خالد إبراهيم يكتب: فلسفة الصعب والأصعب وعذاب الاختيار بين عالمين

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 08:00 ص
خالد إبراهيم يكتب: فلسفة الصعب والأصعب وعذاب الاختيار بين عالمين مسلسل بين عالمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خالد-ابراهيم
خالد ابراهيم

 

قليلة هى الأعمال الفنية التى تلهث وراء الفكرة، فليس من باب المبالغة القول إن أغلب الأعمال الفنية فى السينما والدراما والمسرح، أصبحت موضوعاتها تناقش بشكل ظاهرى، وتأخذ السطح ساحتها، وتجد فى القشور غايتها، ثم تغلفها بشكل فنى وجمالى لتقدم للمتلقى كالوجبة المتكاملة، ولكنها فى حقيقة الأمر  وجبة"ناقصة سوى" .

أصعب ما يمر به الشخص هو الاختيار بين الصعب والأصعب، وهى قضية فلسفية شائكة، تجاوزت السؤال الأزلى الأصعب .. "الإنسان مسير أم مخير" .

مؤلف مسلسل "بين عالمين" حسم المسألة من وجهه نظره، وأقر بأن الإنسان سيظل مخيرا فى حياته حتى تحين لحظة ما تغيب فيها الاختيارات فيصبح فى النهاية مجبرا على السير فى الطريق الذى خير فى البداية أن يسير فيه .

إذا أتيحت لى فرصة اخيتار الحدث الفنى "الأصوب" فى عام 2017 ، فبلا شك سيكون اختيارى هو "خروج مسلسل بين عالمين من السباق الرمضانى"، لعدة أسباب أبرزها من وجهه نظرى هو عدم إيمانى بمقولة أن العمل الجيد يفرض نفسه، لأن الأمر لم يعد مقتصرا على تميز العمل فنيا ودراميا فقط، ولكن لأمور أخرى مثل تعددية الأعمال فى شهر رمضان وكثرتها وعوامل أخرى تتعلق بالتسويق وسياسة فتى الشاشة الأول والعائدات وغيرها من الأمور التى "أكلت" من نصيب الدراما نفسها.

أدهشنى إلى حد كبير مسلسل "بين عالمين" للنجمين طارق لطفى وهشام سليم وتأكد يقينى بأن هذا العمل كان سيظلم إذا عرض فى شهر رمضان الماضى، وأعتقد أن مقولة "رب ضارة نافعة" تنطبق تماما على هذا العمل .

وضعنا مخرج المسلسل وكاتبه منذ المشهد الأول للحلقة الأولى أمام المدفع وجعلانا نترقب ونتساءل .. ماذا سيفعل البطل حيال أول اختبار يضعه فيه رجل مقنع مجهول يأمر بإنجاز مهمة ما، أقرب للمهمة المستحيلة .

 

بطلنا هو مروان المهندس بإحدى أكبر شركات تطوير العقارات فى مصر والشرق الأوسط، توضح مشاهد الفلاش باك، حيث صعد من موظف متوسط المركز إلى رئيس لمجلس إدارة الشركة، بالتعاون مع الرئيس السابق لها "نادر" هشام سليم، الذى انتقل بدوره إلى منصب وزير الاسكان.

 

تبدو العلاقة بين نادر الرئيس ومروان المرؤوس، علاقة مثالية، حتى ذلك اليوم الذى يطلب فيه نادر من مروان ضرورة التخلص من "هشام" وإبعاده عن الشركة، وهى مهمة لا تقبل النقاش إما أن ينفذها ويترقى ويحصل على امتيازات أو  يسجن بسبب مال اقترضه من الشركة، وصعوبة المهمة فى أن هشام هو نسيب مروان أيضا وليس زميله فحسب.

 

التحديات لم تتوقف عند وصول مروان لمنصب رئيس الشركة فقط، ولكن مسئول "الكيان" الحقيقى يضعه فى اختبار جديد وأصعب وهو ضرورة الحصول على أرض ما خصصت لشركة منافسة وتبدأ الصراعات يتم اقحام ابنته فيها .

 

ما يحسب للمسلسل أيضا أن كل حلقة ـــــ بلا إستثناء ـــــ تضع بطلنا الرئيس أو أى بطل أخر امام اختبار جديد، أصعب من الاختبار الذى قبله، وعليه أن يختار ويتحمل عواقب اختياره .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة