منذ فض اعتصام الإخوان فى ميدان رابعة العدوية فى 14 أغسطس عام 2013، وهم لا يكفون عن الكذب، وينكرون أنهم بكذبهم قادوا شبابهم إلى التهلكة، وزعموا أنهم قادرون على حمايتهم، رفضوا كل وسائل التفاوض، روجوا لاعتصامهم السلمى الذى لم يكن بداخله حتى «عصا»، فى الوقت الذى أقسم فيه القيادى الإخوانى «صفوت حجازى» بأغلظ الإيمان فى فيديو مسجل عقب القبض عليه أنه لم يكن بداخل اعتصام رابعة حتى ولو «سكينة بلاستيك» ومع حلول الذكرى الثالثة للاعتصام توالت المفاجآت، والاعترافات التى جاءت على ألسنة قيادات الإخوان، والتى حوت اعترافات كاملة بأن الاعتصام كان مسلحا، وأن ما كان بداخله من أسلحة كان كافيا لمواجهة جيوش، وأن قيادات الإخوان فضلوا الزج بأرواح العشرات من الشباب ليظهروا أمام العالم كضحايا، وأكدت الاعترافات أن الهدف لم يكن إعادة مرسى كما كان معلنا، ولكن الحصول على مكاسب سياسية، بعد أن أدركوا أن الأمور تفلت من أيديهم.. كما كشفت شهادات الشيخ محمد حسان وآخرين كيف أنهم توسطوا، ووافق الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع على عدم التدخل لفض اعتصام الإخوان وأنصارهم بالقوة، لكنهم رفضوا بالرغم من علمهم باحتمال سقوط ضحايا.
فى يوم الأحد 14 أغسطس الماضى اعترف الإخوانى «أحمد المغير» المعروف باسم «فتى خيرت الشاطر» عبر صفحته على «فيس بوك» أن اعتصام رابعة كان مسلحا، وكان يضم أسلحة آلية وقنابل يدوية، وكتب شهادة «سرية طيبة مول» قائلا: «معظم السلاح فى رابعة كان تم إخراجه بخيانة حصلت، ولم يتبق إلا سلاح سرية طيبة مول، اللى كانوا جايبينه بفلوسهم الخاصة، ومكنش لحد سلطان عليهم، الاعتصام ده لم يكن بالإمكان فضه نهائيا لو كان سلاحه فضل فيه».. ويواصل المغير شهادته عن مواجهة من أسماهم «شباب طيبة مول» «المسلحين ومتحصنين فى المبنى اللى وراء طيبة مول»، حتى قوله «إنهم حوصروا».
وفى يوم الاثنين 15 أغسطس، واصل أحمد المغير اعترافاته، خلال مداخلة هاتفية مع «هيثم أبوخليل» على قناة «الشرق»، مؤكدا أن اعتصام رابعة كان مسلحا رغم محاولات الإخوان نفى ذلك، وأن السلاح كان كافيًا لصد القوات التى جاءت لفض الاعتصام، خاصة أنها كانت كميات كبيرة من السلاح.
وقال المغير: «أنا عاوز أقولك جازمًا وأنا شاهد «إن كان فى سلاح» وكان فى مسلحين قادرين يصدوا قوات الجيش «لكن إدارة الاعتصام فضلت أن يكون فى 120 روحا تزهق عشان الاعتصام يبان سلمى».
اعترافات عمرو دراج
ويعد تصريح عمرو دراج، رئيس المكتب السياسى للإخوان فى الخارج، والذى اعترف فيه على «قناة الجزيرة» الفضائية، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يكن مع فض الاعتصام بالقوة، أحد أبرز التصريحات التى كشفت كذب الجماعة. قال دراج: «إن السيسى كان يرفض القوة فى فض اعتصام رابعة، وإنه كان يميل إلى الحوار والتفاهم، وإنه كان هناك اتجاهان داخل النظام الحاكم حول فض اعتصام رابعة، وأن الطرف الغالب والمسيطر كان يؤيد استخدام القوة فى فض الاعتصام، فى حين أن الطرف الذى يمثل الأقلية كان يسعى للحوار والتفاهم، وقد يكون من أنصار هذا التيار الدكتور محمد البرادعى، والدكتور زياد بهاء الدين، وعبدالفتاح السيسى».
حمزة زوبع: الاعتصام لم يكن لإعادة مرسى
ومن أهم التصريحات التى تكشف تضليل الإخوان لأنصارها، اعتراف حمزة زوبع المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، على إحدى قنوات الإخوان، والذى قال فيه نصا: «إن الجماعة كانت تعلم أن اعتصام رابعة لم يكن ليعيد مرسى، ولكنهم كانوا يطالبون أنصارهم بالتصعيد من أجل الوصول لمرحلة التفاوض».
ويعد الفيديو الذى تم نشره على شبكة موقع يوتيوب، والذى تم حذفه بعد ذلك بقليل لـ«عاصم عبدالماجد» القيادى فى الجماعة الإسلامية، من أخطر الاعترافات حول حقيقة اعتصام رابعة، حيث قال: «ونحن معتصمون فى رابعة وقتها كان لابد من عمل سريع، وكان هناك تسريبات ومعلومات تقول، إن الشعب لو أبدى تمسكا بالدكتور مرسى لن تبقى جبهة الجيش موحدة وستتفكك، ولكن بشرط أن يكون هناك زخم شعبى هادر مكتسح يزلزل، ووقتها ينقسم الجيش، وكان هذا هو خيار تواجدنا، أو هو خيار طوق النجاة الذى رأيناه فى هذا التوقيت، والحل السريع، وأنصار الإخوان مستعدون لمواجهة الجيش، واحتمال كبير لتفككه إذا نزل الشعب بقوة، وهذه الورقة الأخيرة التى نمتلكها، وعند حد معين اكتشفت أن توقعات تخلخل جبهة الجيش المصرى لن تتحقق، وامتنعت عن الكلام وامتنعت عن الصعود على منصة رابعة».
حذيفة زوبع: دراويش الإخوان
كما هاجم حذيفة زوبع، نجل القيادى الإخوانى حمزة زوبع، المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة المنحل، الهارب فى تركيا، قيادات التنظيم الإرهابى على تصرفاتهم وقراراتهم الأخيرة، وقال فى مقالٍ له بموقع «سياسة بوست» منذ أيام: «منذ اليوم الأول وأنتم تكذبون وتتحرون الكذب على أنفسكم وعلينا، دون أى استشعار للمسؤولية، ودون أى مبرر شرعى أو أخلاقى أو حتى سياسى».
«أتذكرون شائعة قائد الجيش الميدانى الذى انشق وأعلن تأييده لمرسى؟، أم تذكرون شائعة القائد الآخر الذى أمهل السيسى 24 ساعة لإعادة الشرعية الدستورية؟، أم تذكرون الأشياء التى ستحدث السبت ويعود مرسى الأحد؟».
وتابع: «أيها القائمون على أمر جماعة الإخوان، إن أحسنّا الظن بكم، فأنتم على أحسن تقدير مجموعة من الدراويش السُذج، على صلة وثيقة بذلك المُغفل الذى أخذ مائة قفا على سهوة، يا جماعة الإخوان، لم يعد هناك مساحات كافية للمناورة أو التأثير فى الوضع بشكل فعال أو مؤثر، أنتم تملأون كل المساحات ولا تقبلون نصحًا ولا توجيهًا من عديمى الخبرة أمثالى، والمشكلة أنكم تملأون كل المساحات الممكنة حتى التى لا تُجيدون اللعب فيها، ثم تنادون بصوت عالٍ لتقولوا إن الساحة تتسع للجميع».
وطالب نجل زوبع بحل الجماعة قائلا: «إن كانت كلمة حل الجماعة ثقيلة على مسامعكم فاستبدلوها بأى مصطلح تريدون «تعليق النشاط السياسى» مثلًا، فأيًّا كان، حل الجماعة قد يكون حلًا مناسبًا لإعادة رسم المشهد السياسى من جديد وخلق مساحات جديدة وكبيرة يتم إرباك النظام من خلالها، وعدم تحميل الجماعة أحمالًا هى فى غنى عنها».
وفى يوم 13 أغسطس الماضى، نشر الصحفى عبدالرحمن يوسف على موقع «الجزيرة نت» اعترافات حكى فيها قصصا، وتوصل إلى نتيجة أن التنظيم كان ساذجا، ومثلها شهادة القيادى الإخوانى «أحمد أبو خليل» وفى 18 أغسطس الماضى، عن اعتصام رابعة العدوية على صفحتة على «فيس بوك» عن استغفال الإخوان.
الحقيقة من أفواههم
وقال الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية ماهر فرغلى: منذ أقل من عام تقريباً كنت واحداً من ثلاثة قاموا بعمل فيلم وثائقى باللغة الإنجليزية عن «فض اعتصام رابعة»، وساعتها قابلنا أشخاصًا من جيران الميدان، وعناصر كانت يوم الفض، وتتبعنا فيديوهات، وصفحات حول الفض، ولم نوثق ساعتها الفض والظروف المحيطة به، بقدر ما وصلنا بموضوعية إلى حقيقة الكذب الإخوانى، والخديعة، التى خططوا لها جيداً فى صناعة «مظلومية» تاريخية، تسهم فى بقاء التنظيم لأطول فترة ممكنة، وتعيد فتح بؤر للصراع مع الدولة بالكامل.
وأضاف فرغلى: الإخوان نجحت فى التخطيط، وفى التوثيق، وفى صناعة الحدث، ولا تزال تواصل خطتها جيداً، وتستغل فض اعتصام رابعة، ليس فى الضغط على النظام، بل فى قهرنا نحن بالكامل، وإشعارنا أننا سكتنا على دم، وصمتنا على مذبحة، وظللنا فقط فى حالة دفاع أمام هجوم متواصل، ولم نأخذ يومًا المبادرة، أو على الأقل فقط، أن نأخذ من أفواههم ما كتبوه، وما قالوه عن تلك المظلومية التى صنعوها.
وقال فرغلى: لقد استمعت لحوار الشيخ محمد حسان، بنفسى قبل نشره، مؤكدا أنه حاول أن يقنعهم بالانصراف، وأن وزير الدفاع السيسى قبل شروطهم، إلا أنهم رفضوا، وأنه على الرغم من نفى عمرو دراج ما ذكره الداعية السلفى محمد حسان بشأن تلك المفاوضات، فإن له فيديو قديم شرح فيه كل تلك التفاصيل، مؤكدا: «نستطيع أن نوثق الحقيقة، والحقيقة فقط، ومن أفواه الإخوان أنفسهم وحلفائهم».
عدد الردود 0
بواسطة:
Youm251
الحقيقة المرة
أن الإخوان منذ نشأة جماعتهم لم يتغيروا ولم يتنازلوا عن أساليبهم وطرق تحايلهم ,,, لكن المشكلة والمصيبة تكمن في من رضى بهم وجلس وتفاوض معهم وسلمهم الحكم وطبل وروج لهم ونزل لإنتخابهم خوفا من فلول مبارك (أحمد شفيق) ,,, هؤلاء جميعا يجب أن يحاسبوا حسابا عسيرا بالقانون لأن كل هؤلاء مشتركون في الدم الذي سال ومازال يسيل من أبناء الوطن (الجيش والشرطة والشعب).