- "الفيروز" من 200 إلى 4 آلاف جنيه.. والعقيق يبدأ من 60 جنيهًا
على بعد أمتار من مسجد الحسين، تقع حارة الصالحية بشارع المعز لدين الله الفاطمى وهى أشهر الأسواق المتخصصة فى تجارة الأحجار الكريمة بسوق الصاغة، ورغم التأثيرات السلبية التى تعرضت لها هذه المنطقة نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، مازالت تحتفظ بسمعتها كمقصد للزبائن الباحثين عن الأحجار الكريمة، ولكن ليس بغرض الزينة كما هو الحال بالنسبة للسيدات المحبات لارتداء الذهب أو الألماس، بل هناك من يبحث عن الأحجار بغرض الشفاء من الأمراض.
تحول أصحاب محلات بيع الأحجار الكريمة فى حارة الصالحية إلى ما يشبه الطبيب المعالج، هناك من يأتى بحثًا عن حجر من الأحجار لفك الضيق، كما يحكى أحمد الدرينى، بائع بأحد محلات حارة الصالحية، فينصحه البائع بأن يشترى حجر العقيق، لأن العقيق "بيفك الضيق" كما يقول البائعون فى المحلات، وهناك صنف آخر من المواطنين يأتى لطلب نوع معين من الأحجار، وهذا النوع يأتى ومعه روشتة طبيب معالج بالأحجار الكريمة.
ويوضح أحمد الدرينى، أن هناك طاقة شفائية لكل نوع من أنواع الأحجار الكريمة، وهناك مراكز متخصصة فى تحديد نوعية الطاقة الشفائية لكل نوع من هذه الأحجار، مشيرًا إلى أن هذه الطاقة الشفائية تعتمد بالأساس على ما أسماه "7 شاكرات" وهى عبارة عن 7 مراكز للطاقة موزعة على جسم الإنسان، ومعالجة هذه المراكز السبعة هى ما يبحث عنه عدد كبير من الزبائن فى حارة الصالحية.
ويقول الدرينى، أن كافة هذه الأحجار تأتى مستوردة من الخارج ولا يوجد منها محلى، حيث تعتبر البرازيل واليمن من أشهر مناطق استخراج هذه الأحجار فى العالم، والصينيون يستوردون هذه المواد الخام لأنهم من أمهر الدول فى صناعة ماكينات تشكيل الأحجار، لذلك فهم من أكبر مصدريها، أما فى مصر فهناك عدد من الورش الصغيرة المتخصصة فى تشكيل هذه الأحجار وأغلق منها عدد كبير بسبب ارتفاع الأسعار والمستمر منها يعمل فى صناعة السبح فقط.
ويبدو أن هناك عددًا كبيرًا من بائعى الأحجار الكريمة فى حارة الصالحية على اقتناع تام بالجدوى الشفائية لهذه الأحجار، كما يؤكد أحمد الدرينى، خاصة أنه كان شاهدًا على عدد من الحالات التى كانت تعانى من بعض الأمراض وشفيت بعد اقتناء الأحجار الكريمة، نظرًا للترابط الكبير بين مكونات حجم الإنسان والأحجار الكريمة - على حد وصفه.
متوسط أسعار الأحجار الكريمة ارتفع بنحو 200%، نتيجة ارتفاع تكاليف الاستيراد، وفقًا لكريم مسعود أحد بائعى حارة الصالحية، ورغم ذلك ما زال فى متناول المواطنين، فالأسعار تحدد وفقًا للوزن بالجرام ودرجة النقاء، فمثلاً هناك أنواع من الفيروز أسعارها وصلت إلى 400 جنيه للحجر مقابل 200 جنيه قبل الارتفاع الأخير، ونوع آخر يصل سعره إلى 4 آلاف جنيه لأنه أعلى فى درجة النقاء، أما العقيق تبدأ أسعاره من 60 جنيهًا حسب الحجم، ومن أشهر أنواع الأحجار المرجان والياقوت والزمرد والكهرمان والزفير والفيروز وأنواع أخرى كثيرة، وصناعة وتشكيل هذه الأحجار لم يعد لها وجود فى الصالحية نتيجة ارتفاع أسعار الخامات، والورش المتبقية تحولت من صناعة الفضة إلى النحاس لارتفاع الأسعار، أما بالنسبة لحركة البيع والشراء يرى أحمد شعبان صاحب محل فى الصالحية أنها تعتمد إلى حد كبير على طلبات الزبائن الباحثين عن العلاج بالأحجار الكريمة، بسبب اقتناعهم الشديد بتأثير قوة هذه الأحجار على طاقتهم، لافتًا إلى أن غالبية الزبائن من السيدات وبدأ الرجال مؤخرا فى الإقبال على شراء الأحجار لارتدائها حول معصم اليد أو حول الرقبة.
ولجأت بعض محلات بيع الأحجار الكريمة فى الصالحية بتعليق لافتات توضح فيها مراكز الطاقة السبعة للترويج للأحجار وقدرتها العلاجية، ولكن هذه المحلات لا تلجأ لتقديم وصفات للعلاج، كما يقول بائع فى أحد هذه المحلات يدعى "حمص"، فدورها ينحصر فقط على تلبية طلبات الزبائن سواء من يبحث عن العلاج بالأحجار أو من يرغب فى شراء السبح.
وعن الطاقات الشفائية للأحجار الكريمة، يقول أحمد شعبان، إنه لكل حجر من الأحجار الكريمة مجموعة من الخواص العلاجية والشفائية، وبعضها متخصص فى شفاء نواحى جسدية ونفسية، وعلى سبيل المثال أحجار الأوبال والتوباز تلعب دورًا كبيرًا فى تعزيز الطاقة لعلاج الإجهاد والضعف، وهناك زبائن تأتى لتحصل على أحجار الكهرمان والغالينا واليشب الأسود والأوبال الأزرق والبيريت لمعالجة الالتهابات، بالإضافة إلى العقيق البنفسجى واليمانى والأباتيت الأزرق والكالسيت الأزرق والتورمالين الأزرق لمعالجة نوبات الصداع.
وفى المقابل، قدر محمد عارف رئيس شعبة الأحجار الكريمة التابعة لغرفة صناعة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات المصرية، حجم أعمال صناعة الأحجار الكريمة فى مصر بنحو 200 مليون جنيه، وتسعى الشعبة خلال الفترة المقبلة لتكثيف التواجد على المستوى الخارجى لاسيما فى الأسواق الخليجية، مشيرًا إلى أن صناعات الأحجار الكريمة من أقدم الحرف التى اشتهر بها المصريون القدماء، وهو ما يعزز من فرص الترويج لهذه الصناعة المصرية بالخارج، ومنافسة المنتجات الصينية والهندية والباكستانية.
وأكد "عارف"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن تجار منطقة شارع المعز يفضلون التعامل مع المستورد بدلاً من الاعتماد على الصناعة المصرية، علمًا بأن رفع الجمارك على استيراد هذه المنتجات الهدف الرئيسى منه تشجيع الصناعة المحلية، وتوفير بديل محلى يلبى طلبات السوق المحلية.