لساعات قليلة على الأقل، ستتوارى فضائح المنشطات والفساد أسفل البساط الأحمر لصالح كرة القدم ولتفسح المجال أمام الضيوف من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بالإثارة التى تحملها هذه الخطوة الجديدة على طريق بطولة كأس العالم 2018 فى روسيا.
وتتجه أنظار العالم صوب العاصمة الروسية "موسكو" غدًا، الجمعة، لمتابعة حفل إجراء قرعة البطولة فى قصر "الكرملين" بروسيا.
ويستطيع الاتحاد الدولى للعبة "فيفا"، والبلد المضيف روسيا، أن يضعا مشاكل المنشطات واتهامات الفساد جانبا للاستمتاع بحفل القرعة.
ويلتقى مسؤولو الفيفا وكرة القدم من أنحاء العالم مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين غدًا فى الكرملين، خلال هذا الحفل الذى يبث مباشرة إلى جميع أنحاء العالم.
وتتجه الأنظار صوب الأوعية الأربعة التى تحتوى على الكرات التى تحمل أسماء 32 منتخبًا، تأهلت إلى النهائيات التى تستضيفها روسيا من 14 حزيران/يونيو، إلى 15 يوليو 2018 .
وينتظر ألا تحظى فضائح المنشطات، التى أحاطت بعالم الرياضة الروسية بالفترة الماضية، أو فضائح الفساد التى أحاطت بالفيفا خلال السنوات القليلة الماضية، بأى اهتمام لدى كبار مسؤولى اللعبة الذين يحضرون هذا الحفل فى قاعة الموسيقى بقصر الكرملين التى تبلغ سعتها 6 آلاف شخص.
وما زالت ادعاءات المنشطات تُحاصر روسيا بعد التقارير التى نشرها المحقق ريتشارد ماكلارين التى تشير إلى وجود عملية تعاطى منشطات ممنهجة للرياضيين الروس من بينها عملية تعاطى منشطات خلال دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الماضية (سوتشى 2014) .
وفى الوقت نفسه، ما زالت فضائح الفساد المحيطة بالفيفا حاضرة فى الأذهان لاسيما وأنَّ المسؤولين التنفيذيين السابقين بالفيفا يخضعون حاليًا للمحاكمة فى نيويورك.
ولا يمكن اعتبار كرة القدم بعيدة عن ادعاءات المنشطات الروسية حيث وجد المنظمون الروس أنفسهم بحاجة للرد على تقارير تشير إلى انغماس المنتخب الروسى للعبة فى فضائح المنشطات.
ووصف أليكسى سوروكين، الرئيس التنفيذى للجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2018 فى روسيا هذه التقارير والادعاءات بأنها "أنباء مفتعلة".
ولم تسلم عملية منح روسيا حق استضافة المونديال من التساؤلات والادعاءات منذ تصويت اللجنة التنفيذية للفيفا فى 2010 على منح حق استضافة بطولتى كأس العالم 2018، و2022 لروسيا وقطر.
ودأب المسؤولون الروس على استنكار هذه الادعاءات، ونفى وجود أى مخالفات فى عملية الحصول على حق استضافة المونديال.
وتغيرت أمور عديدة فى الفيفا على مدار السنوات الأربع الأخيرة وبالتحديد منذ قرعة كأس العالم 2014 بالبرازيل التى أقيمت فى أواخر 2013، وشهدت حضور السويسرى جوزيف بلاتر كرئيس للفيفا وبرفقته جيروم فالكه سكرتيرًا عاما للفيفا.
والآن يترأس السويسرى الآخر جيانى إنفانتينو الفيفا ويحاول استعادة سمعتها.
وقال إنفانتينو، فى وقت سابق من العام الحالي: "هناك العديد من الأنباء المزيفة والحقائق المبدلة عن الفيفا" ردا على الانتقادات المستمرة لقيادة الفيفا.
وخلال حفل القرعة غدا، لن يكون لدى الفيفا على الأقل الشعور بالقلق من عدم انتهاء استعدادات استضافة المونديال فى الوقت المحدد وهو القلق الذى سيطر على الأجواء خلال إجراء قرعة المونديال البرازيلي.
ويبدو أن روسيا سارت فى الاستعدادات مثلما كان مخططًا لهذه البطولة التى بلغت ميزانية الاستعداد لها 11 مليار دولار أمريكي؛ حيث حرص المنظمون على اكتمال الاستعدادات بشكل جيد للبطولة التى ستصبح الحدث الرياضى البارز الثانى الذى تستضيفه روسيا فى عهد بوتين بعدما استضافت أولمبياد سوتشى الشتوي.
وفى حين بدأت ملامح جليد الشتاء تظهر فى الميدان الأحمر بموسكو، ينتظر مسؤولو الفيفا والضيوف من أنحاء العالم استقبالا دافئا من المنظمين خلال حفل القرعة غدا.
وتقام فعاليات النسخة الحادية والعشرين من بطولات كأس العالم على 12 استادا تنتشر فى 11 مدينة بداية من كاليننجراد فى الغرب حتى يكاترينبورج شرقا علما بأن المسافة بينهما تبلغ ثلاثة آلاف كيلومتر. كما تمتد من سان بطرسبرج شمالا إلى سوتشى فى الجنوب (وتبلغ المسافة بينهما 2000 كيلومتر) .
ويشارك فى تقديم الحفل نجم كرة القدم الإنجليزى السابق جارى لينيكر الفائز بجائزة الحذاء الذهبى فى 1986 والناقدة الرياضية الروسية ماريا كوماندنايا.