عززت الهند دورياتها على طول حدودها مع باكستان اليوم الاثنين بعد أن قتل مسلحون 18 جنديا فى قاعدة عسكرية قريبة فيما تدرس حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودى الرد على الهجوم الذى تلقى نيودلهى بمسؤوليته على جارتها.
ووقع الهجوم عندما اقتحم مسلحون القاعدة فى أورى الساعة 5.30 صباح أمس الأحد (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) فى واحد من أدمى الهجمات فى منطقة كشمير. وأدى الهجوم لتصاعد التوتر بين الجارتين اللتين تملكان قدرات نووية.
وقال مسؤولون عسكريون أن بعض المصابين بإصابات بالغة تم نقلهم إلى مستشفى فى نيودلهى. وأغلب القتلى والمصابين عانوا من حروق بالغة بعد أن اشتعلت النيران فى خيامهم ومساكنهم المؤقتة بسبب انفجار ذخيرة حارقة أثناء الهجوم الذى وقع وهم نيام.
وأمس الأحد وصف وزير الداخلية الهندى راجناث سينغ باكستان بأنها "دولة إرهابية" وقال اللفتنانت جنرال رانبير سينغ أن القوات الهندية "مستعدة للرد بطريقة مناسبة" دون أن يخوض فى التفاصيل. وتنفى باكستان أى دور لها واتهمت الهند بإلقاء اللوم على الآخرين قبل أن تجرى التحقيقات اللازمة.
وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستانى للشؤون الخارجية فى بيان فى وقت متأخر أمس الأحد "ترفض باكستان بشكل قاطع الاتهامات غير المسؤولة التى لا أساس لها التى يوجهها مسؤولون كبار فى حكومة رئيس الوزراء مودى. "
وإقليم كشمير مقسم بين الهند وباكستان منذ عام 1947 وهو فى قلب نزاع بين البلدين الجارين. وكان الإقليم السبب فى نشوب حربين من بين ثلاث حروب خاضتها الدولتان منذ استقلالهما عن بريطانيا.
وخيارات الهند للرد على باكستان تبدو محدودة إذ أنها تنطوى على مخاطر تصعيد الموقف. وأحجمت الهند عن القيام برد عسكرى انتقامى عندما قتلت جماعة تتخذ من باكستان مقرا لها 166 شخصا فى هجوم وقع عام 2008 فى مومباى خشية إشعال صراع أوسع نطاقا واختارت بدلا من ذلك شن حملة دبلوماسية لعزل إسلام أباد.
وفى هجوم على قاعدة هندية أخرى قرب الحدود فى يناير كانون الثانى ردت الهند أيضا ردا محسوبا لكن عدد القتلى والمصابين كان أقل بكثير من هجوم الأحد.
ويقول خبراء عسكريون أن من بين الخيارات أمام الهند إمكانية توجيه ضربات بالمدفعية إلى مواقع الجيش الباكستانى عبر الحدود ردا على مساعدته المتشددين على العبور إلى الشطر الهندى من كشمير. لكن ذلك سيعرض للخطر وقفا لإطلاق النار أبرم فى 2003 على الرغم من تداعيه فى السنوات الأخيرة.
وأضافوا أن من بين الخيارات الأخرى المطروحة على الطاولة إرسال قوات خاصة إلى داخل باكستان لمهاجمة معسكرات تدريب المقاتلين لكنها مخاطرة كبيرة.
وعقد مودى محادثات مع قادة حزب بهاراتيا جاناتا الذى يتزعمه خلال اجتماع لمجلس الوزراء لبحث الرد على الهجوم.
وقال مساعد بارز لرويترز "أولويتنا هى تعزيز كل قاعدة من قواعد الدفاع ومن الصادم أن أحد مواقعنا الاستراتيجية تعرض لهجوم... لقد كشف ذلك العيوب ونقاط الضعف فى بنيتنا التحتية الأمنية وأول مهمة لدينا هى إعادة هيكلة فورية."
وفتشت القوات الهندية ثلاثة وديان تقطع الحدود فى منطقة جبلية قرب أورى وقال مسؤول كبير فى الجيش أن الهند تعتقد أن المهاجمين تسللوا عبرها.
وذكر مسؤول عسكرى أنه تم إرسال تعزيزات للقيام بدوريات فى واحدة من أكثر مناطق الحدود تسليحا فى العالم حيث تقف القوات الهندية والباكستانية فى مواجهة بعضها البعض وتتبادل إطلاق النار أحيانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة