لأول مرة منذ المقاطة العربية التاريخية لإمارة قطر الداعمة للإرهاب والتطرف فى المنطقة، وصل وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، إلى العاصمة القطرية الدوحة، ظهر أمس الاثنين، لبحث الملفات السرية بين بلاده و"تنظيم الحمدين".
وقالت مصادر خليجية، إن ظريف يزور الدوحة ليملى على أمرائها تحركاتهم فى المرحلة الدقيقة المقبلة، بعد أن مُنى الإرهاب فى سوريا والعراق واليمن بخسائر متلاحقة.
فيما قالت منى السليطى، المعارضة القطرية البارزة لـ"اليوم السابع" تعليقا على زيارة وزير الخارجية الإيرانى إلى قطر، إن زيارته تحمل العديد من علامات الاستفهام فى وقت يعانى فيه تميم بن حمد أمير قطر عزلة تامة، مضيفة أن زيارته تأتى ايضا للطمئنان على عناصر الحرس الثورى الإيرانى المنتشرين فى الدوحة لتأمين النظام هناك.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، بهرام قاسمى، إن ظريف الذى غادر طهران صباح الإثنين متوجها إلى سلطنة عمان "سيكون فى الدوحة بعد الظهر"، وفق ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية.
وتعد زيارة ظريف هى الأولى إلى قطر منذ أن أعلنت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات مع قطر فى الخامس من يونيو الماضى.
وكانت قطر قد أعادت سفيرها إلى طهران فى أغسطس الماضى، بعد عامين على سحبه، احتجاجاً على اقتحام متظاهرين للسفارة والقنصلية السعودية فى إيران.
وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن ظريق سيجرى محادثات حول العلاقات بين البلدين والأزمات فى المنطقة. وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الإيرانية: "سيلتقى ظريف نظيره القطرى محمد بن عبد الرحمن آل ثان، للتباحث فى التعاون الاقتصادى والأحداث الأخيرة فى سوريا والعراق واليمن ومجمل المسائل المتعلقة بالخليج العربى خصوصا سبل تعزيز التعاون فى المنطقة".
وفى وقت سابق، كشفت مصادر خليجية عن اتفاق بين أمير الأرهاب تميم بن حمد آل ثانى، مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى بإنشاء قاعدة عسكرية إيرانية بالدوحة، على غرار القاعدة التركية.
وسيتم إنشاء القاعدة خلال الفترة المقبلة، وهدفها حماية وتأمين إمارة الفتنة والإرهاب خاصة فى ظل الظروف التى تعيشها حاليا بعد المقاطعة المفروضة عليها من "الرباعى العربى" المكافح للإرهاب المدعوم من قطر مصر والسعودية والإمارات والبحرين.
وأكدت وسائل إعلام إيرانية وقطرية انعقاد لقاء سابق بين تميم الإرهاب وروحانى، من أجل تأسيس القاعدة العسكرية الإيرانية فى الإمارة الخليجية، بحجة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
كما كشفت المصادر الخليجية، عن دخول صواريخ ومعدات عسكرية للعاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة الأخيرة، من خلال شاحنات ضخمة كانت تدخل البلاد على أنها تحمل مواد غذائية ومساعدات طبية وغيرها.
ويتولى عناصر من الحرس الثورى الإيرانى تأمين القصر الأميرى ، تحت ذريعة وجودهم لتدريب بعض القوات. وقالت مصادر إن العناصر الإيرانية المتواجدة داخل القصر الأميرى الذى يتواجد به أمير قطر تميم بن حمد، ظهروا وهم يرتدون الزى العسكرى القطرى، لإخفاء هويتهم عن المترددين على الديوان، لافتة إلى أن هذا التواجد من جانب قوات الحرس الثورى الإيرانى يأتى كامتداد طبيعى للعلاقات بين البلدين خاصة عقب فتح الأجواء الإيرانية للطيران القطرى عقب قرار دول الخليج غلق الأجواء أمام الطيران القطرى.