أكد الدكتور محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى، أن معدلات الأمطار التى سقطت على الهضبة الإثيوبية، خلال الأيام القليلة الماضية، "مبشرة"، وتشير إلى أن فيضان العام المائى الجديد 2016/2017، فوق المتوسط .
وأضاف "عبد العاطى"، فى تصريحات صحفية اليوم، أنه سيتم متابعة معدلات سقوط الأمطار على الهضبة الإثيوبية حتى منتصف أكتوبر المقبل، على الأقل، للحكم بشكل أفضل على مستوى الفيضان مازال فى بداياته.
وأشار وزير الرى إلى أن فيضان العام الماضى، الذى انتهى فى يوليو الماضى، يعد أحد أقل الفيضانات خلال المائة عام الماضية.
وتوقعت المؤشرات الأولية للفيضان أن يسجل العام المائى الحالى فيضانا فوق المتوسط، وفقاً لمراقبة ومتابعة الأرصاد والقياسات الهيدرولوجية لنهر النيل عند المقاييس والمحطات المختلفة المنتشرة فى السودان، حيث بلغ إجمالى ما وصل لبحيرة ناصر، حتى الآن، حوالى 8 مليارات متر مكعب، وفقاً لما أكدته مصادر بوزارة الرى.
ويؤكد الخبراء، أن فيضان العام الحالى سيكون له أثر إيجابى على مخزون المياه فى بحيرة، خاصة بعد التصرفات المنخفضة التى شهدتها مصر السنوات الماضية، خاصة العام الماضى الذى شهد أقل فيضان على مدار 100 عام.
ويشير الخبراء إلى أنه سيتم استغلال هذه المياه خلال سنوات الفيضان المنخفضة، لأنه سيزيد من الاحتياطى الاستراتيجى لبحيرة ناصر، ويرفع مخزون مصر من المياه، خاصة فى أوقات الجفاف، وفى حالة بدء إثيوبيا ملء خزان سد النهضة .
فى السياق ذاته، أكد مصدر مسئول بملف مياه النيل، أن الأمطار الغزيرة التى تعرضت لها دولة السودان أمطار داخلية، تحدث كل عام، ومعروفة باسم أمطار الخريف، ولا علاقة لها بمنسوب النيل فى مصر، موضحاً أنها مثل السيول التى تعرضت لها محافظتا البحيرة والإسكندرية العام الماضى.
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الأمطار التى ترفع منسوب المياه فى بحيرة ناصر هى التى تسقط على الهضبة الإثيوبية وتتسرب لعدد من اﻷنهار، أهمها النيل اﻷزرق الذى يمر داخل السودان بطول يزيد عن 1000 كيلو متر، ويلتقى بالنيل اﻷبيض القادم من هضبة البحيرات الاستوائية عند مدينة الخرطوم ويمتزجان بالنيل الرئيسى بطول نحو 1000 كيلو أخرى حتى يصل محافظة أسوان فى مصر.
وأوضح المصدر، أن المياه التى تأتى من الهضبة الإثيوبية تكون فى المتوسط سنوياً 84 مليار متر مكعب، تحصل منها مصر على 55.5 مليار متر مكب، والباقى تستحوذ عليه السودان فى خزاناتها الثلاثة "سنار والروصيرص" على النيل اﻷزرق وسد "مروى" على النيل الرئيسى، مشيراً إلى أن هذا الرقم يتذبذب بين الارتفاع والانخفاض حسب حالة الفيضان، ويحسب بالسنتيمتر المكعب الذى يصل محتواه المائى ( 50 ) ألف متر مكب مياه فى بحيرة ناصر.
وأكد المصدر إلى أن الفيضان تحدد ملامحه فى مصر مع بداية شهر أغسطس من كل عام، والذى يمثل بداية السنة المائية التى تمتد حتى يوليو من العام الذى يليه، موضحاً أن شهور الفيضان هى (أغسطس – سبتمبر – أكتوبر)، يأتى خلالها 75% من حجم المياه الجديدة، والتى يتم رصدها عن طريق أجهزة الرى المصرى بالسودان وأوغندا لتحديد حجم الفيضان ووضع قواعد تشغيل السد العالى وحجم المنصرف يومياً من بحيرة ناصر للوفاء باحتياجات البلاد وفقا لميزان مائى دقيق.
وأضاف المصدر أنه تم رفع حالة الطوارئ بوزارة الرى طوال موسم الفيضان، مشيراً إلى أنه يتم عقد اجتماع لجنة إيراد النهر وإدارة المياه المشكلة فى كل أسبوعين لمناقشة التقارير التى تصل من بعثتى الرى المصرى فى السودان وأوغندا، والتى أوضحت ارتفاع المؤشرات الأولية لفيضان النيل الذى بدأ أول أغسطس مقارنة بالعام الماضى الذى سجل أسوأ فيضان خلال 100 عام حيث قدر بـ20 مليار متر مكعب، من إجمالى حصة مصر من مياه النيل البالغة 55.5 مليار متر.
جدير بالذكر أن موسم الفيضان السنوى يبدأ فى السودان أوائل شهر يوليو، ويبدأ تسجيل الارتفاعات فى منسوب أمام السد العالى فى أوائل أغسطس من كل عام، فيما تقوم الأجهزة المختصة بقطاع مياه النيل، التابع لوزارة الرى، بأعمال المتابعة اليومية لأحوال الفيضان، للتعرف على كميات المياه الواردة للسد العالى، وحساب الإيراد المائى المتوقع للنهر خلال العام المائى الحالى.