على سبيل المثال نتذكر، وكل مواطن يتذكر كيف كان فيروس التهاب الكبد الوبائى، وعدد المصابين، وغياب العلاج، وظللنا طوال عقدين نقرأ أرقامًا مفزعة، ولم يكن أحد يلتفت إلى المرضى الذين راح منهم مئات الآلاف ضحايا المرض.. الرئيس أعلن قبل عامين الحرب على الفيروس، وتفاوضت مصر مع الشركات المنتجة للأدوية الجديدة، وتم دعمها بمليارات، وتباع بأسعار مناسبة.
وزير الصحة أعلن الأسبوع الماضى علاج 580 ألف مريض من «فيروس سى» بنسبة نجاح %97، والانتهاء تمامًا من قوائم انتظار مرضى «فيروس سى» المسجلين لدى وزارة الصحة على مستوى الجمهورية، وأنه تم علاج 580 ألف مريض «فيروس سى» بتكلفة بلغت 2.6 مليار جنيه، وصدر 422 ألفًا و338 قرارًا بتكلفة 2 مليار و76 مليون جنيه، و156.6 ألف قرار علاج من هيئة التأمين الصحى، بتكلفة 591 مليون جنيه، مع ملاحظة أن سعر دواء «فيروس سى» فى دول مجاورة وغنية يقترب من 100 ألف للمرض الواحد.
هذا خبر مفرح، لأن المصريين أنفقوا أموالهم على علاج مرضاهم، وتم شفاء الأغلبية، وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى يتابع بنفسه موضوع «فيروس سى»، حتى الانتهاء من قوائم الانتظار.. يعنى خطوات مهمة فى مواجهة أخطر تحدٍ واجه صحة المصريين خال عقدين، ولم تكن المليارات التى أنفقت عليه ضائعة، بل ضرورية، ويمكن أن تجيب عن أسئلة من نوعية: أين أنفقنا المليارات؟.. يستحق هذا وقفة، ويعطى أملًا للمواطن الذى كان يحصل على الدواء والمتابعة بكل احترام.
وعندما يرى المواطن سكان العشوائيات وقد انتقلوا لمساكن ومجتمعات محترمة، بدون ضجة، وطرق تقوم وتوسع من حركة الناس، ومشروعات.. كل هذا يعنى أن هناك أوجهًا للإنفاق، وأن أموالنا أنفقت فى مشروعات وإنجازات لنا ولأبنائنا.
لا أحد يطالب الناس بأن يتجاهلوا المشكلات ،ولا أن يصمتوا، لكن عزيزى الناقم من حقك أن تشكو من نقص المستورد، وأن ترى نهاية قوائم انتظار الفيروس الكبدى، ونكافح من أجل تطوير وتحسين الخدمات الصحية، وننتقد الإهمال والتراخى فى المستشفيات ونطالب بنظام صحى محترم. من دون أن ننسى أن هناك خطوات على الطريق، ولمن يريد أن يعرف ويسأل يمكنه أن يتذكر، وبعدها يواصل النقد.
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب :الحسم والشفافية ومواجهة الغلاء أهم مطالب المصريين من الحكومة.. محمد: الشائعات تصيبنا بالخوف..جمال الباز: الناس بحاجة لمن يحترم ذكاءهم..حسام الدين: الأفضل إلغاء التصالح مع المتهاونين
- ابن الدولة يكتب: المواجهة ودور الحكومة بلا تهوين أو تهويل.. الاعتراف بوجود مشكلة أول طريق العلاج.. وعلينا إطلاع المواطن المصرى على كافة التفاصيل ..ونحتاج لإجراءات رادعة لمواجهة المضاربين
- ابن الدولة يكتب: نعم لدينا مشكلات.. ولدينا وطنى وتاجر ينشر اليأس.. علينا عدم الاستماع لأصوات تبشر بمصائب غير موجودة إلا فى عقولهم.. لا نطلب التصفيق لكن يمكننا التفرقة بين مبتزين وبين معارضة موضوعية