إذا كنت من صناع السياسة فى الدوائر العليا بالإدارة الإيرانية فى طهران، فمن المؤكد أنك ستشعر بما يشبه تسونامى سياسى قادم ليلة الأحد من 1 ميدان التحرير بوسط القاهرة، حيث الأمانة العامة للجامعة العربية، تلك التى شهدت اجتماعا طارئا بدعوة سعودية لبحث التدخلات الإيرانية فى الشؤون العربية، ذلك الذى تمخض عن 8 قنابل سياسية ألقاها الأمين العام أحمد أبو الغيط ووزير خارجية جيبوتى محمود على يوسف، الذى تترأس بلاده أعمال الدورة الوزارية الحالية.
1. تمثلت أول قنبلة سياسية أطلقها وزراء الخارجية العرب فى تكليف مجلس الجامعة، المجموعة العربية فى نيويورك بمخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح الخروقات الإيرانية لقرار مجلس الأمن رقم 2231 فيما يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ البالستية، وهو أمر جلل وقعه شديد الخطورة على طهران؛ لأن هذا التحرك سيمنح مجلس الأمن والدول الغربية مسوغا لاستصدار عقوبات جديدة على إيران فى هذا الخصوص.
2. كانت ثانى القنابل السياسية عندما قرر وزراء الخارجية العرب مخاطبة رئيس مجلس الأمن لتوضيح ما قامت به إيران من انتهاكات لقرار مجلس الأمن 2216 بتزويد الميليشات الإرهابية فى اليمن بالأسلحة واعتبار إطلاق صاروخ باليستى إيرانى الصنع من الأراضى اليمنية تجاه مدينة الرياض بمثابة عدوان من قبل إيران وتهديد للأمن والسلم القومى العربى والدولى، وتعد تلك الخطوة انسجاما مع التقارير الغربية التى تؤكد أن صاروخ بركان أتش تو الذى انطلق فى اتجاه الرياض إيرانى الصنع.
المؤتمر الصحفى لأمين عام الجامعة
3. أما ثالثة القنابل فتمثلت فى إدانة المجلس بشدة عملية إطلاق صاروخ باليستى إيرانى الصنع من الأراضى اليمنية من قبل الميليشيات الموالية لإيران "الحوثى- صالح" والذى استهدف مدينة "الرياض" واعتبار ذلك عدوانا صارخا ضد المملكة العربية السعودية وتهديدا للأمن القومى العربي، وهى المرة الأولى الذى يصدر فيها قرار على هذا النحو من الإجماع وبهذه الصيغة التى تؤكد دعما المملكة العربية السعودية.
4. تضمن البيان الختامى الذى تمخض عن الاجتماع نقطة فى منتهى الأهمية وهى المساندة العربية الموحدة للسعودية فى الإجراءات التى تقرر اتخاذها ضد الانتهاكات الإيرانية فى إطار الشرعية الدولية وإدانة جميع الأعمال الإرهابية التى تقوم بها إيران فى مملكة البحرين وآخرها تفجير خط أنابيب النفط البحرينى واعتباره عملا إرهابيا قامت به مجموعة مدعومة من إيران والحرس الثورى الإيرانى، وتعتبر هذه الكلمات بمثابة القنبلة الرابعة التى انفجرت فى وطه طهران لأنه ما من اجتماع مضى بالجامعة تحدث عن أعمال إرهابية تقوم بها إيران بهذا الشكل الصريح.
5. وتشكلت القنبلة الخامسة من خلال الربط بين السلوك الإيرانى وسلوك حزب الله خارج الحدود الجغرافية اللبنانية وتحديدا عن طريق خبرائه العسكريين فى البحرين إذ استنكر المجلس التدخلات الإيرانية المستمرة فى الشؤون الداخلية لمملكة البحرين من خلال مساندة الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتهريب الأسلحة والمتفجرات وإثارة النعرات الطائفية، ومواصلة التصريحات على مختلف المستويات لزعزعة الأمن والنظام والاستقرار وتأسيسها جماعات إرهابية بالمملكة ممولة ومدربة من الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله اللبنانى الإرهابى.
اجتماع المجلس الوزراى
6. إلى جانب التدخلات الإيرانية فى اليمن ولبنان وسوريا والعراق تطرق المجلس هذه المرة إلى الاحتلال الإيرانى للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) وأيد كل الإجراءات والوسائل السلمية التى تتخذها دولة الإمارات العربية المتحدة لاستعادة سيادتها على جزرها المحتلة طبقا للقانون الدولى، ما يعنى أن اجلامعة العربية على علم بأن هناك تحركا مرتقبا من جانب أبو ظبى لتحريك الملف فى المحافل الدولية.
7. ويعد أهم ما جاء فى هذا الاجتماع هو تحميل حزب الله اللبنانى الإرهابى "الشريك فى الحكومة اللبنانية" مسؤولية دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية فى الدول العربية بالأسلحة المتطورة والصواريخ البالستية والتأكيد على ضرورة توقفه عن نشر التطرف والطائفية والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول وعدم تقديم أى دعم للإرهاب والإرهابيين فى محيطه الإقليمى، ما يعضد من الاتهام الدولى لحزب الله وخبرائه بأنهم وراء إمداد الحوثيين بالصواريخ الباليستية فى اليمن.
جانب من الاجتماع الوزارى المصغر
8. وأنهى الاجتماع بيانه الختامى بالقنبلة الثامنة التى انفجرت فى وجه طهران وهى قرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتى تبث على الأقمار الصناعية العربية، باعتبارها تشكل تهديدا للأمن القومى العربى من خلال إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، بما فى ذلك القنوات الحكومية الإيرانية والقنوات التى يمولها الحرس الثورى فى كل من العراق واليمن وسوريا ولبنان، وهى أخطر قنبلة على الإطلاق لأنها ستحرم إيران من مواصلة غسيل أدمغة المنخدعين بها فى البلدان العربية.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد لطفي مسعد إبراهيم
نطالب بوحدة الدول العربية قبل الشجب والإدانة
مطلوب وبشدة وحدة الدول العربية حتي يكون لهم صوت مسموع وعدم الاعتماد علي المنظمات الدولية حيث أن الأمم اللامتحدة زمجلس اللأمن هما المسئولين عن دعم الإرهاب وإثارة الفتن في العالم العربي والاسلامي وبالتالي مطلوب الوحدة العربية لأنه .(ما حك جلدك مثل ظفرك)