ليس عيبًا أن يكون الشخص من بيئة فقيرة ويحاول إثبات ذاته دائمًا والبحث عن جنى الأموال، ولكن العيب أن يظل الشخص غير واعي ثقافيًا، وغير مدرك حجم جمهوره وشعبيته بصفة عامة، شيرين عبد الوهاب ابنة منطقة "دار السلام"، وهى إحدى المناطق الشعبية ذات الأصالة فى مصر، اجتهدت وسعت كثيرًا حتى وصلت إلى ما تريده من شهرة ونجومية وأصبحت ضمن كبار النجوم فى مصر والوطن العربى.
شيرين ظهر لها مقطع فيديو جديد تسيء لمصر، من خلال ردها على إحدى المعجبات التى طالبتها بأغنية "ما شربتش من نيلها" فى إحدى حفلاتها بلبنان، قائلةً: "هيجبلك بلهارسيا"، وتابعت شيرين ساخرة من طلب إحدى الحاضرات بحفلها بقولها: "اشربى إيفيان أحسن" فى إشارة منها لنوع من المياه المعدنية.
أخطاء شيرين عبد الوهاب مستمرة، وكلما أخطأت تحاول التبرير سواء بالاعتذار أو من خلال صورة تنشرها على عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعى وتتعامل مع الأمر على أنه "يومين والناس تنسى"، ولكن الوقع دائما يثبت عكس ذلك، كما أنها دائما تلجأ للصحفيين خارج مصر فى كل أزمة بسبب خوفها من ضياع "دولارات" حفلات "الخليج"، بعدما توقف سوقها الغنائى فى مصر ولم تعد مطلوبة بسبب ما تفعله.
دائمًا مع تصريحات شيرين عبد الوهاب تحاول التبرير بأن تصرفاتها تندرج تحت نوع "العفوية"، ولكن أى عفوية التى دائمًا تكون فيها إساءة كبيرة سواء لمصر، أو لزملائها من الفنانين، لدرجة أنها أصبحت حاليًا لا تملك أى تعاطف من جمهورها قبل أى جمهور آخر، لأنها لم تدرك مكانتها الفنية وأنها خارج البلاد لم تمثل نفسها فقط بل تمثل مصر، وتكون سفريتها أمام جميع شعوب العالم.
شيرين عبد الوهب لم تع حجم ما تقولها والتأثير سلبًا على مصر سياحيًا وثقافيًا واقتصاديًا، من خلال مقوله تراها كـ"أفيه"، ولكن الواقع الذى قد نجنيه من ثمار كلامها الهزلى سيكون كارثيا، خاصة على صعيد السياحة الترويجية للبلاد فى أهم معالمها وهو نهر النيل، ولم تع المطربة الفرق بين "النهر" و"الترعة" أو حتى إن مصر استطاعت أن تقضى على مرض البلهارسيا منذ عدة سنوات طويلة.
لم تتعلم شيرين عبد الوهاب من النجمة الكبيرة أنغام، مطربة مصر الأولى، وكيفية التركيز فقط فى الغناء والعمل على تطوير نفسها فنيًا، وأن تقدم أعمالا ترضى حجم جمهورها، إلى أن أصبحت أنغام هى "صوت مصر"، والأكثر طلبًا للغناء فى الحفلات سواء داخل مصر أو خارجها، وذلك بسبب أنها تركز فقط فى عملها دون "فزلكة"، أو إثبات أنها صاحبة "دم خفيف" وتعرف ماذا تقول وتمتلك اللباقة فى الأحاديث الإعلامية.
شيرين عبد الوهاب تعانى نفسيًا فى عدة قرارات وظهر ذلك واضحًا عندنا حدث خلاف أسرى كبير، قررت وقتها نشر صورة وهى تبكى وبدون مكياج وأعلنت فيها اعتزال الغناء، ثم تداركت الأمر وحاولت أن تصدر عكس ذلك للجمهور وتراجعت عن القرار فى ظل ارتباطها بتقديم برنامج لم يحقق أى نجاح رغم تكلفته المادية الكبيرة وهو نفس الأمر فى مسلسلها "طريقى".
شيرين عبد الوهاب حققت المعادلة الصعبة فى كيفية خسارة الفنان لجمهوره وبجدارة، وتتعامل مع كل من ينتقدها بأنه من الأعداء، رغم أن الهدف فى الأساس هو توجيه النقد البناء وتقويمها حتى تسير على الخطى الصحيح والحفاظ على موهبة حقيقة قد تكون واجهة مصر يومًا ما، ولكنها تفعل عكس ذلك بقلة واعى، وهو نفس الحال بالنسبة لفريق عملها والذى بدل من العمل على تطويرها ووضعها على الطريق الصحيح لا يحدث سوى البحث عن الأموال فقط.
أخطاء شيرين عبد الوهاب لا تعد ولا تحصى، ولن تتوقف حتى بعد كل هذه الضجة، لأن السبب الحقيقى فى كل ذلك قلة الثقافة وهو سبب كافٍ للقضاء على أى موهبة، ولكنها يجب أن تعى أنها تخسر يومًا بعد الآخر وعلى المدى البعيد لن تستمر فى نجوميتها، والدليل على خسارتها هو عدم إقامة حفلات لها فى مصر بسبب حفلها الأخير الصيف الماضى والذى تواكب مع أزمتها مع النجم الكبير عمرو دياب وكانت تعانى من اضطراب نفسى ظهر ذلك على المسرح وبالفعل لم تستكمل الحفل، وهربًا منذ ذلك المأزق ادعت إصابتها بضيق تنفس وقامت بتصويرها بجهاز تنفس وكانها فى مشهد تمثيلى.