بعد أن كشفت طهران على لسان القيادى فى الحرس الثورى، الجنرال محمد على فلكى، نيتها تأسيس جيش شيعى يخضع لأوامر المرشد الأعلى على خامنئى، ويحارب على جبهات ثلاثة العراق وسوريا واليمن، أثيرت شكوك حول المخطط الذى كشفه الجنرال فى المنطقة، وأهداف وتكوين هذا الجيش.
وعلق اللواء أنور عشقى، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية قائلا إن قاسم سليمانى قائد فيلق القدس بالحرس الثورى، حينما جاء للعالم العربى وجعل المسلمين يقاتلون بعضهم البعض فى سوريا واليمن، ذهب بعد ذلك إلى بريطانيا وقال "أحمد الله أنى وصلت بأهدافى إلى دماء العرب، ولم أتسبب فى قطرة دم إنجليزية، لأن قطرة الدم الإنجليزى تساوى العرب كلهم".
وأضاف "لليوم السابع"، أن سليمانى يريد أن يقتل العرب بعضهم، وأن يقاتل المسلمين بعضهم، وأنه يوجد فى المكتبة العامة فى إيران صندوق بلور مفتوح على كتاب شاهنامة الفردوسى على صفحة مكتوب عليها "كيف للعرب الأندال أن يسقطوا دولة فارس العظمى، علينا أن نعيدهم إلى الصحراء" مؤكدا على أنها كلها مؤامرة إيرانية لتدمير العرب بعضهم ببعض.
وأعرب عن أسفه ممن يقاتلون فى صفوف طهران لصالح إيران، قائلا: "مع الأسف، كما كان هناك عرب أغبياء يقاتلون لصالح بريطانيا، الآن هناك عرب أغبياء يقاتلون بعضهم وإخوانهم لصالح الفرس".
وذكر عشقى، أن تشكيل مثل هذا الجيش من العرب الشيعة دليل على أن طهران تريد أن يضرب المسلمين بعضهم، وتأجيج الصراع الطائفى فى العالم العربى.
وأكد اللواء السعودى على أن لطهران هدف هو تدمير الأمة العربية، بدليل أنهم يضطهدون ويعدمون ويسحلون ويقتلون العرب الشيعة لديهم فى إيران.
وقال: "إيران تتاجر بدماء العرب والفلسطينيين حينما اعتدت إسرائيل على إخواننا فى غزة، إيران لم تطلق رصاصة واحدة، إنهم يريدون أن يقتلوا العرب ولا يقتلون غيرهم".
وأكد على أنه لن ينجح الجيش الشيعى، مشيرا إلى أنه على الأمة العربية أن تكشف هذه الأوراق.
واستطرد الدكتور عشقى: لاشك فى أن هذا الجيش سيؤجج الصراع الطائفى، لأنه صناعة إيرانية، لكن الدول العربية الواعية مثل مصر والسعودية والأردن وغيرها، تسعى إلى مواجهة هذه الأعمال التى من شأنها إحياء هذا الصراع، مشيرا إلى أنه لا يوجد فى المملكة أو مصر صراع طائفى، ولابد أن نتصدى جميعا لمثل هذه الأفكار الهدامة.
وأكمل الدكتور عشقى، أن إيران لا تريد أن تخرج من سوريا، وأن الشعب السورى الحر يقاتل بصلابة بقوة وسوف ينتصر، لأنه دائما الشعوب هى التى تنتصر حتى لو كانت كل الدول الكبرى مع السلطة المستبدة.
من جانبه قال صالح حميد معارض إيرانى وباحث مختص بالشأن الإيرانى، إن الجنرال محمد على فلكى، القيادى فى الحرس الثورى، وأحد قادة القوات الإيرانية فى سوريا، يقول إن بلاده شكلت "جيش التحرير الشيعى"، بقيادة قائد فيلق القدس قاسم سليمانى، وأن هذا الجيش تم تشكيله لمحو إسرائيل بعد ٢٣ عاما، لكنه أكد فى نفس الوقت أن الجيش الشيعى يقاتل حاليا على ثلاث جبهات فى العراق وسوريا واليمن"، في تناقض واضح يفضح زيف أكاذيب إيران.
وأضاف حميد "لليوم السابع" أن أحد أهداف الجيش الشيعى هو التصدى للقوة العربية المشتركة، ورأى أنه سيكون جيشا يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار فى الدول العربية من خلال الخلايا النائمة واليقظة، وشن عمليات إرهابية وعرقلة جهود السلام فى اليمن وسوريا.
وأشار إلى أن فلكى أكد أن "قوات هذا الجيش ليسوا من الإيرانيين فحسب، بل أنه فى كل منطقة تشهد قتالا يتم تنظيم وتجهيز هذا الجيش من شعب تلك المنطقة".
وتابع حميد، أن القيادى بالحرس الثورى الذى يقود جزءا من قوات الحرس الثورى فى سوريا للقتال إلى جانب نظام الأسد ضد المعارضة، رأى أنه ليس من الحكمة زج القوات الإيرانية بشكل مباشر فى الحرب فى سوريا، بل يجب أن يقتصر دور عناصر إيران على تدريب وتأهيل وتجهيز السوريين للقتال في مناطقهم" كما قال.
يذكر أن قيادى بالحرس الثورى كشف عن تشكيل بلاده لجيش "شيعى"، بقيادة لواء فيلق القدس الجنرال قاسم سليمانى، يكون تابعا للمرشد الأعلى على خامنئى، للقتال فى سوريا والعراق واليمن على حد قوله.
وفى مقابلة لموقع مشرق نيوز الإيرانى، اعتبر الجنرال محمد على فلكى أن ميليشيات "لواء فاطميون" الأفغانى الذى يشارك فى الحرب السورية يعد نواة لجيش التحرير الشيعى.
وأشار فلكى إلى أن قوات هذا الجيش ليست من الإيرانيين فحسب، بل إنه فى كل منطقة تشهد قتالا يتم تنظيم وتجهيز هذا الجيش من شعب تلك المنطقة.
وقال إن هدف هذا الجيش محو إسرائيل خلال 23 عاما، وإن قوات هذا الجيش تتواجد على حدود إسرائيل.
وأشاد فلكى بقتال "لواء فاطميون" من الشيعة الأفغال، مشيرا إلى أنهم يتلقون هدية بمبلغ 100 دولار فقط إزاء تطوعهم للقتال هناك، معتبرا أن قتالهم غير نظرة الإيرانيين للاجئيين الأفغان على أراضيها.
وأعرب عن أسفه لعدم استغلال الشيعة الأفغال الذين كانوا يعيشون فى إيران طيلة السنوات الماضية مثلما قدمت بلاده دعما لشيعة الجنوب اللبنانى وشيعة اليمن والبحرين.
وحول قلة عدد القوات الإيرانية المشاركة فى الحرس فى سوريا، قال فلكى "ليس من الحكمة زج القوات الإيرانية بشكل مباشر فى الحرب فى سوريا، بل يجب أن يقتصر دور عناصرنا على تدريب وتأهيل وتجهيز السوريين للقتال فى مناطقهم"، على حد تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة