عمرو سعد فى "يونس ولد فضة" ممثل من العيار الثقيل

دراما صعيدية تحمل فى طياتها الكثير وجمل حوارية تختزل معانى إنسانية كتبها وصاغها الكاتب عبد الرحيم كمال فى مسلسل "يونس ولد فضة" بإحترافية بالغة، وقدمها الفنان عمرو سعد بعبقرية شديدة فمع كل مشهد يطل فيه، يجعلك تحمل بداخلك أحاسيس متباينة ومختلفة فى آن واحد، وتنتظر كل كلمة يتفوه بها، كى تستمع بهذا الشعور المتباين أيضا، مابين أن تتعاطف مع شخصية "يونس" الطفل الذى كسرته الظروف وجعلته يفقد شقيقتاه، ولا يزال يحترق بنار بعادهن، بسبب حفاظه على شرفه وعرضه حتى استلقته "فضة" لتنقذه من مصير مجهول، وفى نفس الوقت تحقق أحلامها وطموحاتها بأن يكون لديها طفلا يتسيد عائلة زوجها "شهاب فخرى"، بعد وفاة طفلها الوحيد، وبين السعادة التى تنتابك بمجرد قربه من التعرف على شقيقتاه وأهله الحقيقيون، لتضحك وتبكى وتبتسم فى كل مشهد يظهر فيه "يونس" على الشاشة لجمع بين الكوميديا التلقائية وبين الدراما العميقة التى تحمل معانى إنسانية كبيرة.

أداء عمرو سعد فى كل مشهد يجعلك تدرك أنك أمام ممثل من العيار الثقيل، يعى جيدا متى يجعلك تتعاطف معه، ومتى يبكيك ومتى يجعلك تبتسم من قلبك، فلم يتقمص شخصية الصعيدى بالشكل التقليدى، ولكن قدمها بشكل جديد يتماشى ويتطابق مع وضع شباب محافظات الوجه القبلى الآن، الشديد والعصبى أحيانا وأبو دم خفيف فى أحيان أخرى والرومانسى أيضا، وربما تلقائية عمرو سعد فى التنقل بين هذه الأحاسيس المتباينة فى آن واحد، جعلته يدخل القلب سريعا دون أن تراه يفتعل موقف كوميدى أو لا تصدقه فى مشهد درامى، ربما ساعده على ذلك وجود مؤلف متمكن من أبناء الصعيد مثل عبد الرحيم كمال يقرأ جيدا ، عاش وسط نجوع أدرك خباياها ودرس مشاعر وصفات أبنائها على الطبيعة، دون أن يستمد ثقافته عنهم من قصة قرأها أو شخص حكى له عنهم.

وجود أيضا مخرج مثل أحمد شفيق أدار كل هذه التفاصيل بحرفية شديدة، واختيار مواقع تصوير غير تقليدية، حيث صور فعليا بشوارع محافظات قنا والأقصر وسوهاج، فضلا عن إدارته الجيدة للأطفال بالحلقات، وبذل مجهود فى اختيار أطفال تقترب أحاسيسهم وأشكالهم مع الممثلين الذين يجسدون نفس الأشخاص عندما يمر الزمن، مثل الطفل نجل العمدة، والذى جسده فى مرحلة الشباب الممثل عصام توفيق، تواجد منتج أيضا مثل "صادق الصباح" يحرص على خروج أعماله فى أفضل شكل ولا يبخل على مدها بكل الامكانيات المتاحة، من خلال تنفيذ اقتراحات المخرج بالسفر إلى كل مكان يرى أنه مناسب لأحداث العمل للتصوير فيه، فضلا عن الدفع بأحدث كاميرات تصوير ووحدات مونتاج وما شابه ذلك.

موضوعات متعلقة..

"اليوم السابع" يرصد آراء النقاد فى سباق الدراما الرمضانية.. طارق الشناوى "أفراح القبة" مسلسل قفز فوق السور.. وماجدة موريس: أداء يسرا بديع.. ونيللى كريم قدمت حالة من "الصدق"