على الرغم من أن مبنى "راقودة" ليس مبنى تراثيا، فعمر المبنى لا يتعدى 70 عاما فقط، ولكى يصبح تراثيا لابد من مرور 100 عاما على المبنى، إلا أن قرار هدمه والأنباء التى ترددت تحويله إلى فندق، أغضب الشارع السكندرى، وكان هدم المبنى بمثابة "القشة التى قسمت ظهر البعير"، خاصة بعد أن شهدت الإسكندرية تراثها الثقافى والتاريخى ينهار واحد تلو الآخر فيما عرف فى الخمس سنوات الأخيرة بـ"مسلسل هدم الفيلات والمبانى الأثرية".
الجانب الاخر للمبنى
وقد سيطرت حالة من الغضب ليس على مثقفى الإسكندرية أو المهتمين بالتراث والمبانى الأثرية فقط بل على أى مواطن كان يمر على منطقة الشاطبى واعتاد رؤية هذا المبنى المميز للمنطقة والذى له طراز معمارى مميز، حيث يتميز المبنى بالشكل المعمارى الجذاب والذى ظل لسنوات عديدة يزين الشاطئ وأصبح علامة مميزة للمكان، بالإضافة إلى أنه اشتهر بأنه يحتوى على شقة سكنية تخص الفنان الراحل يوسف شاهين كان يقطن به عدد من الجاليات اليونانية والأجنبية بالإسكندرية.
مبنى راقودة
من جانبه قال المهندس صلاح هريدى، مؤسس مبادرة "انقذوا شاطئ الإسكندرية"، أن هدم مبنى "راقودة" استمرار لمسلسل العبث بتراث بالإسكندرية، وهو مبنى يبلغ عمره 70 عاما وتمثل جزء من الكورنيش القديم المميز للإسكندرية. وأضاف أن الدولة يجب أن تعيد رؤيتها تجاه التراث والمبانى الاثرية بشكل عام " مشددا على ضرورة وضع رؤية وإستراتيجية للحفاظ على الطابع المميز لبعض المناطق التراثية بالإسكندرية، وليس الحفاظ على مبنى فقط، كما شدد على ضرورة مراجعة القانون وتعديل تشريعى للحفاظ على المبانى التراثية ذات الطابع المميز، مطالبا الدولة بالتدخل والعمل على حل تلك الازمة، مؤكدا أن هناك حلول بديلة للحفاظ على المبانى التراثية أو ذات الطابع المعمارى المتميز ومنها مقترح بتعويض الفيلات التراثية بأراضى أخرى تتبع الدولة بأماكن أخرى وبمساحة أكبر يساوى السعر الحقيقى للمبنى التراثى.
المبنى يقع بمنطقة الشاطبى
فى المقابل قال المهندس على مرسى، رئيس حى وسط الإسكندرية، أن عقار " راقودة " الذى يتم هدمة حاليا، هو عقار ليس تراثيا، ولا يمكن للحى التدخل لوقف أعمال الهدم. وأوضح رئيس حى وسط فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن العقار حاصل على قرار هدم من اللجنة العليا للهدم بوزارة الإسكان، والخاصة بالبت فى هدم العقارات غير الآيلة للسقوط.
حاصل على قرار هدم من وزارة الاسكان
وقال رئيس حى وسط أن العقارات الآيلة للسقوط يتم إصدار الهدم لها من الحى مباشرة، أما العقارات غير الآيلة للسقوط والسليمة إنشائيا يصدر بشأنها قرار من اللجنة العليا للهدم التابعة لوزارة الإسكان مباشرة. وأكد المهندس على مرسى أنه إلى الآن لم يصدر ترخيص من الإدارة الهندسية للحى، مشيرا إلى أن المالك لم يتقدم إلى الحى بقرار الترخيص للمبنى الجديد إلى الآن.
فى حين أصدر الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية، قرارا بإيقاف أعمال الهدم التى تتم بعقار راقودة بمنطقة الشاطبى وسط المدينة، موجها وحدة التدخل السريع لإيقاف أعمال الهدم. ووجه المحافظ بتشكيل لجنة لمعاينة العقار، ودعا لانعقاد اجتماع عاجل "للجنة العليا للحفاظ على التراث المعمارى" الأربعاء القادم، لبحث الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة.
المبنى يميز كورنيش الشاطبى
وأكد محافظ الإسكندرية أنه أصدر قرار بإعادة حصر للمبانى التراثية بالإسكندرية مرة أخرى وعدم إصدار تراخيص بالهدم أو البناء بشأن تلك المبانى إلا بعد مراجعة المستندات الخاصة بتلك المبانى وإلزام اللجنة بالبت فى الطلب المقدم بشأن أى مبنى أثرى خلال شهر على الأقصى. وأكد محافظ الإسكندرية لـ"اليوم السابع" حرصه على الحفاظ على المبانى الأثرية التى تعد طابعا معماريا متميزا تتميز به محافظة الإسكندرية، وقال إنه يتم حاليا بحث عدة حلول لمواجهة تلك المشكلة بالتنسيق مع لجنة الحفاظ على التراث، حيث يتم دراسة تعويض الملاك بأرض فى مكان آخر، مشيرا إلى أن هناك عدة مقترحات معروضة للدراسة.
جانب من المبنى
على صعيد أخر قال الدكتور محمد عوض، رئيس لجنة الحفاظ على التراث العمرانى بمحافظة الإسكندرية، أن ما أشيع حول أن عمارة "راقودة" مبنى تراثى أو أثرى، أمر غير دقيق وعار تماما من الصحة.
وأوضح "عوض"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن العقار ليس أثريا أو تراثيا، ولم يكن المنزل الذى ترعرع فيه يوسف شاهين حسبما يشيع البعض، وإنما كانت تقطن فيه شقيقته فقط، متابعا: "المنزل ليس مسجلا ضمن قائمة المبانى الأثرية أو التراثية، وإخلاؤه أو هدمه لإعادة بنائه أمر يخص المالك والسكان".
الطراز المعمارى المميز
و حول عدد المبانى التراثية المهددة بالهدم بالإسكندرية قال رئيس لجنة جماية التراث أن الإسكندرية بالفعل بها نحو 1350 مبنى تراثى مهدد بالهدم، تم هدم نحو 58 مبنى حتى الان.
هدم المبنى يثير الغضب بالرغم انة ليس اثرى
وكانت عمارة "راقودة" التى تقع على شاطئ الشاطبى، قد تم إخلاؤها منذ شهر أغسطس الماضى وتضم أحد أكبر مطاعم الأسماك بمدينة الإسكندرية، قد أثار جدلا واسعا على خلفية اعتقاد البعض أنه مبنى تراثى أو مسقط رأس المخرج السينمائى الراحل يوسف شاهين.
استعدادت هدم المبنى
انباء لتحويلة إلى فندق
المبنى يثير الجدل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة