاب الفاشلة، لكنهم مع ذلك استبعدوا أن يغير زعيم حركتهم مقر إقامته لعدة أسباب، مع ترحيبهم بالمبادرة التى صدرت عن إعلاميين وبرلمانيين مصريين باستضافته فى بلادهم.
نوزاد صواش، المفكر التركى والمشرف العام على تحرير مجلة حراء التابعة لحركة الخدمة، وصف الدعوات التى انطلقت من مصر لاستضافة المفكر التركى فتح الله جولن، مؤسس الحركة، بأنها رسائل إيجابية لن ينساها التاريخ، لكنه استبعد أن ينتقل جولن من مقر إقامته فى بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أى مكان آخر.
وأضاف "صواش" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "من خلال خبرتى ومعرفتى بفتح الله جولن، فإنه يعيش فى حالة خلوة بقرية فى بنسلفانيا، ودائما هو فى حالة اعتكاف ولا يتحرك فى أمريكا نفسها إلا فى أضيق الحدود خارج هذا المعتكف، حيث إنه لديه مجموعة من طلبة العلم يعطيهم دروسا ويتعبد إلى الله".
وأشار صواش الذى - يعد واحداً من الذين تتلمذوا على يد فتح الله جولن- ومن المقربين منه إلى أن عمر فتح الله جولن الآن يناهز الـ 78 عامًا، ومصاب بعدة أمراض منها السكر والقلب، والأطباء ينصحونه دائما بأن يبقى فى خلوته، حتى إذا جاءته دعوة لإلقاء دروس فى دول إخرى، فإنه لا يلبيها ويعتذر لظروف المرض، وربما يرسل ممثلين عنه مثل ما حدث فى رمضان الماضى، عندما وجهت إليه دعوة لإلقاء دروس فى المغرب، كما يحدث أيضا عندما توجه له دعوات للتكريم من بعض الجامعات فى مناطق مختلفة على مستوى العالم، إلا أنه يفضل أن يبقى فى خلوته.
ليست المرة الأولى
وأشار نوزاد إلى أنه فى سنة 2001 وجهت اتهامات مشابهة لفتح الله جولن، أثناء وجوده فى أمريكا، من قبل مدعى عام تركى وصفه بـ "العلمانى المتطرف"، وأضاف: "المضحك المبكى أن هذا المدعى العام هو الذى أراد ان يغلق حزب العدالة والتنمية، ومع ذلك فإن أردوغان يطرح نفس الاتهامات التى سبق أن وجهها لفتح الله جولن الآن".
وأوضح نوزاد أن فتح الله جولن حصل على براءة فى كل هذه الاتهامات، وأضاف: "وقتها أراد هذا المدعى العام استرجاع فتح الله جولن، لكن الحكومة الأمريكية قالت إنه فى إطار القانون والاتفاقيات الدولية من الممكن أن يرسل أسئلة، وبالفعل تم استدعاء جولن أمام المحاكم الأمريكية، وتم طرح الأسئلة، ولم يثبت أى شىء، وقالت السلطات الأمريكية أنه لا يوجد أدلة تشير إلى توريطه فى هذه الاتهامات، وأنها لن تعيده.
وتابع نوزاد: "أذكر وقتها أن جولن قال "كنت أتساءل فى نفسى ما الذى يمكن أن يبقى أمريكا رغم ما فيها من فساد، فعلمت أن سيادة القانون هى التى تبقى على أمريكا وتمدد فى عمرها، "مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن تتعسف أمريكا مع جولن أو أن تقوم بتسليمه إلى السلطات التركية.
وأضاف: "فى النهاية فإن جولن يطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية تتولى التحقيق معه، وإذا ثبت ضده أى اتهامات لا حاجة لأحد ان يعيده، وإنما هو سيركب الطائرة ويعود إلى تركيا، فهو دائما يقول إننى ما ذقت يوما طيبا طوال حياتى وسواء مت فى امريكا أو مت مشنوقا فى تركيا، فإن هذا لن يفرق معى".
هل ينتقل أنصار حركة الخدمة إلى مصر؟
يجيب نوزاد على هذا السؤال ويقول: "مؤسسات حركة الخدمة كونت نخبا مطلوبين فى عدد كبير من الدول الأوربية"، وأضاف: "عندما كان هناك جدل بين الإسلاميين فى تركيا حول هل إذا ما كانت تركيا دار حرب أم دار سلم، فإن جولن كان يقول إن تركيا هى دار الخدمة، والعالم كله دار الخدمة، وأبناء الخدمة حيثما وجدوا فانهم سيخدمون المجتمعات التى يتواجدون فيها.
وأضاف: "مصر من الدول التى فتحت أبوابها لأبناء الخدمة منذ سنوات طويلة، فأول مدرسة تابعة للخدمة تم افتتاحها فى التسعينيات ومجلة حراء تطبع هنا فى مصر منذ عام 2000، ولا توجد مضايقات لأى واحد منا، ونحن نحب مصر، ونحب أن نرسل أبناءنا إلى الأزهر، لأننا نحب توجهه السنى المعتدل، واستطرد قائلا: "أما إن يأتى أبناء الخدمة من تركيا ويستقرون فى مصر ويبدأون فى إجراء تحركات سياسية، فهذا لن يحدث لأن أبناء الخدمة لا يتصرفون بهذه الطريقة، وليس من فلسفتهم أن يشكلوا خلية فى دولة أخرى لتتحرك ضد تركيا".
استضافته فى مصر ضد مبادئ الدولة المصرية
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أنه يعارض استضافة فتح الله جولن مؤسس حركة الخدمة التركية فى مصر، بعد اتهامه من جانب السلطات التركية بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة، وأشار إلى أن "الخدمة" هى تنظيم دينى، وتنطبق عليه نفس المعايير التى تنطبق على جماعة الإخوان.
وأضاف حبيب فى تصريحات لـ "اليوم السابع": حتى لو كنا نعلم أن جولن وحركته كبش فداء لأردوغان، لكنه فى نهاية الأمر يتزعم تنظيم دينى، ونحن لا نريد أن نسبغ الشرعية عليه، لأن الدولة المصرية الآن تقدم نفسها باعتبارها ضد كل التنظيمات ذات الطابع الدينى السياسى، التى تطرح نفسها فى المجتمعات الإسلامية، ونفس المعايير التى تنطبق على الإخوان تنطبق عليه، مشيرا إلى أننا من الصعب أن نقبل بوجود تنظيم دينى فى مصر، ثم نكتشف فى نهاية الأمر أن له أجندة سرية.
واستبعد حبيب فى الوقت ذاته أن تقبل الولايات المتحدة الأمريكية بتسليم جولن إلى مصر، وأضاف: "بالمعايير الأمريكية لا يوجد دليل على تورط جولن فى محاولة الانقلاب الفاشلة الأخيرة، ولذلك فإن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من تركيا ملفات ذات مصداقية لكى تنظر فيها".
ووقال حبيب: "فى حال إذا ما قبلت الولايات المتحدة بتسليم جولن إلى تركيا – وهذا مستبعد - فلا أعتقد أن الرجل سيتعذر عليه أن يجد بلدا تستضيفه، لكنى أظن أنه سيذهب إلى بلد أوروبى، ولن يفضل أن يذهب إلى دولة شرق أوسطية لأن عقيدته قائمة على الذهاب غربا، "لافتا إلى أن مصالح جولن فى مصر قليلة، ولا تقارن بتواجد ونفوذ حركته فى جمهوريات آسيا الوسطى أو المانيا أو بعض البلدان الأوروبية.
موضوعات متعلقة..
رئيس الوزراء: لم نتلق طلب لجوء من المعارض التركى جولن
"جولن" المتهم بتدبير الانقلاب فى تركيا.. يمتلك نحو 1500 مؤسسة داخل وخارج البلاد ويتهمه "أردوغان" بتكوين "كيان موازى" للدولة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة