"قلبى إلى بلد الحبيب يهيم.. يا ليته بين الربوع مقيم.. وإلى رحاب النبى.. إلى ضياء الكوكبى".. بهذه الكلمات أنشد المداح الإسلامى أمين الدشناوى، ويردد معه الآلاف من أبناء الصعيد هذه المدائح أثناء توديع حجاج بيت الله الحرام لأداء مناسك فريضة الحج.
ويحرص أبناء المجتمع الصعيدى على مجموعة من العادات والتقاليد أثناء توديع الحجيج للسفر إلى الأراضى المقدسة، منذ سنوات ورثاً عن الأجداد، ومنها فرقة المزمار البلدى والمنشدين ونساء الدف، والذين يرافقون الحاج منذ أن يخرج من بيته وصولاً إلى المطار أو استقلاله القطار للقاهرة أولاً ومنها للأراضى المقدسة، أو إلى الباخرة، كما كان يحدث فى الماضى.
من جهته قال محمد عوض، أحد الحجاج المسافرين هذا العام من محافظة أسوان لأداء مناسك الحج، "المجتمع الصعيدى عرف هذه العادات والتقاليد فى توديع الحجيج منذ مئات السنين، وتناقلها الأبناء جيلاً بعد الجيل، وبالرغم من اختلاف الزمان وظهور وسائل تكنولوجية حديثة، إلا أن أبناء الصعيد لا يزالون يتمسكون بهذه العادات فى توديع الحجاج، فرحاً وابتهاجاً بالمسافر لأداء مناسك فريضة الحج".
وأضاف عبد الله محمد مصطفى، أحد الحجاج المسافرين هذا العام من محافظة أسوان لأداء مناسك الحج، أن أسرة الحاج تستعد يوم سفره بفرقة مزمار بلدى، تصطحبه بزفة بلدى من بيته وصولاً إلى المطار أو محطة القطار أو مكان توقف الأتوبيس الخاص بنقله للمطار، وسط تجمع عدد كبير من الأسرة والجيران والأصحاب وزغاريد النساء.
وأشار عبد الله محمد مصطفى إلى أن هناك بعض القبائل العربية تجهز للحاج حصاناً مزيناً بزى معين، ويستقله الحاج، وسط أقاربه وأصدقائه، الذين يرددون الأغانى وتلبية الحجاج، ويمر الحصان على كل منزل بالقرية، ليستقبله الأهل والجيران ويبادلونه المصافحات والتبريكات والدعوات، موضحاً أن هذه الخطوة ضمن عادات وتقاليد الأجداد بهدف إزالة الخصومات والضغائن وتصفية النفوس، قبل سفر الحاج لزيارة بيت الله الحرام.
وأوضح محمود محمد، أحد العازفين على المزمار بأسوان، أنه يعمل بهذه المهنة منذ 20 سنة، وتوارثها عبر أجداده حتى أصبحت العائلة تشتهر بهذه الحرفة، مضيفاً أنه عندما يتلقى اتصالاً من إحدى العائلات باستعداد أحد أفرادها للمغادرة إلى الأراضى المقدسة، يستدعى باقى أعضاء فرقته وهم 4 أشخاص، ويقومون بالعزف والأناشيد ابتهاجاً بالحجاج.
وأشار عوض طاهر، أحد أبناء محافظة أسوان، إلى أن العادة جرت بين القبائل العربية فى أسوان على أنه فى حالة سفر الرجل يستدعى له فرقة إنشاد أو مزمار بلدى، وفى حال سفر امرأة يستدعى لها سيدات الدف، وهن نساء اشتهرن بهذه العادة قديماً ولا تزال تعمل بها حتى اليوم، من خلال الدق على الدف وترديد الأغانى المعروفة عن الحجاج.
وأضاف طاهر، أن هناك بعض القبائل تلجأ لذبح ماشية وتوزيعها على الفقراء فى هذا اليوم، ومضايفة الأهل والعشيرة أثناء استقبال الضيوف التى تودع الحاج وتوزيعها أيضاً على الفقراء والمساكين، بجانب صناعة الحلويات وتوزيعها أيضاً على الأهل والجيران.
فرقة المزمار البلدى أثناء توديع الحاج
فرحة على وجوه أسرة أحد الحجاج
أم وابنها قبل سفرهما بمحطة القطار
زفة ومزمار خلال سفر الحجاج بأسوان
إحدى السيدات المسافرات لأداء فريضة الحج
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو ياسين
حج البيت من استطاع الية سبيلا
يارب اكتبها الى كل مسلم ومسلمة