على مدار الشهور الماضية، شهدت الأوساط السياحية جدلا واسعا حول عمل شركة JWT المسئولة عن الحملة الترويجية لمصر بالخارج لمدة 3 سنوات وفقا لتعاقدها مع هيئة تنشيط السياحية، واتهامها البعض بالفشل فى حملاتها الترويجية، وأصبحت الشماعة التى علق عليها البعض تراجع الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال العام الماضى، وكأن الشركة تمتلك العصا السحرية لاستعادة السائحين، وتناسى الجميع الظروف التى مرت بها البلاد والحصار الذى فرض عليها منذ حادث الطائرة الروسية فى نهاية أكتوبر 2015، والتى ادت لانحصار الحركة السياحية، بل وصل الأمر لشن حملة ممنهجة لتشويه سمعة الشركة واتهامها بالتلاعب فى الفواتير المتعلقة بالحملة الترويجية لمصر بالخارج.
موافقة مدير المكتب السياحى بلندن على الخطة الإعلامية والمواقع والأسعار
والتزمت الشركة الصمت حفاظا على الصورة الذهنية لمؤسسات الدولة، حتى لا يؤثر ذلك على المعاملات التجارية بين الشركات العاملة بسوق العلاقات العامة والحملات الإعلانية مع وزارة السياحة المصرية.
الفاتورة الخاصة بالشركة المنفذة لإعلانات الأوت دور
أصبحت الشركة الآن بين المطرقة والسندان، فهى المنوط بها الدعاية والعمل على تحسين صورة مصر بالخارج سياحيا، والدفاع عن نفسها ضد الحملة الممنهجة التى يقودها بعض المتربصين داخل مصر، مما أدى إلى تخوف بعض المسئولين من التوقيع على المستحقات المالية التى تتجاوز 16 مليون دولار للشركة، والذى بدوره يقوم بتعطيل الحملات الإعلانية بالخارج، وخصوصا أن الحملة لها فترة زمنية محددة وفقا للعقد وهى 3 سنوات، مما دعا الشركة بسداد المستحقات من رأس مالها الخاص لاستكمال أعمالها المرتبطة بالمدة الزمنية حفاظا على سمعتها .
صورة من أماكن الحملة
وحصل "اليوم السابع" على مستندات تكشف الادعاءات الزائفة التى تم الترويج لها فى عدد من وسائل الإعلام، بأن قرار إنهاء ندب عمل رشا العزايزى كمديرة للمكتب السياحى فى لندن، جاء لرفضها التوقيع على فواتير لصالح شركة الدعاية المتعاقدة معها الوزارة على حملة بمبلغ 2 مليون دولار، لعدم اقتناعها بسلامة الأوراق والفواتير المرسلة إليها عن إعلانات هذه الحملة فى شوارع لندن، كما طلبت مطابقة الإعلانات بالفواتير بالمواقع التى تم وضع هذه الإعلانات فيها، ولكن الحقيقة التى كشفتها المستندات تؤكد موافقة "رشا العزايزى" على الحملة الترويجية التى تم إطلاقها فى السوق الإنجليزى بكافة أسعارها، خلال الفترة من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر 2016 بتكلفة إجمالية تبلغ مليونا و411 ألف إسترليني، وتضم الحملة الإعلان بـ246 موقع "آوت دور" وميدان بيكاديللى بلندن، والإعلان بـ7 شاشات عرض داخل صالة 5 بمطار " هيثرو"، و5 إعلانات بمدخل اوكسفورد ستريت، وكذلك ميدان "شورديتش" فى سنتر غرب لندن، و50 موقعا بالأندرجراوند، كما تضمنت الحملة الإعلانات بوسائل النقل "100 تاكسى – 55 باص" وعدد من محطات المترو .
مواقع إعلانية للحملة فى مترو لندن
واللافت للنظر أن مديرة المكتب السياحى بلندن، وافقت على الحملة الإعلانية بعد دراسة استمرت 6 شهور تقريبا، حيث أرسلت الشركة خطتها الإعلانية لمكتب لندن فى مايو 2016، ووقعت "رشا العزايزى" عليها بتاريخ 20 أكتوبر 2016، قبل فعاليات معرض WTM بأقل من 14 يوما، مما يؤكد سوء النية والتربص بالشركة لوضعها فى حرج أمام المستثمرين والرأى العام، إلا أن شركة JWT نجحت فى تنفيذ حملاتها وحجزت المساحات الإعلانية وفقا للخطة المعتمدة رغم ضيق الوقت، وتحملت الشركة حينذاك هجوم وسائل الإعلام وعدد من المستثمرين لتأخر الحملة بالسوق الإنجليزى، ورفضت الشركة الإفصاح عن تقاعس مديرة المكتب السياحى بلندن عن أداء دورها وتعطيلها للحملة الترويجية.
مواقع إعلانية للحملة فى مترو لندن
وكشفت المراسلات التى حصلت عليها "اليوم السابع" أنه فى تاريخ 22 نوفمبر 2016 عقب انتهاء الحملة قامت الشركة بمخاطبة "رشا العزايزى" عبر البريد الإلكترونى لإرسال أى معلومات وتفاصيل خاصة بالحملة تحتاجها مديرة المكتب، وقامت الأخيرة بالرد على "الإيميل" بتاريخ 28 نوفمبر طلبت الشركة بإرسال تقرير مفصل بالحملة، وبتاريخ 30 نوفمبر قامت الشركة بإرسال التقرير، وتوقفت "رشا العزايزى" عن الرد على كافة الإيميلات المرسلة من قبل الشركة على مدار شهر ديسمبر الماضى، ماعدا يوم 28 من ذات الشهر حيث ردت "العزايزى" قائلة فى بريدها الإلكترونى أنها ستقوم باستئناف العمل عقب انتهاء إجازات الكريسماس، إلا أنها توقفت تماما عن الرد على المخاطبات المرسلة بتاريخ 3، 5، 16 يناير الجارى، وفوجئت الشركة بقيام مديرة المكتب بمخاطبة أحد الموردين المتعاملين مع "JWT" تطالب فيه بإرسال تقرير مفصل بالحملة متخطية الأعراف التجارية والتعاقدية.
موافقة مدير المكتب على الحملة الإعلانية
بالرغم من عدم أحقية مديرة المكتب السياحى بلندن من مخاطبة الشركة المنفذة للإعلانات "الآوت دور" المتعاملة مع "JWT" إلا أن الشركة أرسلت تقريرا مفصلا بالإعلانات ومواقعها، لوقف حملة التشكيك غير المبررة التى تقودها " العزايزى" ضد شركة الدعاية المسئولة عن الحملة الترويجية لمصر بالخارج، ولم تكتف مديرة المكتب بذلك بل تمادت فى تعطيل الحملة ورفضت التوقيع على الفواتير المتعلقة بالحملات الترويجية بالأسواق التى تشرف عليها وفقا للنطاق الجغرافى للمكتب والتى تضم " انجلترا – السويد – الدنمارك" بتكلفة إجمالية قدرها 3 ملايين و200 ألف دولار، إلا بعد 5 أشهر من تنفيذ الحملة.
موافقة مدير المكتب على الحملة الإعلانية
ومن هنا نطالب الجهات الرقابية بمحاسبة "رشا العزايزى" لإضرارها بالمال العام، وتصدير صورة سيئة عن مصر بالخارج لعدم الالتزام بسداد المستحقات المالية للشركات العالمية المتعاقدة معها لحجز مساحات إعلانية للترويج لمصر، ودفع غرامات فى حالة التأخير، فقد وافقت "رشا العزايزى" على بتاريخ 31 أغسطس الماضى على حجز مساحات إعلانية بالدورى الإنجليزى المقام خلال الفترة من سبتمبر 2016 حتى مايو 2017، كما وقعت على شرط دفع غرامة تأخير قدرها 8 % من إجمالى التعاقد فى حال عدم السداد وبعد ذلك رفضت التوقيع على الفواتير، مما اضطر شركة " JWT" بسداد 326.700 ألف جنيه استرلينى للحفاظ على سمعتها عالميا والتزاما مع عملائها.
موافقة مدير المكتب على الحملة الإعلانية
واستمرت الحملة الممنهجة ضد شركة "JWT" لتعطيل الحملة الترويجية لمصر بالسوق الألمانى الذى يعد من أهم الأسواق المصدرة للسياحة المصرية، والتى قادها تامر مرزوق مدير المكتب السياحى ببرلين سابقا، ورفض التوقيع على الفواتير المتعلقة بالحملة الإعلانية " الديجتيال" التى بدأت من فبراير إلى يوليو 2016، وتم استكمال الحملة " ديجتيال- آوت دور – وتليفزيون" خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 31 ديسمبر 2016، بإجمالى تكلفة 7 ملايين دولار.
موافقة مدير المكتب على الحملة الإعلانية
وحصل "اليوم السابع" على مستندات تؤكد موافقة مدير المكتب السياحى ببرلين على الخطة الإعلانية، وكذلك توقيعه على الفواتير المتعلقة بالحملة خلال الفترة من فبراير إلى يوليو 2016، إلا أنه رفض التوقيع على باقى مستحقات الشركات برغم وجود تقارير بكافة التفاصيل المتعلقة بالحملة، بل قام أيضا بتعطيل الحملات الترويجية فى كل من "بولندا – سويسرا – النمسا" الواقعة تحت إشرافه وفقا للنطاق الجعرافى بتكلفة تبلغ مليون و400 ألف دولار.
والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا قام مديرا مكتبى برلين ولندن بتعطيل الحملات الترويجية لمصر فى 7 دول مصدرة للسياحة المصرية، ولمصلحة من يعمل هؤلاء؟!.. فلم تشهد شركة "JWT" هذه المشاكل فى الأسواق الآخرى ونفذت حملاتها بالسوق الإيطالى – البلجيكى- الأسبانى- التشيكى – الأوكرانى – الهولندى – الصينى- السوق العربى" بتكلفة قدرها 7 ملايين دولار.