سعد زغلول ما له وما عليه.. كتاب: موالٍ للإنجليز.. وآخرون: رمز الوطنية

الجمعة، 03 نوفمبر 2017 10:00 م
سعد زغلول ما له وما عليه.. كتاب: موالٍ للإنجليز.. وآخرون: رمز الوطنية الزعيم سعد زغلول
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن الهجوم على زعماء الثورات المصرية والذين ترتبط أسماؤهم بمعانى البطولة والوطنية عند المصريين أصبحت موضة، فبعد هجوم الدكتور يوسف زيدان على الزعيم أحمد عرابى، متهما إياه بأنه سبب الاحتلال الإنجليزى لمصر، قام الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، بالهجوم على الزعيم سعد زغلول، قائد ثورة 1919، والمعروف بـ"زعيم الأمة"، قائلا "إن سعد زغلول فضح نفسه واعتراف بممارسته للقمار فى مذكراته.. وتابع: سعد زغلول قال إن داء الخمر والقمار تمكن منه، وفى المنفى فى جزيرة مالطا كتب فى مذكراته، أن أعمال العنف فى ثورة 1919 أمور تضر بقضيتنا".

 

وللعلم فإن الهجوم على "زغلول" ليس جديدا، فقد قام العديد من المفكرين والمؤرخين بالهجوم عليه، فى مقابل آخرين أدباء وكتاب كبار رأوا فيه زعيم الأمة ورمز الوطنية.

 

المعارضة

تعدد الهجوم على سعد زغلول، من خلال بعض الدراسات، كان بينها دراسة قدمها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى، فى كتابه "مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية"، حيث يرى "الرافعى" أن تعيين سعد زغلول وزيرا للمعارف، بعد حادثة دنشواى بأربعة أشهر، جاء فى مقترح من اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى مصر، باعتباره مواليا للإنجليز، وأن ذلك تم بناء على سياسة جديدة انتوت الحكومة البريطانية القيام بها، بعد حادثة دنشواى، بتعيين مصريين فى مناصب كبرى، حتى تخفف من سخط الأمة.

 

أما الكاتب أنور الجندى، فاتهم "زغلول" عدة اتهامات من خلال كتابه "رجال اختلف فيهم الرأى"، حيث اتهمه بأنه قام بتجميد اللغة العربية، وأتاح الفرصة للغة الإنجليزية بوزارة المعارف، وأنه قام بالتعاون مع الأجانب، لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر العربية، إضافة إلى قيامه بطباعة قانون "كرومر" والمتعلق بمحاكمة الصحفيين والكتاب الوطنيين.

 

كما اتفق "الجندى" مع رواية عبد الرافعى حول علاقى اللورد كرومر بسعد زغلول، وذكر أن أن كرومر فى تقاريره السنوية كان حريصاً على أن يذكر أنه يعد جيلا جديداً من الشباب المصرى المتفرنج الذى يعجب بالغرب ويحرص على التفاهم مع الاستعمار البريطانى وقبول العمل معهم، فى إشارة منه إلى سعد مستعينا بقول لكرومر " كما أن سعد من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم "جيروند" الحركة الوطنية المصرية، والذى كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لادخال الحضارة الغربية إلى مصر، الأمل الذى جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد فى قيام الوطنية المصرية.

 

الأنصار

ومن الناحية الأخرى كان هناك العديد ممن رأوا فى سعد زغلول زعيم الأمة الوطنى الشجاع، ومنهم الأديب الكبير عباس محمود العقاد من خلال كتابه "سعد زغلول زعيم الثورة"، ومن عنوان الدراسة يتبين موقف العقاد من  سعد زغلول، حيث يقول "سعد كان خير زعيم فى مصر، لإنه فلاح من أمة الفلاحين، وحسبك أن تعمد إلى نموذج الفلاح المصرى فتضاعف ما فيه من خلائقه وعاداته وخصائص بيئته لترى أمامه سعدا ماثلا فى عظمته المصرية، قائما على مرتقى المثل الأعلى لتلك الخصائص القومية، وليست آية أفصح من هذه الآية على صدق النهضة السعدية وجريانها مع طبائع الأمور".

 

كما وصف "العقاد" سعد زغلول بأنه صاحب نهضة مصرية، وذلك كونه استطاع أن يجمع بين أنصاره كل من الفقراء والعلية من أبناء الفلاحين، ويقول حول زعامة سعد زغلول "مواقف الخطابة أو  مواقف الزعامة لم تكن عند هذا الزعيم إلا تيارا جارفا ينبعث من قرارة وجدانه، فيحتوى الحاضرين فى غمرته ويردهم إلى عنصرهم الأصيل، فيشعرون على البديهة أنهم وهذا الزعيم من موطن واحد فى الشعور وموطن واحد فى الإرادة"، كما إنه كان صديق قاسم أمين واستطاع معه أن يقود حركة استقلال المرأة.

 

بينما قام الشاعر أبى المكارم الكاظمى بتأليف عدة أشعار فى كتاب "معلقات الكاظمى فى علم مصر المفرد ورجل الشرف الأوحد سعد زغلول"، يصف فيها الأخير برجل العلم المفرد، والواحد الناهض، والبطل الذى يقف عنده الإغراق فى نعوت البطولة".

 

أما الكاتب والأديب العالمى نجيب محفوظ، فدائما ما كان يوضح من خلال كتاباته إعجابه بشخصية الزعيم الراحل مبديا إعجابه الشديد وتأثره الأكبر به وبثورة 19، معتبرا أن زغلول وثورة 19 هما من أكبر دلائل الوطنية، مدافعا عنه ومحاولا أن يجلب الأعذار له فى كثير من الأحيان.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة