قراءة فى خطاب هيلارى كلينتون.. المرشحة الديمقراطية تبحث توسيع الفارق مع ترامب بأصوات المرأة والأقليات.. هاجمت منافسها بقوة لكنها ابتعدت عن انتقاد الحزب الجمهورى.. لعبت على وتر الإرهاب لحسم المعركة

السبت، 30 يوليو 2016 05:48 ص
قراءة فى خطاب هيلارى كلينتون.. المرشحة الديمقراطية تبحث توسيع الفارق مع ترامب بأصوات المرأة والأقليات.. هاجمت منافسها بقوة لكنها ابتعدت عن انتقاد الحزب الجمهورى.. لعبت على وتر الإرهاب لحسم المعركة هيلارى كلينتون فى مؤتمر الحزب الديمقراطى
تحليل يكتبه محمد عبد الرؤوف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
732

من يحسم الانتخابات الأمريكية؟ إجابة السؤال لايستطيع أن يجزم بها أعتى الخبراء فى السياسة الدولية فى ظل الإحصائيات والبيانات التى تسجلها مؤسسات التصنيف واستطلاع الرأى يوميا والتى أظهرت أن عدد من شاهدوا خطاب هيلارى كلينتون أمس وأعلنت فيه قبولها ترشيح الحزب الديمقراطى لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية وسط حضور أنصارها، أقل من عدد مشاهدى خطاب مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب الذى ألقاه قبل نحو أسبوع، والدليل على ذلك البيانات التى نشرتها مؤسسة نيلسن بأن ما يصل إلى نحو 27.8 مليون شخص فى أمريكا فقط شاهدوا خطاب كلينتون فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى والتى أعلنت خلال قبول الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية عبر ست قنوات تلفزيونية، فين حين شاهد خطاب ترامب نحو 30 مليون شخص على نفس المحطات الست.

أرقام مؤسسات التصنيف، يعتمد عليها مرشحى الرئاسة فى أمريكا وهو أسلوب علمى لتقليل الفوارق فى عدد الأصوات وحسم بعض الولايات مبكرا، فجميع التصنيفات التى خرجت خلال الفترة الماضية تشير إلى أن الفارق بين"هيلارى كلينتون"و" دونالد ترامب" ليس كبيرا، وكلاهما يركز على بعض الولايات مثل فلوريدا وأوهايو ونورث كارولاينا وفلادلفيا التى حسمتها مرشحة الحزب الديمقراطى على منافسها فى الانتخابات التمهيدية ساندرز، فيما يلعب ترامب فى ولايات تكساس وبنسلفانيا ونيويورك.


المتابع لمؤتمر هيلارى كلينتون أمس وضع يده على بعض النقاط التى تعتمد عليها مرشحة الحزب الديمقراطى، والتى بدأته بالتخطيط قبل "الحديث" فوجود الزوج بيل كلينتون فى الصفوف الأولى بالمؤتمر يعكس دوره فى محاولة حسم الانتخابات لصالح زوجه، إذ يلعب دورا كبيرا فى كافة المؤتمرات الانتخابية، علاوة على ذلك والأهم أن تواجد منافسها فى الانتخابات الحزبية "ساندرز" بالمؤتمر رسالة واضحة بأن كافة الديمقراطيين يؤيدون مرشحة الحزب، وحاولت هى الأخرى استقطاب كافة المؤيدين لـ"ساندرز" فى حديثها بالمؤتمر عن حملته التى ألهمت الملايين.

مرشحة الحزب الديمقراطى، ركزت فى خطابها على بعض الفئات الاجتماعية وبعض القضايا التى تشغل الرأى العام الأمريكى، أبرزها القضاء على الإرهاب والتى تحدثت عنه فى الثلث الأول من خطابها وهى الفترة التى يركز فيها المتابعون لأى مؤتمر انتخابى مع مرشحهم وفق رأى خبراء السياسة الدولية، كما ركزت هيلارى كلينتون فى حديثها عن الفئات الاجتماعية واختصت "الشباب"باعتبارهم الفئة الأكبر والأكثر ديناميكية وحيوية فى الولايات المتحدة، دون أن تغفل دور الأقليات مثل المثليين والمتحولين جنسيا وخاصة ذوى الاحتياجات الخاصة والتى تعول عليهم بشدة فى حسم المعركة الانتخابية لصالحها.

الخطاب أيضا شهد جديدا لم يذهب إليه أى مرشح للانتخابات الأمريكية من قبل، ويعتبر المحللون حديثها عن وضع المهاجرين فى أمريكا نقطة لصالحها على عكس عدة تصورات أخرى، فلم يحدث قبل ذلك أن أشار أى مرشح بأنه على استعداد لتغيير وتعديل الدستور الأمريكى لمواجهة الأشخاص الذين يستخدمون المال من أجل السياسة أو الكسب غير المشروع، وأيضا من أجل منح الجنسية الأمريكية لكافة المهاجرين الذين يعملون في الولايات المتحدة، إذ بذلك تعيد رسم الخريطة الاجتماعية فى أمريكا ورفع معدلات الانتماء إلى الولايات المتحدة بدمج جنسيات أخرى فى المجتمع الأمريكى.

الهجوم على الحزب الجمهورى، لم تعول عليه كثيرا وخاصة عندما أوضحت أنها ستكون رئيسة لكل الأمريكيين، لكنها فى الوقت نفسه هاجمت بشراسة مرشح الحزب الجمهورى"دونالد ترامب" فى شخصه، مشيرة إلى أنه يرسخ للخوف والانقسامات وأن منافسها "دونالد ترامب" لا يمكن بـأى حال من الأحوال أن يؤتمن على الترسانة النووية الأمريكية، كما أنه مرشح رد الفعل الذى يريد أن يفصل أمريكا عن العالم وهو ما يتنافى مع السياسة الأمريكية عبر تاريخها والتى تعتمد على التطبيق الذكى للقوة وبناء إستراتيجيات لإدارة العالم من خلال إقتصاد عابر للحدود.

الخطاب الذى استغرق أقل من نصف ساعة، رد على معظم التساؤلات التى تشغل بال الرأى العام فى الولايات المتحدة الأمريكية، ورغم قصر مدته تحدثت مرشحة الحزب الديمقراطى عن كافة التحديات والقضايا التى تواجه أمريكا، فى دلالة واضحة على براعة خطاب المرشحة الرئاسية وقدرتها على مواجهة وجود الحشد الجماهيرى الهائل، ولكن الخطوة الأهم فى الانتخابات الأمريكية المقرر أن تجرى فى الثامن من نوفمبر لم تأتى بعد، فمن يتابع الانتخابات الأمريكية والوضع السياسى داخل الولايات المتحدة يدرك أن الناخبين الذين لاينتمون لأى من الحزبيين سواء الديمقراطى أو الجمهورى هم الأكثر تصويتا فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهؤلاء يحسمون أمرهم فى اللحظات قبل الأخيرة من التصويت، هيلارى كلينتون تبحث عن ضالتها بين الشباب والمرأة وترامب يعول على اقتناص الولايات الكبرى.


موضوعات متعلقة..



أبرز 5 نساء على كرسى الرئاسة فى العالم.. هل تلحق بهن هيلارى كلينتون؟











مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة