علا الشافعى تكتب: فتوش وشادية الفن.. لؤلؤة السينما خطفت الأنظار بخفتها وصوتها الذى يصعب تقليده.. هزت عرش الكبار بموهبتها فى التمثيل وضحت بالغناء 4 سنوات إلى أن أعادها بليغ حمدى بأغنية آه يا أسمرانى اللون

السبت، 04 نوفمبر 2017 02:02 م
علا الشافعى تكتب: فتوش وشادية الفن.. لؤلؤة السينما خطفت الأنظار بخفتها وصوتها الذى يصعب تقليده.. هزت عرش الكبار بموهبتها فى التمثيل وضحت بالغناء 4 سنوات إلى أن أعادها بليغ حمدى بأغنية آه يا أسمرانى اللون علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فتوش" أو "شوشو" أو "فاطمة" الأسطورة الفنية التى بدأت حبها للفن وهى فتاة لم تتجاوز الأعوام الثمانية، حيث كثيرًا ما كانت تقف فتوش أمام مرآتها لساعات طويلة تحاول تقليد المطربة المشهورة فى هذا الوقت "ليلى مراد"، والتى رأتها فى أول فيلم شاهدته لها وهو فيلم "ليلى"، حيث تمنت "فتوش" أن تصبح فى يوم من الأيام "النسخة الحديثة من ليلى مراد".

 

شادية وفاتن حمامة

 

شادية
شادية

 

كانت شادية بارعة فى تقليد ليلى مراد وحفظ أغانيها عن ظهر قلب.. وكانت شقيقتها عفاف أول من شجعتها على تطوير موهبتها منذ البداية وتواصل عطاءها حتى صارت٬ حالة إبداعية خاصة فى الغناء والسينما، إلا أنها لم تتردد لحظة فى الاعتزال والابتعاد عن الشهرة والمجد لتعيش حياة هادئة وبسيطة، شادية الفن صاحبة مشوار طويل قدمت من خلاله ثروة من الإبداع "500 أغنية100٬فيلم10٬ مسلسلات إذاعية٬ ومسرحية واحدة" وهو ما حولها إلى واحدة من أساطير السينما المصرية والعربية ولؤلؤة تلمع وتخطف الأبصار، شادية التى بدأت مشوارها بأغنية "بتبصلى كدا ليه" للظاهرة الفريدة ليلى مراد وهى الأغنية التى غنتها أمام الملحن التركى منير نور الدين وكانت بوابة دخولها إلى عالم الفن والنجومية.

 

شادية وسامية جمال

 

صوت يصعب تقليده وتغنت بأصعب الألحان

وهو ما جعل البعض يرى فيها امتدادًا لليلى مراد لكن بذكائها وصوتها الذى يصعب تكراره حفرت تجربتها الإبداعية ذات الملامح النادرة والتى يصعب أن تجد شيئًا يشبهها، شادية صاحبة الصوت المميز، الذى يصعب تقليده شادية صاحبة الصوت الذى يحمل خفة ودلع، والتى غنت للحب وللوطن ولله والقادرة على أداء أصعب الألحان.

 

شادية

 

قدمت مجموعة من الأغانى المميزة التى باتت محفورة فى الوجدان وتنوعت ما بين العاطفى والدينى والوطنى ومنها "يا حبيبى عودلى تانى.. خلى عينى تشوف مكانى.. قالوا حبى، رد قلبى قال بحب الأولانى"، و"إن راح منك يا عين هيروح من قلبى فين"، و"على عش الحب طير ياحمام على عش الحب"، "سونة يا سونسن جيتلك اهو"، و"أحلى كلام هنقوله الليلة أحلى كلام"، "والحب الحقيقى ما ينتهيش ولا يتنسيش طول السنين"، "يا حبيبتى يا مصر"، و"شبكنا الحكومة وبقينا قرايب ومين على الحكومة ياعينى"، و"يا حبيبى خد بايدى".. هذه بعض مما تغنت به المطربة والممثلة التى لن تتكرر.

 

 

شادية

 

ممثلة مخضرمة تجاوزت بموهبتها النجمات الكبار

النجمة شادية فريدة فيما قدمته على مدار حياتها الفنية بدءًا من الأفلام الخفيفة أو الأخرى التى تحمل نضجًا فنيًا كبيرًا وأثبتت من خلالها أنها موهبة مخضرمة فمن منا ينسى حميدة فى "زقاق المدق"٬ فؤادة فى "شىء من الخوف"٬ زهرة فى "ميرامار"٬ كريمة فى "الطريق"٬ أدوار خالدة فى تاريخ الفن السابع وصلت بها إلى قمة النضوج الفنى وهى الفنانة الوحيدة على مستوى العالم التى نجحت كممثلة دون أن تغنى٬ ونجحت كمطربة دون أن تمثل.

 

شادية

 

تروى شادية فى حوارت قديمة لها وتصريحات إعلامية يتم تداولها أنه وقبل الفترة التى دخلت فيها إلى عالم التمثيل أصر والدها على أن تقوم بإعداد نفسها، وأنه لا يكفى أن تكون موهوبة، حيث روت شادية ذلك بنفسها قائلة: "عندما وافق والدى على اشتغالى بالسينما قرر أن أقضى شهرين متنقلة بين دور السينما لأكوّن فكرة عن التمثيل السينمائى فى الأفلام المصرية، وكنت قبل هذا القرار لا أشاهد إلا عددا قليلا جدا من الأفلام، لا يزيد على أصابع اليد الواحدة فى كل عام، وذلك لأن والدى كان يحتم على ألا أذهب إلى السينما إلا بصحبته، ولما كانت مشاغله الكثيرة تمنعه من الذهاب ولو مرة واحدة فى الأسبوع فإن عدد الأفلام التى كنت أشاهدها، كان قليلا جدا".

 

شادية وفاتن

 

وتضيف: "أشاع  هذا القرار الفرح فى نفسى، فمعنى هذا أننى سأقضى الشهرين فى جميع دور السينما فى الصباح والمساء، فكان برنامجى اليومى هو الذهاب إلى دور السينما فى حفلاتها الأربعة يوميا، ولا أعود إلى البيت إلا فى فترة الظهر لا تناول غداء خفيفا، ثم أعود فى المساء لأدخل فراشى مرهقة من كثرة ما شاهدته من أفلام، وكان يصحبنى إلى كل دار سينما أحد أفراد أسرتى، واستطعت خلال هذه الفترة أن أشاهد أكبر عدد من الأفلام".

 

شادية فى اليابان

 

ولم يقتصر إعداد شادية لدخول ميدان العمل السينمائى على مشاهدة الأفلام فى دور السينما فقط، وإنما طلب منها والدها أن تقوم بزيارات لاستوديوهات السينما حتى تتعود على وجودها، هناك وسط تلك الأجواء تقول شادية: "كنت أقضى اليوم متنقلة بين استوديوهات شارع الهرم".

 

شادية

زقاق المدق
زقاق المدق

 

ويبدو أن وعى الأب انعكس بشكر كبير على ابنته وعلاقتها بالفن.. وتحديدا التمثيل، حيث أدركت فتوش بوعيها وذكائها أن أهم شىء للفنان والممثل هو فترة الإعداد وهو نفس المنطق الذى تعاملت به مع الشخصيات التى قدمتها بما فيها الشخصيات الخفيفة والبسيطة والتى قدمتها فى بداية مشوارها الفنى وأنها كانت تختزن كل أنماط الشخصيات فى داخلها، وقررت أنه حان الوقت للانطلاقة الفعلية عن طريق تقديم أدوار تحسب لها في تاريخها الفنى، مؤكدة أنها ممثلة من طراز رفيع وليست مجرد مطربة دخلت إلى السينما من باب الغناء وأدركت أن النقلة يجب أن تكون تدريجية حتى لا تخسر جمهورها الذى أحبها فى الأدوار الخفيفة حيث قدمت، بائعة الخبز 1953 أمام زكى رستم وأمينة رزق وإخراج حسن الإمام و"موعد مع الحياة" 1954 أمام حسين رياض وإخراج عز الدين ذوالفقار، و"ليلة من عمرى" 1955 أمام عماد حمدى وإخراج عاطف سالم، "وداع فى الفجر" 1956 مع كمال الشناوى وإخراج حسن الإمام إضافة إلى فيلميها مع عبد الحليم حافظ "لحن الوفاء" العام 1955، إخراج إبراهيم عمارة، و"ودليلة" العام 1956، إخراج محمد كريم.

 

 شادية

 

ومع كل خطوة كانت شادية تخطوها يبدو من خلالها أنها كانت تملك إصرارا على مزيد من التميز، وأن تبنى تاريخا لممثلة سينمائية لا تختلف عن ممثلات بارزات صنعن نجوميتهن من التمثيل وحده لا الغناء أو التمثيل مع الغناء لتثبت أنها موهبة فريدة.

 

شادية

 

وهنا دخلت شادية عالما جديدا هو عالم الأفلام الروائية لتقدم عددا من الروايات لكبار الكتاب مثل نجيب محفوظ الذى قدمت من أدبه أربعة افلام هى "اللص والكلاب" 1962، "زقاق المدق" 1963 "الطريق" 1964 و"ميرامار" 1969، كما قدمت "شىء من الخوف" قصة ثروت أباظة 1969، و"كرامة زوجتى" لإحسان عبد القدوس، و"مراتى مدير عام" لعبد الحميد جودة السحار، وفى هذا السياق تقول شادية: "إنها تعشق كثيرا روايات نجيب محفوظ".

 

شادية وصلاح ذو الفقار

 

وفى فترة الستينات أيضا ولإظهار موهبتها الفذة فى التمثيل قررت شادية أن تقدم مجموعة من الأفلام دون أن تغنى فيها، واستطاعت أن تقدم آداء راقيا أقنع الجمهور الذى تقبلها كممثلة لا تغنى بقدر تقبله لها كمطربة تمثل بل إن ذلك جعل صناع السينما أنفسهم يعترفون بأنها ليست كسائر المطربات اللاتى دخلن مجال التمثيل، وإنها تختلف تماما عن أى مطربة عرفت طريقها إلى كاميرات السينما.

 

شادية فى اللص والكلاب

 

وعن هذا الاتجاه تحدثت شادية نفسها قائلة: "اعتقد أننى أحببت التمثيل أكثر من حبى للغناء لأننى فى فترة ضحيت بالغناء كنت أريد عمل حفلات لكنى وجدتها مش حلوة فى ذلك الوقت وفعلا ظللت 4 سنوات متوقفة عن الغناء إلى أن أعادنى بليغ حمدى بأغنية "يا أسمرانى اللون" وبعدها مجموعة الأغانى الجميلة "قولوا لعين الشمس" و"خلاص مسافر" وغيرهما وكلها نجحت وكانت فترة من أجمل فترات حياتى.

 

شادية مع بليغ حمدى

 

شهدت السينما المصرية والعالمية مطربات وممثلات٬ لم يحققن نجاح شادية السينمائى ولا الغنائى وكانت شادية فى أول ظهورها هى النموذج الحقيقى الشفاف لـ"فتاة أحلام الشباب" مثلما وصفها الناقد أحمد السماحى، بما كانت تمثله وطريقة أدائها المستمد من رقة وروح مرحة ورشاقة، بجانب خروج كلمات أغانيها فى تلك الفترة عن المألوف فى الأغانى العاطفية فكان ارتباط صوتها بألحان منير مراد وكلمات فتحى قورة شكلوا معًا تجربة فنية مهمة.

 

شادية فى فيلم الستات مايعرفوش يكدبوا

 

شادية

شادية










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة