مع تواصل الضربات الناجحة التى يوجهها الجيش الليبى تحت لواء، الفريق أول ركن خليفة حفتر، للمليشيات المسلحة، ترتفع رقعة الداعمين لحرب الجيش الليبى ضد الإرهاب، وتزادا ردود الأفعال الإيجابية، التى تحمل ظهيرا شعبيا وجماهيريا لقوات الجيش الليبى، حيث دعا عدد كبير من شيوخ وعواقل القبائل الليبية ونشطاء وحقوقيين وسياسيين ليبيين للخروج فى تظاهرات حاشدة الجمعة المقبل، وذلك رفضا للتدخل الأجنبى فى الشأن الداخلى الليبى، ودعما لانتصارات الجيش الوطنى الليبى عقب تحريره لمنطقة الهلال النفطى من قبضة الميليشيات.
وأطلق عدد من النشطاء الليبيين هاشتاج (سنخرج_لسيادتنا) للحشد للتظاهرات التى ستخرج فى اليوم المذكور فى الساحات والميادين الكبرى.
يذكر أن حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وإسبانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الهجمات على منطقة الهلال النفطى مطلع هذا الأسبوع داعية جميع الأطراف إلى إجراء فورى لوقف إطلاق النار والامتناع عن أية أعمال عدائية أخرى.
وكان الجيش الوطنى الليبى بقيادة الفريق أول ركن خليفة حفتر، وجه ضربة قوية للميليشيات المسلحة فى ليبيا، عبر السيطرة على أحد أبرز موانئ النفط فى ليبيا بمنطقة الهلال النفطى، محققًا إنجازًا على كل الأصعدة السياسية والعسكرية، فنجاح القوات المسلحة الليبية فى السيطرة على الموانئ النفطية فى السدرة سيفشل المخططات الغربية لتقسيم ليبيا، معلنًا دخول الجيش الوطنى مرحلة تحدٍ جديدة فى الحرب ضد الإرهاب والقضاء على الميليشيات المسلحة.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إحكام السيطرة على موانئ الزويتينة ورأس لانوف والبريقة والسدرة، مؤكدة أنها تحت حماية الجيش الوطنى.
الدعم السياسى لانتصارات الجيش منقطع النظير
وبدوره ثمن رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح دور أفراد حرس المنشآت النفطية الذين سلموا المواقع النفطية دون مقاومة، داعيًا المؤسسة الوطنية للنفط إلى ممارسة عملها فور انتهاء الجيش الليبى من مهمته بتأمين كل المواقع والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وقال المستشار الإعلامى لرئيس مجلس النواب الليبى فتحى المريمى فى بيان صحفى، إن المستشار عقيلة صالح قدّم تهنئة بالعيد والتحية والتقدير للقيادة العامة للجيش الليبى ورئاسة الأركان الليبية وكل ضباط وضباط صف وجنود والقوات المسلحة مهنئًا إياهم ببسط السيطرة على الهلال النفطى.
وأكد ممثل ليبيا السابق فى منظمة الأمم المتحدة، إبراهيم الدباشى إن سيطرة قوات الجيش على الهلال النفطى أسقطت مخطط تقسيم ليبيا أو فرض حكومة عميلة عليها.
وأشار الدباشى، عبر تغريدة له على موقع "تويتر"، إن سيطرة الجيش الليبى على الهلال النفطى أسقطت مخطط بعض الدول وعملائها لاستخدامه كمنطقة عازلة بين شرق ليبيا وغربها لفرض التقسيم أو قبول حكومة عميلة لها بحسب قوله.
فيما قدمت الحكومة المؤقتة شكرها لحرس المنشآت النفطية فرع الأوسط لامتناعهم عن رفع السلاح فى وجه القوات المسلحة الليبية وانحيازهم للوطن وحده.
واستنكرت الحكومة المؤقتة تصريحات المبعوث الأممى مارتن كوبلر، وبعض سفراء الدول الغربية التى تهول ما حدث من إعادة الجيش أهم موارد الاقتصاد الليبى إلى الإدارة الشرعية الوحيدة فى البلاد.
وأكد رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح، إن ما قامت به القوات المسلحة العربية الليبية من سيطرتها على الهلال النفطى الذى يعتبر هو المصدر الرئيسى لقوت كل الليبيين جاء بناء على تفويض من المؤسسات الرسمية، ومن كل أطياف الشعب الليبى فى جميع أنحاء ليبيا، وذلك بتحرير المواقع النفطية من حقول وموانئ من محتلى ومعرقلى تصدير النفط الليبى الذى أثر سلبا على حياة المواطنين فى ليبيا وهو واضح للعيان فى جميع المجالات.
وبين المستشار الإعلامى لرئيس مجلس النواب الليبى فتحى عبد الكريم المريمى فى بيان صحفى، اليوم الثلاثاء، أن المستشار عقيلة صالح أكد على أن ما قام به الجيش هو مطلب رسمى وشعبى عبر بسط الجيش سيطرته على الهلال النفطى، مؤكدا إعلان الجيش الوطنى الليبى من الساعات الأولى بأن لا علاقة له بإدارة النفط، وأن ذلك من اختصاص المؤسسة الوطنية للنفط وطالبها باستلام حقول وموانئ النفط لممارسة مهامها وعملها، كما أعلن أنه لا إخلال بالعقود المحلية والأجنبية احتراما لحقوق الغير والتزامات الدولة الليبية فى ذلك.
وأكد عقيلة صالح أن الجيش سوف يخرج من الحقول والموانئ النفطية فور استلام المؤسسة الوطنية للنفط لها، مؤكدا عدم السماح بتواجد مظاهر مسلحة داخل الحقول والموانى بعد ذلك وألا يتم تصدير النفط إلا عن طريق مؤسسة النفط التى هى الآن موحدة والتى هى أعلنت أن تواجد المجموعة التى اخرجها الجيش من الحقول والموانى النفطية تسببت فى خسارة مقدارها 100 مليار دولار ولهذا تدخل الجيش لإعادة السيطرة للمؤسسة الوطنية للنفط الموحده حفاظا على أموال الشعب الليبى.
وتابع رئيس البرلمان الليبى: "كل ما جرى هو شأن ليبى ليس فيه ضرر لمقدرات الشعب أو حقوق الغير، أما من يحكم ليبيا فهو أيضا شأن ليبى يقرره الشعب الليبى بالتوافق فيما بينهم، ونؤكد أنه لا تصدير للنفط إلا عن طريق المؤسسة الوطنية للنفط، كما أنه لا توجد مشاكل بسبب دخول الجيش؛ بل هناك تأييد كبير من الشعب الليبى بسيطرة الجيش على مواقع النفط وطرد المجموعات المعرقلة لتصدير النفط منه، وهذا دليل على رغبة المواطنين فى أن تكون حقول وموانئ النفط تحت سيطرة المؤسسة الوطنية للنفط.
واستطرد رئيس البرلمان الليبى قائلا: "نطمئن الشعب الليبى وكل دول العالم بأن الإجراءات فى ذلك تتم بضوابط قانونية مدنية تضمن مصالح كل الأطراف المحلية والدولية".
كانت القيادة العامة أكدت فى بيان موجه للشعب الليبى عبر صفحتها على "فيس بوك": "إيمانًا من جيشك الوطنى بمسئوليته على حماية قوت الشعب وثرواته من العبث والفساد، قامت قواتكم المسلحة مع بزوغ فجر الأحد الموافق 11 سبتمبر الجارى، بتنفيذ عملية البرق الخاطف، وأحكمت سيطرتها التامة على موانئ الهلال النفطى فى الزويتينة والبريقة ورأس لانوف والسدرة، لتصبح هذه الموانئ تحت حماية الجيش الوطنى الليبى جيش كل الليبيين".
وأضاف البيان أن مسئولية تشغيل هذه الموانئ والتصرف فيها يعود إلى المؤسسة الوطنية للنفط، مع التأكيد على عدم تدخل القوات المسلحة فى شئون التشغيل أو التصدير وإبرام الصفقات التجارية، باعتبارها اختصاصًا مدنيًا بحتًا.
وطمأنت القيادة العامة الشعب الليبى بأن هذه الخطوة ترمى إلى استعادة الشعب سيطرته على مقدراته ومنع العابثين من المساس بها.
وتابعت فى بيانها بأن القوات المسلحة الليبية وهى تقدم على هذه الخطوة الجبارة إنما تهدف فى صميمها إلى رفع المعاناة عن الشعب الليبى، وتمكينه من الاستفادة من ثرواته.
ودعت القيادة العامة الجهات الشرعية المختصة بالشأن النفطى إلى سرعة مزاولة نشاطها فورًا وفقا للتشريعات النافذة.