مؤتمر"مستقبل وتحديات معارض الكتب العربية" فى الإسكندرية يضع خطة لإنقاذ الكتاب العربى

الأربعاء، 07 سبتمبر 2016 12:06 م
  مؤتمر"مستقبل وتحديات معارض الكتب العربية" فى الإسكندرية يضع خطة لإنقاذ الكتاب العربى وزير الثقافة فى المؤتمر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعدّ مهنة النشر ركيزة أى مشروع حضارى، وتوصَف بأنها ذاكرة الصناعات الثقافيّة والمدخل الحضارى لأى تقدم أو رقىّ، ورغم التطور فى حركة النشر عربيا، وتنوع وسائله وأدواته، فإنه لا يزال يعانى من مشاكل عامة كبرى، اقتصادية ومهنية وسياسية، تتعدد وتختلف باختلاف البلدان العربية وتفاوت مستوى الثقافة فيها.

المنصة

من هنا جاءت أهمية مؤتمر "مستقبل وتحديات معارض الكتب العربية"، والذى نظمه اتحاد الناشرين العرب بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية وذلك بحضور مدراء معارض الكتب فى الدول العربية، وخبراء صناعة النشر وتسويق الكتب، وافتتحه حلمى النمنم، وزير الثقافة، والدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، ومحمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب.

جانب من الحضور

فى البداية أكد حلمى النمنم وزير الثقافة فى كلمته، إن مدراء المعارض العربية والناشرين العرب يقومون بمهمة ثقيلة فى هذه الفترة، لأنهم من ينقلون المعرفة إلى الناس، وجزء من صعوبة مهمتهم هى أن المواطن العربى لم يتعود على القراءة فى تحصيل المعرفة.

وأوضح أن نجاح الناشر لا يتمثل فى نشر الكتب لكبار الكاتب أو إعادة نشر كتب التراث، ولكن نجاح الناشر فى أن يقدم للحياة الثقافية كاتب جديد أو فكرة جديدة، لأن كثير من الكتاب الشباب يعانون حتى يصلوا إلى القراء.

 وأكد "النمنم" أن صناعة النشر تواجه خطر القرصنة والتزوير، وضياع حقوق المؤلفين، وينبغى أن يصل اتحاد الناشرين إلى صيغة تكفل حق الناشر والمؤلف على حد سواء.

وطالب وزير الثقافة الناشرين بألا يقتصر النشر على المنتج الأدبى فقط، لكن لابد من الاهتمام بالدراسات البحثية والنقدية وكذلك الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية، كما طالبهم بألا يقتصر دورهم على استقبال الأعمال ونشرها فقط، ولكن عليهم البحث عن المؤلف وعن القضايا التى تشغل بال القارئ.

جانب من الحضور

معركة التكنولوجيا الحديثة

ومن جانبه أكد الدكتور إسماعيل سراج الدين، أننا جميعًا فى خندق واحد، لمواجهة تيار فكرى يريد أن يعيد صياغة التاريخ، كما أننا فى معركة مع التكنولوجيا الحديثة، فالصورة العالمية للوصول للمعلومة أصبحت تتجه نحو الإنترنت، وصناعة النشر تتأثر بذلك ولابد أن نكون منفتحين عليها حتى يصل الإبداع والكلمة للقارئ.

محمد رشاد

وناقش محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب أهمية حل المشكلات التى تواجه الناشرين فى ظل التدهور الحاد لصناعة النشر على مستوى الوطن العربى والتى يصعب حلها بواسطة الهيئات أو اتحادات الناشرين، وذلك من خلال وضع أسس وقواعد تنظم إقامة المعارض، وكذلك بحث المشكلات التى تواجه السادة مدراء المعارض من الناشرين العرب عند مشاركتهم بالمعارض وخاصة عدم الالتزام بالأنظمة الداخلية للمعارض، أو خرق القوانين، وذلك بنشر الأفكار الهدامة أو تسطيح المستوى الثقافى لمواطنى هذا البلد.

الرؤية وتوحيد الهدف

إسماعيل سراج الدين وحلمى النمنم

وتحت عنوان "المعارض العربية.. من غياب الرؤية لتوحيد الهدف" عقدت الجلسة الأولى للمؤتمر برئاسة الدكتور هيثم الحاج؛ رئيس هيئة الكتاب ورئيس معرض القاهرة الدولى للكتاب.

وبدأ الدكتور فتحى البس؛ مدير معرض عمّان الدولى، الحديث مؤكدا أننا نمر اليوم فى الوطن العربى بأزمات اقتصادية كبيرة أثرت بشكل كبير على صناعة النشر فى الوطن العربى بالإضافة إلى أن آخر ما يُضاف إلى قائمة مشتريات المواطن العربى هو الكتاب، لذلك لابد ألا تُترك الصناعات الثقافية والنشر لاقتصاديات السوق، وأن يكون هناك دور للحكومات العربية ممثلة فى الوزارات الثقافية فى دعم هذه الصناعات.

وأضاف "البس" أن الناشر كان يحظى بالدعم والاحترام والتقدير وكانت رسوم الاشتراك بسيطة ليحقق ربحا جيدا يمكنه من الاستمرار، إلا أن هذا كله تغير وأصبحت التكلفة عالية على الناشر مما يعرضه للخسارة الكبيرة.

وقال حميدو مسعودى، مدير معرض الجزائر الدولى، أن مدراء المعارض ليس باستطاعتهم حل جميع المشاكل التى تواجه دور النشر؛ حيث إن مدير المعرض ما هو إلا موظف حكومى لدى وزارة الثقافة، ويرجع إليها فى كل كبيرة وصغيرة. ولا يستطيع أن يتخذ أى قرار دون الرجوع إليها، خاصة أن هناك 86 دار نشر عربى خالفت القوانين فى معرض الجزائر الأخير، موضحا أن هناك لوائح وقوانين بالجزائر تمنع أى كتاب يدعو للفتنة أو الطائفية أو الإرهاب.

وأعلن "مسعودى" أنه سوف يتم تخفيض عدد المشاركين بمعرض الجزائر من الدورة المقبلة والأولوية ستكون لدور النشر التى تقدم الجديد على أن يتم جمع كل دور النشر فى الجناح المركزى دون تمييز.

وعن أهمية التعاون بين اتحاد الناشرين العرب، ومديرى المعارض فى الدول العربية طالب بشار جاسم، مدير معرض البحرين الدول بوضع قائمة محددة بأسماء دور النشر لمنع الدخلاء غير المختصين بالعمل فى هذا المجال الذين يتم من خلالهم إفساد الذوق العام للقارئ، ونشر الفكر المتطرف.

كما طالب "جاسم" بضرورة الارتقاء بمستوى دور النشر المتخصصة فى نشر كتب الأطفال، حيث انتشرت حاليا بيع ألعاب للأطفال فى دور النشر بدلا من كتب الأطفال.

وأشار يوسف البلوشى، مدير معرض مسقط الدولى إلى أهمية أن يكون اتحاد الناشرين العرب المظلة والمرجعية الأساسية للمعارض ودور النشر التى يمكن من خلاله تحقيق طلبات مديرى المعارض ودور النشر، وحل مشكلة الازدواجية بين المعارض الناتجة عن عمل كل معرض بمفرده دون أن يكون هناك مظلة يتم الرجوع إليها.

طوق النجاة

ومن جانبه قال سعيد عبده، رئيس مجلس إدارة دار المعارف ومجلة أكتوبر، أن هناك تحد كبير فى مهنة النشر، ويعتبر هذا المؤتمر بمثابة طوق النجاة لمهنة النشر خاصة فى ظل الظروف السياسية والاقتصادية التى تمر بها كثير من البلاد العربية.

وطالب "عبده" بمراعاة ظروف البلاد العربية التى تمر بأزمات، مثل ليبيا وسوريا والعراق ووضع حد لمشكلة تزوير الكتاب، خاصة أن هناك معارض تسمح بوجود الكتب المزورة بها، وهى خطوة مهمة يجب أن تتخذ للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.

كما تحدث "عبده" عن ضرورة السعى لتخفيض رسوم الشحن وتخفيض الرسوم للناشرين لأننا أصحاب رسالة ولا يمكن أن تقاس الثقافة بالسلع المعمرة ويتم معاملتها بنفس الشكل على شركات الطيران.

وأضاف "عبده" أنه لابد من تحقيق عائد يضمن الاستمرار للناشر ولكى يؤدى رسالته، كما يجب إتاحة البيانات من إدارة كل معرض لتسهيل الإقامة على الناشر.

وطالب عادل المصرى، رئيس اتحاد الناشرين المصريين بتخصيص جناح مجمع يديره اتحاد ناشرين كل بلد يتيح الفرصة للناشرين المبتدئين بتواجدهم وتواجد إصداراتهم.

وفى الجلسة الثانية التى ترأسها محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب استمرت المناقشات حول المشاكل التى تواجه الناشرين ودور مديرو المعارض فى تذليل هذه العقبات.

وبدأ بشار بشارو الأمين العام لاتحاد الناشرين العرب كلمته أن معارض الكتاب هى الرسالة التى تحتضن رسالة المبدعين والناشرين وتعانى من مشاكل مثل: تشدد الرقابة فى المعارض العربية، متى تستوعب الجهات المختصة أن عصر الرقابة انتهى، وأن السياسة أصبحت هى الأساس للبلاء وتفرقة الشعوب.

مضيفا أن هناك تمييز فى الأسعار بين الناشر المحلى والدولى، ولذلك نريد وضع معايير مهنية وأسس واضحة لخدمة أهداف سامية مرتبطة بتلك الصناعة الثقافية، وأهمية مواجهة القرصنة والكتب المزورة، ووضع لائحة سوداء للمخلين بالقواعد وأنظمة المعارض.

حقوق الملكية الفكرية

وقال جوزيف أديب صادر، رئيس اللجنة العربية العربية للملكية الفكرية باتحاد الناشرين العرب أن المادة السابعة والعشرين من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان نصت أنه "لكل فرد الحق فى أن يشترك اشتراكا حرا فى حياة المجتمع الثقافى وفى الاستمتاع بالفنون والمساهمة فى التقدم العلمى والاستفادة من نتائجه".

وتنص أيضا على أن "لكل فرد الحق فى حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمى أو الأدبى أو الفنى".

وإذا كان الإبداع هو إنتاج الفكر ومُلك المبدع، فللآخرين حق مؤكد بالاستفادة لكن من دون تشويهه سرقة، واستخدامه فى وجه غير مشروع وغير شرعى وسلب المبدع حقه من الإفادة من نتاجه ماديا ومعنويا، ولا سيما ونحن اليوم فى عصر التدفق العالمى للمعلومات العالمى عبر شبكات الإنترنت وملحقاتها فى التوصيل والتواصل.

من هنا تأتى ضرورة القرار السياسى والقانونى والتشريعى بالعناية القصوى للحماية الفكرية فى مختلف الميادين القانونية والقضائية والسياسية والتشريعية، كما يجب أن يكون هناك محاكم ونيابة عامة متخصصة بالملكية الفكرية تراعى أمامهم أصول خاصة موجزة، قد يساهم فى اتخاذ قرارات أكثر واقعية تناسب قضايا حماية الملكية الفكرية، مما قد يؤدى إلى جعل أوطاننا مركزا آمنا للكثير من الشركات العالمية.

وطالب جوزيف بضرورة اصدار تشريعات خاصة فى مجال النشر الإلكترونى وما يتعلق بالنشر بشكل عام، واعتبار التقليد جناية وليس جنحة، متسائلا كيف أن سرقة ملكية عقار جناية وسرقة ملكية كتاب جنحة؟

وقال خالد قبيعة رئيس لجنة المعارض العربية والدولية الأسبق نحن فى أمس الحاجة إلى ابتكارات جديدة فى معارض الكتاب، من أجل ربط العلاقة بجمهور القراء، والمسئولون عن الإسهام فى كل المشاريع التى من شأنها إعادة أمة اقرأ إلى القراءة، وعن إنجاح مشاريع القراءة واستعادة مجد الكتاب، فالقراءة أو الكتاب مفتاح كل نهضة وبوابة كل حضارة ورقى.

حلمى النمنم

محو الثقافة بدلا من محو الأمية

وحذر ناصر عاصى رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة باتحاد الناشرين العرب من أن تتحول صالات المعارض إلى صالات للألعاب الإلكترونية والأدوات الترفيهية وغيرها، ويصبح الكتاب مادة للمتحف، مؤكدا أننا إذا لم ننتبه إلى حجم الأزمة التى نعيشها فى ظل الأمواج المرتدة إلى الخلف، على مستوى النشر والتوزيع، سنتجه إلى محو الثقافة بدلا من محو الأمية الذى عملنا ونعمل لإنجازه منذ زمن بعيد، فالأمم تنهض بالعلم والمعرفة الموجودين فى بطون الكتب وليس محو الثقافة سوى محوا لوجودنا، ومحوا للإنسانية والإنسان.

جانب من الحضور

وأوضح العاصى أنه من قبل لم يكن الناشرين يستطيعون إنتاج ما هو مطلوب لكثرته، فالحكومات كانت تلتهم الكتب من خلال الوزارات والمراكز المعنية بالكتاب، وكان أقل كتاب يطبع منه 5 آلاف نسخة وتوزع سلفا، وكانت الناس تقف فى الطوابير لطلب الكتاب، لقد كان الكتاب عزيزا فأعزنا وكان القائمون على المعارض يجتهدون لدعوتنا كناشرين ويتسابقون على تكريمنا وكان الجناح فى المعرض مجانيا وكلفة الوصول إلى البلد المضيف سهلة من الجوانب كافة لجهة التأشيرة والفندق والمصاريف ناهيك عن الحفاوة واللقاءات المميزة كأننا فى عرس هو ليس إلا عرس الكتاب، اما مصاريف الانتاج فلم تكن تحتسب أمام إنتاجنا الكبير وما تنتهى سعادة حتى تبدأ سعادة، فأين نحن الآن من هذا كله؟

لا أريد أن استعيد العصر الذهبى للكتاب إنما أطلب جزءا مما كنا نعيشة بل جزءا بسيطا ندعوكم إلى العمل عليه

وأضاف العاصى أنه منذ تأسيس اتحاد الناشرين العرب بدأ العمل على تعزيز علاقة الاتحاد بإدارات المعارض العربية، خدمة للمعارض والناشرين، وتأسست لجنة مديرى المعارض العربية للكتاب، وعقد المجلس خمسة اجتماعات فى 1999، و2000، و2001، والأخير كان فى عمان بالأردن 2002، ثم انقضت كل هذه السنوات دون أى لقاء أو اجتماع يكمل ما تم التوقف عنده آنذاك، حيث لم يحقق الاتحاد أى تواصل فعال لمتابعة مدراء المعارض وأيضا لم يُفعل مدراء المعارض الأساسيات التى تم الاتفاق عليها، ومنها الكثير الذى يخدم إقامة الذى يخدم إقامة المعارض وتطورها لصالح الطرفين

وتم طرح 10 أسباب رئيسية لتنظيم اجتماعات المدراء مع اتحاد الناشرين العرب لإقامة معارض الكتاب العربية واستمرارها، تركزت على عدة نقاط وهي: استعراض الأهداف والمعطيات الأساسية من إقامة المعارض العربية للكتاب، إبراز الدور الحضارى للناشر العربي، تذليل المعوقات التى تعترض مشاركة الناشرين العرب أعضاء الاتحاد، تحقيق التواصل المهنى بين جميع العاملين فى حقل العلم والثقافة، تنمية التعاون والتفاعل الثقافى والحضارى بين البلدان المشاركة، تحقيق امتيازات خاصة للناشرين العرب أعضاء الاتحاد، تشجيع أعضاء الاتحاد على شراء الحقوق والنشر المشترك، توسيع مجالات التعاون الثقافى وتوطيد العلاقات العربية- العربية، والأوروبية العربية، تحديد مواصفات الناشر العربي، التأكيد والحرص على احترام وتطبيق حماية حقوق الملكية الفكرية والأدبية فى المعارض العربية للكتاب.

إسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية

المعارض العربية الواقع والطموحات

ويقول أحمد فهد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين ونائب رئيس اتحاد الناشرين العرب إن معارض الكتب فى أى دولة تعتبر المؤشر الحقيقى لقياس الحالة الفكرية والثقافة التى تعيشها الدولة وهى مقياس لحركة صناعة النشر والتأليف التى تعيشها الدولة وترجمة حقيقية لواقع الدول العلمية والثقافية مما يساعد فى معرفة المجتمع من خلال ما تتضمنه معارض الكتب من إنتاجات فكرية وعلمية وثقافية وأدبية

وتعتبر المعارض هى أكبر ملتقى فكرى يجتمع محبى الثقافة والفكر تحت سقف واحد للاستفادة من بعضهم البعض والتعاقد على نشر الكتب وطباعتها وتوزيعها ولمواصلة مسيرة الحركة الفكرية والعلمية والثقافية من خلال بوابة ضخمة يتوافد إليها العلماء والأدباء والمفكرين فى مشهد لمعرفة توجهات الشعوب الفكرية مما يساعد الناشرين وكذلك المؤلفين فى صناعة ما يحتاجة كل شعب فى كل دولة والمعارض تساعد الدول فى ممعرفة واقع شعوبها الفكرية وتطلعاتهم من خلال هذه الصناعة العملاقة.

جانب من المؤتمر 

وقدم الحمدان مقارنة بين المعارض فى الدول العربية ومثيلتها فى الدول الأجنبية مؤكدا أن مفهوم معارض الكتب فى الدول المتقدمة هو المكان المخصص لعرض الإنتاج الفكرى لأى ناشر فى أى دولة للسنوات الأخيرة ولالتقاء بين صناع النشر فيما بينهم والتعاقد مع جميع دور النشر ومراكز البحث والجامعات وتمتاز المعارض فى دول العالم المتقدم أنها معارض للعرض والتعاقدات لا للبيع والتسويق، وجميع المعارض فى الدول المتقدمة تختار توقيت المعارض بدقة متناهية ولا يكون بين المعارض تصادم فى المواعيد، ولا يوجد لديهم فكرة لتمديد المعرض مهما كانت الظروف لأنهم يدركون أن جميع الناشرين مرتبطين بحجوزات مسبقة عكس بعض المعارض العربية.

كما أنه فى المعارض الأجنبية لا يعرض أى شى ليس له صلة بالكتاب الورقى والرقمى حيث أن المعرض مسماه معرض الكتاب الدولى وعلى عكس الدول العربية يعتبر المعرض عبارة عن سوق عاما للكتاب وغير الكتاب.

وتعتبر صناعة معارض الكتب لدى العالم المتقدم ثقافة مؤلفة من مجموعة نقاط عمل منظمة تهدف لتحقيق انجاز فكرى منظم فى اقامة صناعة متطورة من شأنها ربط الناشرين والمؤلفين ومراكز البحث فيما بينهم.

ان مفهوم صناعة معارض الكتاب فى العالم المتقدم مختلفة تماما عن ما هو عليه فى عالمنا العربى حيث أن معارض الكتب فى الدول العربية قاطبة عبارة عن سوق كبير أشبه ما يكون بسوق عكاظ يعرض فيه كل ناشر ما لديه سواء كتاب أو شريط أو ملصقات وبعضهم يعرض لعب أطفال مما أساء إلى سمعة الناشر فى الوطن العربى وأصبح الناشرين الأجانب لا يرغبون المشاركة فى المعارض العربية مباشرة إلا عن طريق وكيل لأنهم غير مقتنعين بهذا الفكر التخطيطى والنظرة الضيقة لمفهوم صناعة معارض الكتاب.

محمد رشاد وحلمى النمنم

توصيات حيز التنفيذ

وفى نهاية المؤتمر خرج المشاركون بمجموعة من التوصيات جاء أهمها: أنه لن يتم اعتماد أى معرض فى المستقبل إلا باعتماد لجنة مديرى المعارض العربية باتحاد الناشرين العرب، وسوف يتم تنظيم المؤتمر بصفة دورية كل عام بمكتبة الإسكندرية، واعتماد اتحاد الناشرين العرب الممثل الرسمى للناشرين العرب وأولوية المشاركة لأعضائه، ووضع معايير واضحة للمشاركة فى المعارض ومراجعة التراخيص أو التدقيق فى البيانات، وتحقيق رسوم الاشتراك على ألا تتجاوز 110 دولار للمتر كحد أقصى بسبب الظروف الاقتصادية، والتعاون بين المعارض فى تنسيق مواعيد بدايات ونهايات المعارض حتى لا يحدث تضارب بين معرض وآخر، وضرورة وضع آلية للحد من الرقابة على الكتب، والتطبيق الحازم لحقوق الملكية الفكرية، ومنع وجود الألعاب بأجنحة الكتب، وتوفير وسائل الاتصال من شبكة الإنترنت والاتصالات بالمعارض، وتوفير المساعدة لذوى الاحتياجات الخاصة، والعمل على تسهيل مشاركات السوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين بسبب ظروفهم ومنعهم من المشاركات، وأن تلتزم شركات الشحن بعدم شحن أى بضاعة للمعرض إلا إذا كان هناك موافقة على مشاركة هذه البضاعة بالمعرض.

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة