"سنعتبر القوات الأمريكية فى العالم وخاصة فى منطقتنا كداعش".. بهذه الكلمات استبق قائد الحرس الثورى الإيرانى محمد على جعفرى، قرارات الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، والتى قال عنها "ستسمعون شيئًا عن إيران قريبًا جدًا" فيما يتعلق بالبرنامج النووى وتعامله مع إيران، حيث أطلقت طهران تهديدات استباقية حذرت فيها من إدراج قوات الحرس على قوائم الإرهاب والتعامل معها وفقًا لقانون "كاتسا"، وأكدت أن تنفيذ هذا القانون بمثابة خروج أمريكى أحادى الجانب من الاتفاق النووى.
قادة الحرس الثورى والمرشد الأعلى
تجدد المواجهة بين الإدارة الأمريكية برئاسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والحرس الثورى الإيرانى، جاء على خلفية تصريحات أطلقها ترامب الخميس الماضى، قال فيها إن "إيران لم ترق لروح الاتفاق النووي مع القوى العظمى"، وأكد خلال لقائه مع قادة عسكريين فى البيت الأبيض ضرورة "وضع حد للطموحات النووية الإيرانية"، متحدثًا عما وصفه بـ"عدوان" طهران فى منطقة الشرق الأوسط، وقال ترامب للصحفيين إنهم سيسمعون قريبًا عن نواياه تجاه إيران.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
ما هو قانون كاتسا؟
تصريحات قائد الحرس الثورى عن قانون "كاتسا" أثارت التساؤلات حوله، ومدى تأثيره على إيران وقوات الحرس الثورى حال استخدامه ضدها، فما هو "كاتسا"؟
قانون كاتسا أقره مجلس النواب الأمريكى بشبه إجماع فى الـ25 من يونيو الماضى، وهو مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية. وحاز على تأييد ساحق إذ لم يعترض عليه إلا 3 نواب فى حين صوت لصالحه 419 نائبًا. ويهدف إلى تعزيز الضغوط على خصوم الولايات المتحدة بهدف إبقاء الأمريكيين آمنين، بحسب رئيس مجلس النواب بول راين، وكاتسا اختصار لـCountering America's Adversaries Through Sanctions Act.
وفيما يتعلق بإيران، يركز القانون الذى تم إعداده فى مجلس الشيوخ الأمريكى، فى الـ17 من يناير والتصويت عليه بـ98 صوتا، على التصدى لزعزعة الاستقرار الذى تتسبب فيه طهران، كما أنه يفرض عقوبات ضد الأشخاص المرتبطة بالقدرة الدفاعية وبرنامج التسلح الإيرانى، ويشمل القانون الأشخاص المرتبطة بالبرنامج الصاروخى والباليستى أو الشخصيات ذات صلة ببرنامج الصواريخ، وأصبح معروفا بقانون "كاتسا".
قوات الحرس الثورى الإيرانى
تأثير القانون على إيران
وفى حال تعاملت الإدارة الأمريكية وفقا لقانون "كاتسا"، بما أنه يشير صراحة إلى إيران وبرنامجها الصاروخى والباليستى الذى ترى الإدارة أنه بات مصدر تهديد للمنطقة، فسوف تكون إيران على موعد مع عقوبات أكبر بشكل غير مسبوق، خاصة على قطاع التسليح، والقادة والشخصيات البارزة فى الحرس الثورى ممن يعملون على تطوير البرنامج الصاروخى، وهو ما دفع قائد الحرس الثورى بربطه بالاتفاقية النووية الموقعة فى مايو 2015، وإطلاق تحذير مسبق للرئيس الأمريكى من تطبيقه، قائلاً "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر تنفيذ قانون كاتسا بمثابة الخروج الأمريكى أحادى الجانب من الاتفاق النووى".
ويشكل إدراج القانون للأشخاص والكيانات التى تساهم فى تقديم دعم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر للبرنامج الصاروخى الإيرانى على قوائم العقوبات، ناقوس خطر للحرس الثورى الذى أصبح يشعر باقتراب وضعه على لائحة الإرهاب، فمن الممكن من خلال القانون أن يدرج الحرس على القوائم الإرهابية وهو ما تراه طهران يشكل تهديدا كبيرا على هذه القوات التى أصبحت تمثل ذراعها فى المنطقة، والأداة التى تنفذ من خلالها أجندتها الخارجية ما سيتسبب فى عرقلة نشاطات هذه المؤسسة فى المنطقة.
وهو ما يفسر أيضا مخاوف قائد الحرس الثورى على جعفرى التى تجلت فى تصريحاته، يوم السبت، والتى هدد فيها باستهداف القوات الأمريكية، قائلاً "لو صحت الأنباء الواردة بوضع الحكومة الأمريكية الحرس الثورى فى لائحة الجماعات الإرهابية، فإن الحرس سيعتبر الجيش الأمريكى أيضا فى العالم كله خاصة فى منطقة الشرق الأوسط على غرار داعش.. حال تنفيذ قانون إجراءات الحظر الجديدة فإن الولايات المتحدة عليها نقل قواعدها الإقليمية إلى أبعد من مدى الصواريخ الإيرانية البالغ 2000 كيلومتر".
ويمكن النظر إلى قانون "كاتسا" باعتباره قانونا يفسر التوجه الأمريكى للتصدر لسياسات طهران التى تهدد حلفاء واشنطن فى المنطقة، كما أنه قانون يحكم العلاقة بين الولايات المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة التى ترفض إرث الرئيس الأمريكى السابق ـوباما الذى وقعت إدارته الاتفاقية النووية فى مايو 2015 مع إيران التى تصف أمريكا بالشيطان الأكبر.
تهديدات الحرس الثورى الإيرانى جاءت متزامنة مع استعراض القوة الذى أجرته بحريته فى مياه الخليج العربى تحت اسم "اقتدار"، وقال قائد المنطقة الرابعة للقوة البحرية للحرس الثورى الأدميرال منصور روانكار إن الهدف من هذه الخطوة هو استعراض مدى جاهزية الوحدات البحرية للدفاع عن مياه البلاد في منطقة الخليج، وأشار إلى مشاركة أكثر من 110 من السفن المزودة بالقاذفات وراجمات الصواريخ البعيدة المدى والمتوسطة المدى والقصيرة المدى وسفن زراعة الألغام ودوريات الاستطلاع والدفاع الجوى والإسناد والإمداد فى هذا الاستعراض للتاكيد على جاهزيتها لصد أى عدوان محتمل. وجرى على هامش الاستعراض إقامة معرض لمعدات القوات البحرية.
روحانى وقائد الحرس الثورى
كما جاءت تهديدات الحرس الثورى باعتبار واشنطن منسحبة من الاتفاق النووى بعد يوم من تحذيرات الرئيس حسن روحانى، للولايات المتحدة الأمريكية من مغبة الرجوع للوراء فى الاتفاق، وأكد "روحانى" فى كلمة ألقاها بجامعة طهران بمناسبة بدء العام الدراسى الجديد بالجامعات الإيرانية، أنه لا رجعة عن الاتفاق النووى، قائلاً "لا أحد يستطيع العودة إلى الوراء "لا ترامب ولا غيره.. ولا 10 من أمثال ترامب فى العالم".