دائمًا ما ترتبط الأفلام الدرامية الطويلة بالقصص والروايات، لما تحتويه من تفاصيل ومادة درامية دسمة، مليئة بالأحداث والحوارات وتوجه إليها أنظار صناع السينما لانتاج أفلامهم السينمائية، وبالرغم من ذلك لم تبتعد القصص القصيرة، عن تقدم إسهامات ليست بالقليلة فى عدد كبير من الأفلام التى طالما ظلت فى ذاكرة السينما وحفرت فى وجدان المشاهد.
ويأتى فيلم فوتو كوبى المعروض حاليًا بالسينمات من بطولة الفنان محمود حميدة والفنانة شيرين رضا، أحدث إسهامات القصص القصيرة فى السينما المصرية، ومن بين تلك الأعمال التى أخذت من وحى قصص قصيرة تأتى الأفلام التالية:
أهل القمة
مأخوذ عن المجموعة القصصية "الحب فوق هضبة الهرم" للأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، تحمل أسم "أهل القمة"، وتم تحويلها إلى فيلم مصرى اجتماعى تم إنتاجه عام 1981، من إخراج على بدرخان وبطولة عزت العلايلى ونور الشريف وسعاد حسنى وعمر الحريرى ونادية عزت وصبرى عبد المنعم، يدور حول الانفتاح الاقتصادى الذى تم فى فترة السبيعينات وتأثيره على المجتمع المصرى من خلال ثراء أحد النشالين عن طريق الانفتاح الاقتصادى وتهريب البضائع من الجمارك وظابط يرفض زواج النشال من أخته ويسعى للإيقاع به.
الحب فوق هضبة الهرم
أخذ هو الآخر من المجموعة القصصية التى تحمل نفس الأسم لنجيب محفوظ، وتم تحويلها عام 1986 إلى فيلم درامى، من إخراج عاطف الطيب من بطولة أحمد زكى وآثار الحكيم واحمد راتب، يدور حول مشكلة الشباب فى عدم القدرة على الزواج وقلة الدخل وعدم العثور على عمل مناسب أو السكن. وتدور القصة حول شاب وفتاة يتزوجان سرًا نظرًا لعدم القدرة على تكاليف الحياة الباهظة، وحين حاولا ممارسة الحياة الزوجية الطبيعية لم يجدا أفضل من جدران الأهرامات ساترًا لهما حتى وقعا فى قبضة بوليس الآداب.
"الشيطان يعظ"
مأخوذ عن قصة قصيرة تحمل اسم "الرجل الثانى" ضمن المجموعة القصصية "الشيطان يعظ"، فى عام 1981، تم تحويلها إلى فيلم دارمى من أخراج أشرف فهمي، وبطولة نور الشريف ونبيلة عبيد وفريد شوقى، وتدور قصة الفيلم حول عالم الفتوات فى الحوارى المصرية القديمة، حيث تبدأ القصة بموافقة الفتوة الأكبر على انضمام شاب إلى أتباعه، لكنه يطلب منه البحث عن أجمل فتيات الحارة، وعندما يعثر عليها الشاب يقع فى حبها ويتزوجها ويطلب الحماية من فتوة آخر معادٍ لفتوة حارته، لكنه يغتصب امرأته لأنها كانت مخطوبة للفتوة الآخر قبل زواجها من الشاب انتقامًا منه، وفى النهاية يعود الشاب معتذرًا إلى فتوة حارته وتحدث معركة تنتهى بمقتل فتوة الحارة الأخرى على يد الشاب ثم يقتل الشاب على يد أحد أتباع الفتوة المقتول.
"الراقصة والطبال"
مأخودة عن عن قصة قصيرة من مجموعة للكاتب الكبير احسان عبد القدوس، تم تحويلها فى عام 1990، إلى فيلم درامى من بطولة الفنانة نبيلة عبيد صلاح قابيل ومصطفى متولى، ويتناول بعض أنواع الظلم والتعسف في استعمال السلطة وضياع الأخلاق، ومن غير شرعية للعلاقة بين السياسة وراقصة معروفة والكشف عن أسرار وخبايا كبار المسؤولين في الدولة.
"سقطت فى بحر العسل"
مأخوذ عن أقصوصة من كتاب (البنات والصيف) عام ١٩٦٠، وإحدى قصص (زوجات ضائعات) ١٩٦٩، انتاج عما 1977، من أخراج صلاح أبو سيف وبطولة نادية لطفى ومحمود ياسين، وتدور القصة حول المهندس (بكر) القادم من قرية ريفية، على الفتاة الشابة (مايسة) في حفلة، ليقعا في الحب وتتعدد لقائاتهما ويتواعدا على الزواج، تكتشف مايسة بالصدفة أن بكر على علاقة بامراة أخرى وتقرر مواجهته، ليخبرها بأن للمرأة الأخرى فضل عليه، وتتصاعد الأحداث.
"فوتو كوبى"
أخذ الفيلم عن مجموعة قصصية بعنوان "إشي خيال" للكتاب هيثم دبور، من قصة تحمل اسم "فوتو كوبى"، وتم عرض الفيلم مؤخرا بالسينمات، "فوتو كوبي" إخراج تامر عشرى، تأليف هيثم دبور بطولة محمود حميدة، شيرين رضا، فرح يوسف، على طيب، أحمد داش ومن إنتاج "ريد ستار".
تدور أحداث الفيلم حول شخصية محمود، فى أواخر الخمسينيات من عمره، صاحب مكتبة لتصوير ونسخ المستندات فى حى عبده باشا، أحد أحياء الطبقة المتوسطة كان محمود يشتغل كعامل جمع فى إحدى مطابع الصحف المملوكة للدولة هذه المهنة انتهت حين شرع العاملون فى الصحافة باستخدام حواسيبهم الشخصية ويرسلون مقالاتهم عبر منظومة إلكترونية، ما أدى الى اعادة توزيع أبناء هذه المهنة المنقرضة على إدارات أخرى، مثل الأرشيف والكافتيريا وغيرها.
وتم اختار الفيلم لينافس فى مسابقة الأفلام الرواية الطويلة ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الجونة السينمائى فى دورته الأولى.
"أوضتين وصالة"
يستعد المخرج شريف البندارى عن تقديم احدث أفلامه "أوضتين وصالة" عن المتتالية القصصية للكاتب الكبير إبراهيم أصلان، والذى فاز بالجائزة الكبرى بمهرجان الجونة السينمائي لـ"منصة سيني-جونة" لمشاريع الأفلام قيد التنفيذ، وقدرها ٢٠ ألف دولار، ويكتب سيناريو الفيلم الكاتب والسينارست محمد صلاح العزب.