* قضينا على الإرهابيين المسئولين عن حادث الواحات عدا "أجنبى" تم ضبطه
* علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية طيبة وأثق فى قدرات ونجاحات ترامب
* حريصون على عيش المصريين بأقل قدر من القلق ونسعى لحل الخلافات بالحوار والهدوء
* موقفنا تجاه قطر مستمر ولا تراجع فيه
* أطالب الإعلاميين بتبنى دعوة لدمج الأحزاب
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن عملية التسليح التى أجراها الجيش المصرى خلال السنوات القليلة الماضية تأتى فى إطار التوازن الاستراتيجى بعد الحالة التى شهدتها دول المنطقة خلال الـ7 سنوات الماضية، وكذلك لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، فضلاً عن الحفاظ على أمن مصر واستقرارها بالتعاون مع كافة الأشقاء فى الخليج.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسى مساء أمس الأربعاء ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية وعدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وعدد من الإعلاميين، فى حضور الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بمقر قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ، على هامش جلسات منتدى شباب العالم بمدينة السلام.
وقال الرئيس إنه كلما تطورت الأوضاع والتخلص من تنظيم "داعش" الإرهابى فى سوريا والعراق سيكون تحركهم تجاه مصر من ناحية الأراضى الليبية على حدود مصر الغربية أو سيناء.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية تحتاج إلى معدات وتسليح قوى بعد أن شهدت المنطقة خلال السبع سنوات الماضية خروج دول من المعادلة بشكل أو بآخر ومنها ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وقال الرئيس إن "مصر ترى أن ما يحدث فى المنطقة خلال السنوات السبع الماضية من اضطراب يكفيها، ولابد أن نتعامل بحذر شديد حتى لا تضاف تحديات أخرى بالمنطقة سواء فيما يتعلق بإيران وحزب الله"، مشدداً فى الوقت نفسه على أن أى تهديد لدول الخليج هو تهديد لأمننا القومى، فأمن الخليج من أمن مصر.
وأوضح الرئيس أن مصر مع أمن الأشقاء فى دول الخليج خاصة السعودية والإمارات والبحرين والكويت، "ولابد أن يتعامل الجميع معنا فى هذا الإطار.. فلا نقبل أن يتدخل أحد فى شئوننا".
وقال السيسى إن مصر لابد أن تكون قادرة على التعامل مع أى خطر مباشر للجماعات الإرهابية ومنها تنظيم "داعش"، ولابد أن يكون هناك توازن استراتيجى وقدرات عسكرية تعادل الخلل الذى حدث فى المنطقة ومواجهة الإرهاب، مشددًا على أن أوروبا مهتمة بعودة الاستقرار فى ليبيا بأسرع وقت للحفاظ على أمنهم.
وتحدث الرئيس عن حادث الواحات، وقال إن تناول وسائل الإعلام المصرية للحادث كان غير جيد، وبه تجاوز للمهنية، لافتًا إلى أن هناك مسئولية تقع على عاتق الدولة والهيئة العامة للاستعلامات بالتواصل مع المراسلين الأجانب وإمدادهم بالمعلومات التى يحتاجونها.
وأكد الرئيس السيسى القضاء على البؤرة الإرهابية وجميع العناصر التى نفذت حادث الواحات الإرهابى، عدا إرهابى واحد فقط نُقِلَ حيًا، وهو أجنبى الجنسية.
ولفت الرئيس إلى أن من المقرر الإعلان عن جنسية الإرهابى بعد انتهاء فعاليات منتدى شباب العالم، والإعلان عن هذا الإرهابى باعترافات كاملة منه وإذاعتها للرأى العام، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والشرطة يمشطون حاليًا المنطقة الغربية للتعامل مع أى بؤر إرهابية أخرى.
وردًا على ما يتردد بشأن التنازل عن أراض مصرية للجانب الفلسطينى، قال الرئيس السيسى إنه لا يوجد أحد فى مصر يستطيع أن يفعل ذلك، وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب مصر، وقال: "مصر دولة مؤسسات ودولة وطنية ولا يستطيع أحد التفريط فى أرضها، وحدودنا لا تُمَس"، لافتًا إلى أن دور مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية ولا يتغير وداعم لحلها.
وأكد الرئيس أن مصر لا تدير سياسة مروجة لمحاربة الإرهاب بعكس دول أخرى تستخدم الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية لها، مشيرًا إلى أن ما تفعله مصر شىء جديد، فهى تتعامل بشرف فيما يخص مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن مصر قيادة وشعبا حريصة على العلاقات المتميزة مع إيطاليا، مؤكدا أنها أول دولة أوروبية وقفت بجوار مصر بعد ثورة 30 يونيو، وأن أول دعوة له لزيارة دولة أوروبية كانت من رئيس الوزراء الإيطالى، وأن قضية الطالب الإيطالى جوليو ريجينى قضية جوهرية، أثرت على العلاقات الثنائية، لكن الرئيس السيسى أكد حرص مصر على إجلاء هذه القضية وتقديم المسئولين عنها للقضاء، وقال "نتعاون فى هذه القضية بمنتهى الشفافية مع السلطات الإيطالية والنائب العام"، موضحًا "نرى أن هناك محاولة للتأثير سلبا على هذه العلاقات، خاصة أن وفد اقتصادى إيطالى كان موجود فى مصر فى الفترة التى وقعت فيها حادث ريجينى.. أنا مش عايز أقول مؤامرة أو ما شابه".
وتعليقًا على سؤال حول ما يحدث فى المملكة العربية السعودية من إجراءات تجاه بعض الوزراء والأمراء، قال الرئيس السيسى إن الأوضاع فى المملكة العربية السعودية مستقرة ومطمئنة والإجراءات التى تتخذ هناك شأن داخلى يمكن أن تحدث فى أية دولة، مؤكدًا أنه يثق فى القيادة السعودية وتصرفها تجاه مواطنيها، ولن يتخذ أى إجراء إلا فى إطار القانون.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن موقف الرباعى العربى لمكافحة الإرهاب إزاء قطر ثابت وواضح، وهو التمسك بنفس المطالب إلى أن تحدث استجابة لها، وعليهم فى قطر الرد عليها.
وكشف الرئيس عن تقديمه كشف حساب حول ما حققه من إنجازات خلال فترة رئاسته للدولة المصرية، وذلك خلال شهرى ديسمبر ويناير القادمين، مشيراً إلى أنه لن يعلن موقفه من الترشح لفترة جديدة قبل ذلك، وبناءً على رد فعل المصريين تجاه كشف الحساب سيتخذ قراره بالترشح من عدمه، وقال الرئيس: "بعد تقديم كشف الحساب من حق المصريين أن يختاروا من يأتى للحكم مرة أخرى، وأتمنى لأى شخص التوفيق إذا رغب المصريين فى ذلك والحكم سيكون للمصريين.. أى حد هيختاره المصريون هنقول له الله يوفقك"، مؤكدًا "أنا مش قلقان على المصريين.. طالما متماسكين ومصطفين فى مواجهة التحديات ومفيش أى خطر وقادرين معًا على التغلب على أى مشكلة أخرى سواء إرهاب أو تجارة أو اقتصاد أو تنمية".
وتابع السيسى أنه لا ربط بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وتوقيع اتفاقية محطة الضبعة النووية "وقعنا الاتفاقية منذ فترة وهناك ملاحق لها خاصة بتفاصيل الاتفاقية ولا يوجد ربط أو علاقة بين النقطتين"، مشيراً إلى أنه يقدر موقف القيادة الروسية فيما يخص عودة السياحة لمصر، وأضاف "لم نلح لعودة السياحة الروسية ولن نلح فى ذلك الشأن.. ونحترم موقف القيادة الروسية والحفاظ على المواطن الروسى وأمنه".
وشدد الرئيس على أن مصر ومطاراتها آمنة "ومستعدون لطمأنة أى جانب على أمن المطارات المصرية، ونرحب بالسياح.. والأمر يرجع إلى القيادة الروسية للنظر فى عودة السياحة فى الوقت المناسب، ونحن حريصون على أن تكون بلادنا مستقرة وآمنة".
وقال السيسى "على مدى 30 عامًا نجد أنه كلما استقرت الأوضاع فى مصر وقع حادث إرهابى يضرب السياحة ويثير مخاوف السائحين، فضلاً عن تهويل الإعلام لما يقع فى مصر على عكس ما يقع فى دول أخرى، وسنحل مسألة الإرهاب، ولن نسمح لأحد بأن ينال من اقتصاد مصر".
وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبى، قال الرئيس: "موقفنا واضح من البداية، وننظر بإيجابية لمتطلبات التنمية لأشقائنا الإثيوبيين مع الأخذ فى الاعتبار أن المياه بالنسبة لنا حياة أو موت، ولم نعتمد على السودان وإنما على أنفسنا للحفاظ على أمننا القومى".
وأعلن الرئيس الإعداد حاليا لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمى قريبا، مشيرًا إلى أن مثل هذه القنوات ذات المستوى العالى تحتاج إلى تكلفة كبيرة.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ردا على سؤال للكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، حول العلاقات مع الولايات الزتحدة، أن العلاقات طيبة ولا تقتصر على البيت الأبيض، وإنما وزارة الدفاع والكونجرس، "ولا يحق لى الحديث عن الأوضاع الداخلية فى الولايات المتحدة، وأثق فى قدرات ونجاحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وما يحدث هو حراك أمريكى.
وبالنسبة للسودان، قال السيسى إن سياستنا الخارجية تتسم بالكثير من الصبر والهدوء، لأن ما يوجد فى المنطقة لا يحتاج إلى المزيد من الاضطراب، و"حريصون على عيش المصريين بأقل قدر من القلق، ونسعى لحل الخلافات بالحوار والهدوء".
ودعا السيسى الإعلاميين المصريين إلى الحفاظ على الحالة المعنوية فى المرحلة الصعبة التى تمر بها مصر، وعدم جعل الخوف على مصر يؤدى إلى العصبية فى التعامل مع القضايا المطروحة.
وحذر السيسى من وجود حرب من الجيل الرابع والخامس تدار ضد مصر من قبَلأاحهزة تعمل ضد الدولة، مشيرًا إلى أن ما أعلن عنه من عدد ضحايا الشرطة جراء حادث الواحات هو الرقم الحقيقى، ولم يُعْلَن عنه إلا بعد أن توافرت معلومات دقيقية عن الوضع.
ورداً على ما قاله خالد صلاح بشأن الحاجة لوجود حزب سياسى، وجه الرئيس السيسى دعوة للأحزاب لكى تتوحد، وطالب الإعلام بأن يتبنى هذه الدعوة، وقال "اعملوا دعوة كإعلاميين للأحزاب لكى يندمجوا.. مش عارف بصراحة هل نراجع أنفسنا ويكون عندنا حزب سياسى؟.. مش عارف.. القرار لكم"، مشيرًا إلى أنه أراد فصل نفسه عن التجربة القاسية التى عاشها المصريون فى السنوات الماضية، وسعى لإقامة علاقة ثقة مع المصريين، وأكد الرئيس أنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة، وقال إن هناك أحزابا موجودة بالفعل يمكن أن تندمج فى أخرى قوية لها أداء مختلف.
وأكد أن خطر الإرهاب كبير فى العالم كله وتقف ورائه أجهزة تستخدم العناصر الإرهابية المتطرفة فى تحقيق أهدافها، "ونحن فى مصر ندافع عن أنفسنا بشكل جيد ونؤمن بلدنا داخل حدودنا".
وقال إن تجديد الخطاب الدينى هو إرادة وقناعة قبل أن يكون إجراءات، مشيرا إلى أن المصريين لديهم قناعة نتيجة التجربة بالحاجة إلى التغيير وعدم التجاوب الأعمى لدعوات دينية مغلوطة.
واستطرد الرئيس: "تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى ستكون جديرة بالرصد والتحليل والنشر فى المنطقة، كما أن الموقف المصرى من قطر واضح وحازم بشأن مطالب الدول الأربع من الدوحة".
وبالنسبة للرقابة على الأسعار، قال الرئيس إن الأمر يحتاج إلى آليات سوق مستقرة وتنظيم للمنتج ونقله وتوزيعه، "ونسعى لإقامة أجهزة رقابة على الجودة، ولكن هناك حالة من عدم الانضباط ورغبة فى تحقيق المكسب، ولابد من وضع آليات سوق حقيقية ومنافذ بيع متطورة فى القاهرة والمحافظات، ونعمل على تحقيق ذلك ولكن الأمر يحتاج إلى وقت".
وأشار إلى أن المؤمرات لا تنتهى "ولكن لا نكشف عنها حتى لا نثير خوف الشعب، فحادث الواحات كان له صلة بشن هجمات على دير وادى الريان".
وتحدث السيسى عن أهمية إقامة طرق وسكك حديد تربط أفريقيا لما له من أثر على تغيير وجه القارة الافريقية ويحقق الاكتفاء الذاتى.
وبالنسبة لانفصال كاتالونيا وكردستان، قال السيسى إن رد الفعل لم يكن مشجعا سواء فى أسبانيا أو العراق، "ولا أرى أنها ستكون مثل الربيع العربى أو تشجع أقاليم أخرى على المطالبة بالاستقلال".
وحول الدعوة إلى سن قوانين تدعم المرأة؛ قال الرئيس السيسى "حريصون على سن قوانين تحمى المرأة والأطفال والأسرة، فالدستور أتاح للرئيس والبرلمان التقدم بتعديلات دستورية وأنا ضد ما أثير من تعديلات تمس مدة الرئاسة على الأقل فى فترة حكمى، لأننا لازلنا فى بداية التجربة ومن السابق لأوانه المطالبة بتعديل الدستور".
وفيما يتعلق بالبطالة، قال السيسى إنه لا يمكن حل كل المشاكل مرة واحدة، وحجم العمالة فى مصر بالملايين، وتكلفة فرصة العمل الواحدة تتراوح بين 100 الف إلى مليون جنيه.
وأضاف: "ركزنا على تطوير البنية الأساسية لانها المسار الاقتصادى المناسب فى المرحلة الحالية ولأنها توفر فرص عمل وتجعل الأموال المستثمرة لا تخرج من البلد.. وسنطلب تعديل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليشمل حق الإنسان فى محاربة الإرهاب، وسنتحرك مع المجموعة العربية فى هذا الصدد".