تستمر فعاليات المهرجان حتى يوم 4 أغسطس وشهدت تلك الدورة عددا من الإيجابيات منها على سبيل المثال وليس الحصر حالة التنوع الجغرافى فى نسب المشاركة، حيث هناك محافظات حدودية ومحافظات الوجه القبلى والبحرى إلى جانب محافظتى القاهرة والإسكندرية ولأول مرة تشارك فرقة مسرحية من " شلاتين" كما تشهد الدورة مشاركة متميزة من مكتبة الإسكندرية ومن مؤسسات المجتمع المدنى كما تقدم العروض المسرحية على 14 مسرحا مضاف إليها للمرة الأولى مسرح مؤسسة الأهرام، كما يشارك مسرح العرائس ومسرح الطفل فى مستشفيات مرضى الأطفال.
ومن إيجابيات الدورة أيضا وجود الدكتور مصطفى سليم عضو اللجنة العليا ورئيس المركز القومى للمسرح الذى قدم معرض مستنسخات ومعرضا للإصدارات متنقلا مع لجنة التحكيم بالعروض المسرحية ووجود سيدة المسرح العربى رئيسا للجنة تحكيم الدورة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب فوجودها فى حد ذاته نجاح للدورة لقيمتها وقامتها المسرحية وأيضا مكرمى هذه الدورة جميعهم قامات مسرحية كبيرة، ويأتى فى مقدمتهم اسم الراحل الكبير " نور الشريف " الذى تحمل الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح اسمه كما يتم تكريم سبعة من رموز العمل المسرحى والثقافى تقديرا لإسهامهم المؤثر فى دفع الحركة المسرحية وهم النجم الكبير عبد الرحمن أبو زهرة ، الذى أثرى الساحة المسرحية بأعماله، والمخرج الكبير عبد الرحمن الشافعى عاشق المداحين وصاحب التجربة المسرحية المميزة التى تستلهم الموروث، والأديب والمترجم والشاعر الدكتور محمد عنانى " شيخ المترجمين المصريين"، والناقدة فوزية مهران والدكتور ناجى شاكر صاحب البصمة التى لا تنكر فى فن العرائس، والدكتور نبيل منيب أستاذ فن التمثيل والإخراج الذى تتلمذت على يديه أجيال من المسرحيين.
وحتى كتابة هذه السطور فإن المهرجان يدخل أسبوعه الثانى وتتواصل عروضه وفعالياته بنجاح حافلة بالفن والإبداع والثقافة والتنوير والتنوع فى تناول القضايا التى تمس واقعنا المعاصر وتتعمق فى كشف الفساد والفقر والجوع والظلم الذى يتعرض له المجتمعات وبعض العروض الأخرى تناولت قضايا إنسانية .
وبعيدا عن رصد الإيجابيات الخاصة بالمهرجان فإننا لنا ملاحظات نقدية على تلك الدورة، يأتى فى مقدمتها سلبية تستمر مع كل دورة وهى أن المهرجان يقوده نفس الوجوه ونفس الأسماء التى نراها فى الندوات فلا تغيير ولا دفع بدماء جديدة، بل أن نفس الكلام كل عام يتردد فى الندوات وبعيدا عن ذكر أسماء محددة من الذين نراهم كل دورة سنجد أن المسرح المصرى عامر بالقيادات وبالرواد الذين يستبعدهم المهرجان ويستسهل باختيار نفس الوجوه التى نراها على المنصات فى الندوات وفى فعاليات المهرجان والتى يتم اختيارها بمنطق الشللية والدوائر المغلقة على العلاقات الشخصية .
يجب أن يخرج المهرجان القومى للمسرح المصرى للجمهور المصرى، وعلى صناع المهرجان والقائمين على إدارته خروجه من دوائر المسرحيين والمهتمين فقط ، إلى القاعدة الجماهيرية من الجمهور العادى فمثلما هى نفس الوجوه فى منصات الندوات وفى أروقة المهرجان نجد أيضا نفس الوجوه فى المشاهدين والحضور والكثافة التى نشاهدها فى أروقة العروض لا شك تمثل مصدر سعادة لكل المسرحيين ولكنها ستكون أكثر لو وصل المهرجان وعروضه للجمهور العادى.
قلة الندوات هذه الدورة لا أعرف لها مبررا فلا يعقل أن يكون مهرجان عدد أيامه 15 يوما، ويكون برنامج ندواته ندوة واحدة تقسم على يومين تحمل عنوان "المسرح ومقاومة الإرهاب" ومع كامل احترامى للمشاركين فيها فإن كل ما قدم من مناقشات لم يخرج عن التقليدية ولم نخرج بجديد فى تلك القضية الشائكة التى تحتاج لنقاش عملى وخروج توصيات تنفذ، وأين توصيات الدورة الماضية هل نفذت فى تلك الدورة أم أنها توصيات مصيرها عقب كل دورة أدراج المكاتب.
موضوعات متعلقة..
- فيفى عبده تعرض مسرحيتها "حارة العوالم" فى شرم الشيخ والغردقة دعمًا للسياحة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة