نقلا عن اليومى..
كثيرون ممن يتابعون تفاصيل الأحداث، والتحولات فى المنطقة وفى الأقليم والعالم، يدركون حجم التحديات التى كانت وما تزال تحيط بالمنطقة العربية، سواء على المستوى الاستراتيجى أو السياسى.
ومن دون أى ادعاء، تبدو رؤية مصر قادرة على قراءة واستشراف الأحداث، بما يشير إلى القدرة على بناء تصورات سياسية واستراتيجية واضحة، وربما لهذا فإن من تابعوا أحاديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، وما طرحه، اتفقوا واختلفوا، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام رئيس لا يخفى شيئًا، ولا يتعمد أن يزين كلامه، وأنهم أمام شخص صادق لا يغير كلامه، وعوده واضحة، واتجاهه مباشرة إلى المواطن، يخاطبه ببساطة وصراحة تصيب بعض المحللين بالصدمة أحيانًا، لأنهم يكتشفون تأثيرات كلام الرئيس لدى المواطنين أضعاف ما هو لدى نخب تتفرغ لثرثرة ونميمة، ولا ترى غير مصالحها ومواقفها، بينما الطبيعى أن تكون المعارضة والسياسة متاحة فى سياق التزام عام بمصالح الدولة والشعب كله، وليس مصالح فرد.
حديث الرئيس السيسى فيما يتعلق بالإرهاب وتحركاته وخطورته بدأت مبكرًا خلال لقاءات واتصالات الرئيس، وخطاباته فى الفعاليات الدولية كانت مصر لديها رؤية واضحة، فقد دعت مصر منذ البداية إلى اعتبار الإرهاب تهديدًا شاملًا لا يخص دولة أو منطقة، كما أشار أكثر من مرة إلى أن الدول والأنظمة التى تمول أو تدعم الإرهاب ليست بعيدة عن تهديداته وتحركاته، وأن هذه الدول سوف تدفع ثمن دعمها للإرهاب، وهى نتائج ظهرت أسرع مما كان متوقعًا، حيث تواجه هذه الدول عمليات إرهابية من اتجاهات مختلفة. ولم يتوقف الرئيس عن التحذير، والإشارة إلى الدول التى تلعب مع الإرهاب، لكن مصر بقواتها المسلحة وشرطتها بدأت تطبق استراتيجيات واضحة فى مواجهة الإرهاب، ونجحت فى كل التحركات، وواجهت التهديدات، وانتهت التنظيمات الإرهابية إلى فئران مذعورة، بينما تواجه بعض الدول التهديدات، وتعجز عن مواجهتها، وربما لهذا فإن هناك تقارير أعدتها مراكز أبحاث ودراسات عن قدرات مصر فى مواجهة الإرهاب، على العكس من جيوش نظامية أخرى، فشلت وتفككت تحت ضربات الإرهاب.
وأصبحت التجربة المصرية فى مواجهة الإرهاب أحد مناهج البحث والدراسة لدى معاهد الاستراتيجيات التى ترى أن أحد أسرار نجاح مصر فى مواجهة الإرهاب والتهديدات هو العلاقة النادرة التى تربط الشعب المصرى بقواته المسلحة، والثقة التى يمنحها المصريون بجميع فئاتهم لقواتهم المسلحة والشرطة، والتقدير الذى يوجهه الشعب لمن يتصدون للإرهاب.
ولعل هذا ظهر واضحًا فى كتابات وتعليقات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعى عن حجم شعور المصريين بالأمان فى احتفالاتهم وأعيادهم، وعلى نفس أدوات التواصل نرى بعض نشطاء الاكتئاب، يستمتعون بحياتهم آمنين، ويواصلون ثرثراتهم الفارغة، وهؤلاء لم يعد يلتفت لهم الشعب الذى احتفل بأعياده، واثقًا فى قدرات أبنائه الساهرين على الحدود يحرسون الوطن، لكل هذا فإن الرئيس يتوجه للشعب والمواطن صاحب الفضل، وليس بعض النخبة الحائرة المحيرة التى لا تملك سوى ممارسة «الهيافة» السياسية.
موضوعات متعلقة:
- ابن الدولة يكتب: العيد والأمن والطموح والاستقرار.. شعب لديه أحلام وطموحات ويواجه المعوقات.. ويختلف ويتفق فى الآراء فى ظل دولة طبيعية.. والمنطقة على صفيح ساخن تواجه إرهابا من كل نوع