حــســـــن زايـــــــــد يكتب: رحمك الله أيها العالم الجليل

الإثنين، 08 أغسطس 2016 03:28 م
حــســـــن زايـــــــــد يكتب: رحمك الله أيها العالم الجليل الراحل أحمد زويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيراً وصل جثمان الفقيد الراحل أحمد زويل إلى أرض الوطن. سكت العقل العبقرى، وخمدت الأنفاس، وتوقف الجسد عــــن الحركة، وخلد إلى السكون. شخص منه البصر معلناً انـتـهــاء الرحلة الطويلة. وفى فيمتو/ ثانية خرجت الروح إلى بــارئــهـا دون عودة. داهمه المرض الخبيث فى هذه السن، ليأكل مــنـه اللحم والعظام والدماء، وهو لا يـكـف عـن الحـركة والـنـشاط، فى سباق مع الزمن، رغم آلام الشيخوخة، وآلام المرض، وآلام آلام السفر، وآلام الوحدة والانعزال عن الأسرة التى يعـــانيهــا العلماء. والغريب فيك يا زويل أنك كنت مصرياً حتى النخــاع. لم نر على وجهك منذ عرفناك عالماً تجهم العلماء، وجديتهــم التى يحبون أن يظهروا بها. لم نر فيك كبراً، ولا ترفعاً، ولا انعزالاً عن البشر. ذكرت بلدك ومدرستك وحياتك وبساطـتـك وعلمك الذى تعلمته فى مصر دون خجل أو حياء. 
 
لم يحـــدث منك أن هاجمت بلدك وناسك. الناس فى مصر عرفوك بنوبــل وحسب، ولم يعرفوا أنك كى تصل إليها مررت بمراحل علـمية، وحصدت من الجوائز العلمية المؤهلة للحصول على نوبـــل. العالم المصرى الفذ أحمد زويل، فزعت عند اعلان موتــــــك، وسعدت بوصيتك بدفنك فى مصر. فزعت حين سمعت أنـباء عن نقلك إلى أرض الوطن عبر الخطوط الجوية التركية لعــدم وجود خطوط مباشرة لمصر للطيران. وسعدت بقرار الرئيـس السيسى بنقل جثمانك على متن طائرة مصر للطيران. سـعـدنا بقدومك إلى أرض مصر حتى ولو جثماناً فارقـتـه روح الحـيــاة.كانت مفارقـة فى تـاريـخ مصر أن تستـقـبـلك فى الـيـوم الـتـالى لمـحـاولـة الاغتيال الفـاشلة التى تعرض لها أحد علماء الأزهر لشريف وهو الأستاذ الدكتور على جمعة. 
 
وفـى نـفـس يـــــــوم احتفال مصر بذكرى تأميم شركة قناة السويس، والاحتفال بعيد العام الثانى لافتتاح الفرع الجديد للقناة. وقد كانت لفتة تاريخية رائعة من السيد الرئيس حين أعلن استكمال مدينة زويل العلمية دون انتظار مزايدة أو مطالبة من أحد. وكأنه قد قصد من القرار أن يطمئنك على مشروعك قبل أن يوارى جثمانك الثرى. حتى تنام مطمئنا. ثم ختمها بالوقوف دقيقة حداداً على وفاتك تقديراً لك وتعظيما لدورك. وكانت دقيقة من عمر الزمن. رحمك الله يا زويل. أيها العالم الجليل.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة