- يؤمنون باختفاء إمامهم ولا يعرفون مكانه
- لهم مساكن ومستشفيات خاصة
- ينتمون إلى الشيعة الإسماعيلية
- كتاب دعائم الإسلام للقاضى النعمان مرجعهم الفقهى
من هم البهرة؟ أين وكيف نشأوا وتطوروا؟ ما هى حياتهم فى مصر؟ أين إقامتهم وانتقالاتهم وتأمينهم وظروف سكنهم وإعاشتهم؟ ما الموقف السياسى الرسمى من وجودهم فى مصر؟ ما ملامح حياتهم الثقافية كاحتفالاتهم وأزيائهم وسماتهم الشخصية؟ ما أهم عقائدهم ومعتقداتهم الدينية؟ ما حكايات أو سير أصحاب مزاراتهم؟ ما أهمية هذه المزارات كأماكن؟ ما جوهر وماهية ما يمارسه البهرة من ممارسات، وإلى أى مدى تقترب معانيها من معان إنسانية عامة؟ هذه مجموعة من الأسئلة التى نفكر فيها جميعًا، لكن الدكتورة سعاد عثمان، أستاذ علم الاجتماع والمتخصصة فى الأنثروبولوجيا والفلكلور، سعت ببحث فكرى وميدانى للإجابة عن هذه الأسئلة، فى كتابها "الطوائف الأجنبية فى مصر (البهرة نموذجا)، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب سلسلة الثقافة الشعبية.
الكتاب فى مجملة جاء فى ثلاثة فصول، الأول منها بعنوان "البهرة" من النشأة إلى التنظيم، ويعرض لأعداد البهرة وانتشارهم عالميًا وفى مصر وظروف نشأتهم وتطورهم حتى أصبحو تنظيمًا دوليًا، ويقدم الفصل الثانى بعنوان "البهرة" فى مصر بعض تفاصيل هذه الحياة من الجوانب اللوجستية، والأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية المحيطة بهم، بينما يهتم الفصل الثالث والأخير بجوانب أساسية فى حياتهم الدينية ممثلة فى رؤيتهم لدعائم الإسلام والعقائد والمعتقدات الدينية الخاصة بهم.
يقول الكتاب إن دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى برقم 610594 فى تعريف طائفة البهرة بأنهم "إسماعيلية مستعلية يعرفون بالإمام المستعلى ومن بعده الآمر ثم ابنه الطيب، ولذا هم يسمون بالطيبية. وهم إسماعيلية الهند واليمن تركوا السياسة وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند فاختلط بهم الهندوس الذين أسلموا وعرفوا بالبهرة، وهم يقولون إن الإمام الطيب دخل الستر عام 525 هجرية، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يعرف عنهم شيئا، حتى أسماءهم عير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفون".
ما الذى تعنيه كلمة البهرة؟
قيل إن الكلمة معناها الوسط من كل شىء أو الوسط من الطريق، إلا أن معظم التعريفات أكدت أن الكلمة تعنى "التجارة" باللغة الجوجارتية التى ذكرت فى ذلك أن الدعاة الفاطميين حين نزلوا على الساحل الغربى للهند "ساحل بحر العرب" سألهم أهل الهند من أنتم؟ قالوا: جئنا للتجارة والتجار فى اللغة الهندية المحلية كانوا يسمون "وهرة" وبلغة الهند الواو والباء مترادفتان فسموا "البهرة" فاسمهم مشتق من اللغة "الجوجاراتية" السائدة فى غربى الهند.
يقول الكتاب إنه عن تقديرات أعدادهم غير دقيقة، فعالميًا يتجاوز رقمهم المليون بينما فى مصر، فليس هناك قول واحد، لكنها تقديرات مختلفة، أبرزها أحد التقديرات الذى يقدر عدد المقيمين منهم فى مدينة القاهرة بألف نسمة معظمهم يقيمون منذ السبعينيات، وبعضهم يقيم لسنوات قليلة من 2-4 سنوات ثم يغادر ليأتى آخرون محله، ومن ناحية أخرى يتوافد الآلاف للسياحة الدينية على مدار العام، وبوجه خاص فى أوقات مواسمهم واحتفالاتهم، وتؤكد المؤشرات تزايد أعدادهم فى السنوات القليلة الماضية.
فى الجولة الميديانية للدكتورة سعاد عثمان تأكدت أن أعداد البهرة تتجاوز الألف بكثير وأنها تصل تقريبا إلى 15 ألف فى مصر.
يستخدم البهرة تقويمًا قمريًا إسلاميًا بصيغة خاصة تم تطويره زمن الفاطميين يعتمد على حسابات فلكية لتحديد بدايات الأشهر، لذا فهو ثابت ويختلف بفارق يوم أو يومين عن التأريخ الإسلامى المعتاد.
التنظيم العالمى للبهرة
أصبح للبهرة تنظيمًا عالميًا وتقع المكاتب المركزية لهذا التنظيم فى "بدرى مهال" فى بومباى بالهند، حيث يوجد كبار أفراد الهرمية الخاصة بالدعوة، بمن فيهم أخوة الداعى وأبناؤه، ويأتى "الداعى المطلق" على رأس هذا التنظيم وهو من يختار ويعين كافة مساعديه بتدرجاتهم المختلفة بدءًا من المأذون فـ المكاسر فـ المشايخ ثم الوكلاء والملا.
وكما قلنا فإن المقر الرئيسى لهذا التنظيم يوجد فى الهند، إلا أن كل جماعة من البهرة يزيد عددها عن المائة فى أى دولة من دول العالم لابد وأن يرأسها وكيل للداعى المطلق.
البهرة فى مصر
بدأ توافد البهرة إلى مدينة القاهرة فى السبعينيات فى عهد الرئيس "أنور السادات" وزادت أعدادهم فىى الثمانينيات، ومنذ وصولهم إلى أرض مصر أقاموا فى منطقة القاهرة الفاطمية، بعدها أصبحوا يفضلون الإقامة فى أحياء محددة من مدينة القاهرة فى مقدمتها حى المهندسين.
أما البُهرة غير المقيمين فى مصر فيخصص لهم اثنان من الفنادق يعكسان الفروق الطبقية بوضوح، أولهما هو فندق الفيض الحاكمى الذى بنى حديثًا على الطراز " الفاطمى"، والثانى مبنى بسيط فى الجهة الشرقية من مسجد الحاكم، ويفتح أبوابه إلى صحن الجامع.
مقر احتفالات البهرة
للبهرة بيوت خاصة يطلقون عليها "جماعات خانا" وهى أماكن تجّمع متخصصة لعقد اللقاءات العامة وإقامة الاحتفالات الدينية للطائفة وتتولى إدارتها لجان من كبار البهرة يعينها العامل فى كل جماعة، ويقع مقر احتفالات البهرة بميدان الجمهورية بحى المهندسين.
الخدمات الطبية
للبهرة خدمات طبية خاصة، وأخرى عامة، فلهم مستشفى خاص فى القاهرة الفاطمية بالقرب من ضريح الجعفرى، ولهم مستشفى آخر خاص فى المربع السكنى الذى يقيم فيه عدد كبير منهم بحى المهندسين، كما يأتى طبيب هندى إلى مقر احتفالاتهم فى مواعيد محددة للكشف عن المرضى منهم، ووصف العلاج لهم الذى عادة ما يكون أدوية شائع استخدامها فى الهند.
حل النزاع
حل الخلافات أو النزاعات بين أفراد طائفة البهرة تتم على أيدى العمال أو الوكلاء، وإن تصاعدت فهى تحال إلى الداعى فى مومباى الذى تعد قراراته حينئذ ملزمة لجميع الأطراف، اما النزاعات الشرعية للبهرة ، فتحال إلى المحاكم الهندية التى تطبق الشريعة الإسلامية كما وردت فى كتاب دعائم الإسلام للقاضى النعمان باعتباره المرجع الفقهى الرئيسى للبهرة فى كل مكان فى العالم.
الاحتفالات .. عيد "غدير خم"
كتب عن هذا العيد أن "البهرة يقيمون أفراح العيد كل عام يوم 18 من شهر ذى الحجة بمناسبة إحياء ذكرى "غدير خم" فيصومون هذا اليوم ويغتسلون ويصلون ركعتين عند الغروب ويأتى عامل الداعى لأخذ العهد والميثاق من كل بهرى للاستمرار على عقائد المذهب ثم يقوم كل فرد بتقديم ما يستطيع من النذور والصدقات إليه.
حلقات التعزية
هو العيد الثانى من حيث الأهمية عند البهرة، وقد أطلق عليه هذا الاسم لأنهم يعقدون مجالس منظمة خلال الأيام العشرة الأولى من شهر محرم إحياء لذكرى استشهاد الإمام الحسين، وهى مناسبة يلقى فيها الداعى نفسه أو من يفوضه الخط والمواعظ، كما يطلق على هذا العيد "العيد الكبير" ويحتفلون به فى الجوامع التى يشرفون عليها مثل جامع الحاكم والجيوشى والحسين إلى جانب مقر احتفالاتهم بحى المهندسين.
وقد اختلفت احتفالات البهرة بهذا العيد فى السنوات الأخيرة عن احتفالاتهم قبيل ثورة 2011، ففى احتفالهم عام 2010 أغلق لهم شارع الأزهر ليسمح بمرور موكبهم، حيث سار أميرهم فى موكب مستقلاً سيارة مرسيدس سوداء حتى موكب الحسين