لم يقدم صناع المسرح المصرى، سواء مؤلفين أو مخرجين، أى تجارب مسرحية عن حرب أكتوبر المجيدة، ولا نعرف فى أرشيف المسرح المصرى غير مسرحية واحدة كتبها الراحل على سالم بعنوان "أغنية على الممر" كتبها قبل حرب أكتوبر وهى تتناول بطولات منسية، تتمثل فى صمود الإنسان المصرى، وصلابته، رغم ما حدث من هزيمة، واختار على سالم أحد المواقع العسكرية ليدافع عنه خمسة جنود فى قلب سيناء.. لم تصلهم أوامر الانسحاب، فكان عليهم الصمود، رغم تناقص الماء والطعام والذخيرة، وتحت قصف دبابات وطائرات العدو، يتمسك الجنود بمكانهم.. يواجهون مصيرهم بشجاعة.
طبيعة المكان الذى رسمه الكاتب المسرحى على سالم ليس صعبا على أى مخرج مسرحى تنفيذه ولذا قدمت كثيرا فى فرق بيوت الثقافة، ومراكز الشباب، وشباب الجامعات والمدارس الثانوية والإعدادية وفى المكتبات وذلك لسهولة تقديمها فى أى مكان ولكن لم يقدم كاتب مسرحى مصرى نصا عن حرب اكتوبر ولم يفكر أى مخرج مصرى تقديم ملحمة الحرب مسرحيا.
وعلى الرغم من أن الكاتب على سالم كتب النص للمسرح إلا أنه نال شهرته أكثر فى السينما، بعدما حولها فيما بعد الكاتب مصطفى محرم لفيلم سينمائى حمل نفس الاسم وأخرجه على عبد الخالق عام 1972، ويبدو أن صعوبة تنفيذ الحرب على المسرح كانت السبب الرئيسى فى خلو المسرح المصرى من تلك الأعمال وحتى الكتابات المنسية التى قدمها مسرح الثقافة الجماهيرية كانت خالية من الإبهار وأغلبها كانت قصص إنسانية لجنود داخل خندق فى مرحلة الاستنزاف وما قبل حرب أكتوبر مثل مسرحيات «هيلا هيلا يا مصر»، تأليف السيد طليب ومسرحية «الشرارة» تأليف زكى عمر وهى مسرحية شعرية، ألحان أحمد متولى وإخراج محمود حافظ، وتم تقديمها على مسرح المنصورة القومى وهناك أكثر من 30 نصا مسرحيا موجودا بالمركز القومى للمسرح لا تقدم على خشبات المسارح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة