قالت صحيفة جامعة جورج تاون الأمريكية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته أنجزا أكثر مما هو متوقع فى عامين، على الرغم من أن المحليين الأجانب يلقون عليه باللوم فى وضع الاقتصاد المصرى.
وأشارت صحيفة "ذا هويا" التى تعد واحدة من أقدم صحف جامعة جورج تاون الأمريكية وبدأ صدورها فى عام 1920 إنه عندما جاء السيسي إلى الحكم فى عام 2014، كانت البلاد قد شهدت بالفعل ثورتين وثلاث سنوات من التراجع الاقتصادى. وكانت هناك مشكلات من بينها انقطاع الكهرباء المستمر والجماعات الإرهابية والتطرف والفساد والبنى التحتية المتهالكة وقوات شرطة لايتم محاسبتها وبيروقراطية غير فعالة، وذلك ضمن المئات من التحديات التى كان ولا زال على الحكومة أن تتعامل معها.
تحديات داخلية وخارجية
وكانت هناك أيضا عوامل خارجية منها المنطقة المحيطة غير المستقرة وصعود تنظيم داعش، والأعداء المحتملين على طول حوض النيل، وتهديدات الدول الأجنبية القوية بالتدخل فى الشأن المحلى. ومن المستحيل على أى رئيس دولة أن يتعامل مع هذه القضايا فى غضون سنوات قليلة، لكن الخطوات التى قام بها السيسي وحكومته لا يمكن إغفالها.
صحيفة جامعة جورج تاون الأمريكية
وتحدث التقرير عن الخطوات التى قام بها الرئيس لإنهاء ما وصفه بالجمود فى نظام الدعم الذى اعتمدت عليه الحكومات السابقة للبقاء. وهو ما تغير عندما جاء السيسي إلى الحكم، حيث أصبحت الحكومة لديها قدرة على البدء فى دفع ديونها. وبعد عام من تولى السيسي الحكم، تراجع الدين الخارجى 13.0% حوالى 39.9 مليار دولار، وسمح ذلك للحكومة توفير حوالى 51 مليار جنيه. لذلك تحسن تصنيف مصر من قبالة وكالات الائتمان مثل موديز التى رفعت توقعاتها لمصر من سلبية إلى مستقرة.
تطوير البنى التحتية
وتطرق التقرير أيضا إلى البنى التحتية التى تعد العمود الفقرى لأى اقتصاد، وأهم ما فيها اليوم هو توفير الكهرباء. فقد فشلت مصر مرارا فى توفير كهرباء تلبى مستويات الاستهلاك.
وفى عام 2011، كان استهلاك الكهرباء أكثر 20% من الإنتاج، والآن أصبح لدى مصر إنتاج كاف من الطاقة وعزز السيسي أيضا استخدام الطاقة المتجددة بمحطات الرياح والطاقة الشمسية. ولتحويل مصر إلى بلد صناعى، وقع السيسي عقودا مع روسيا لبناء أول مفاعل نووى مصرى سيوفر لمصر الطاقة النووية بحلول 2024.
وبرغم الأوقات الاقتصادية العصيبة التى تمر بها مصر، تم إنشاء قناة السويس الجديدة بتكلفة 8.4 مليار دولار كلها من أموال المصريين العاديين. وليس معتادا أن يكون لدى ملايين الثقة فى زعيم، ليس فقط إيديولوجيا ولكن ماليا. وتم تلبية التوقعات عندما تم إنجاز المشروع فى عام واحد وضاعف سعة القناة من 49 إلى97 سفينة يوميا.
قناة السويس لمحة للتطورات فى مصر
ويصف التقرير قناة السويس بأنها مجرد لمحة للتطورات التى تحققت فى مصر، حيث يتم إنشاء أنفاق وموانئ جديد ومناطق صناعية ووادى للتكنولوجيا وهى مشروعات تم إنجازها بالفعل.
غير أن التقرير أشار إلى أن حكم السيسي ورغم أنه يتمتع بشعبية كبيرة لا يزال يحتاج لإصلاح فى ظل التقارير التى تتحدث عن وجود فساد ومحسوبية.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأنه رغم ذلك أدرك المصريون أن ما قام به السيسي فى يوليو 2013 كان شجاعا ووطنيا، وأن هناك رغبة أكيدة فى إنهاء الأزمات السياسية والاقتصادية التى عصفت بعام الرئيس الأسبق محمد مرسى فى الحكم.
وأضافت أن تحقيق السيسي للأمن والاستقرار يجعله بطلا للمواطنين بغض النظر عن الظروف أو أوجه القصور الأخرى فى رئاسته. وقد أصبحت مصر أقوى من ذى قبل بفضل وحدة البلاد تحت قيادة السيسي.
